أختاه: إني لا أفتري كذباً ولا
أبالغ في كلامي، فإليكِ هذه الروايات في اعتبار المتمتع بها كالمستأجرة!!
فقد كذبوا على جعفر الصادق رحمه الله بأنه قال: (تزوج منهن ألفاً فإنهن
مستأجرات)!! ورووا عن الباقر أنه قال: (إنما هي مستأجرة)، ورووا عن أبي عبد
الله أنه قال: (ليست هي من الأربع؛ إنما هي إجارة)!
أُختاه: ماذا بعد
هذا إلا الشذوذ وإهانة المرأة التي كرمها الإسلام، والبعد عن الذوق السليم،
فضلاً عن الشرع الحكيم. فهل تصدقين -أخية- أن أمثال هذه الشهوانية خرجت من
مشكاة آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؟ فأي غيور يرضى بمثل هذا لعرضه؟
أُختاه:
أنا أعلم أنكِ لا ترضين بمثل هذه الإباحية، ولربما أنكِ لم تري مثل هذه
الروايات الهابطة في غير هذه الرسالة!! ولكن ما هو دوركِ بعدما اطَّلعتِ
عليها؟ هل ستقفين موقف المتفرجة حتى تقع عليكِ أو على أختكِ أو ابنتكِ؟ وهل
سيقبل رجلٌ حرٌ عاقلٌ بفتاةٍ لها هذا التاريخ من المخازي؛ تتنقل بين أحضان
الرجال هذا يستدبرها! وهذا يستقبلها؟!!
أخية: أستميحكِ عذراً وحياءً
وخجلاً أن أنقل إليكِ فتاوى بعض علماء ومراجع الشيعة المعاصرين!! حول
المتعة المُبتذلة، فوالله إني أُصبتُ بالغثيان والكآبة عندما اطلعت على
بعضها؛ ولا أريد أن أخفي عليكِ اطلاعي على كتاب [المتعة] للكاتبة الشيعية:
د/
شهلاء الحائري، وهي حفيدة آية الله حائري، وهي دراسة أكاديمية ميدانية
موثقة.. ولم أحب أن أنقل لك ما فيه من مقابلات مذهلة مع الفتيات حول
ممارساتهن للمتعة وابتذال أعراضهن للساقطين من الرجال، ومن حسنِ خُلقي معكِ
ولطف معاشرتي لكِ فإني لا أحب أن تُصابي بما لَحِقَني من حالة بائسة!
ويكفيكِ أن تعلمي أخية أنّ عالم الشيعة الطوسي يعترف بأن المتعة ذل وعار على المرأة!! فقد جاء في كتابه تهذيب الأحكام: (7/253) قوله:
أما ما رواه أحمد بن محمد عن أبي
الحسن عن بعض أصحابنا يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: (لا تتمتع
بالمؤمنة فتذلها. فهذا حديث مقطوع الإسناد شاذ، ويحتمل أن يكون المراد به
إذا كانت المرأة من أهل بيت الشرف فإنه لا يجوز التمتع بها لما يلحق أهلها
من العار ويلحقها هي من الذل ويكون ذلك مكروهاً دون أن يكون محظوراً) ا.هـ
أقول:
فإذا كانت المتعة حلالاً ومن القربات إلى الله فكيف أصبحت عاراً وذلاً على
أهل المرأة؟!! وهل يعدّك هذا الشيخ من (أهل بيت الشرف) أم يراكِ شيئاً
آخر؟!
وأترك التعليق لكُنَّ أيتها العاقلات.
الوقفة السادسة:-
- رسائل تقطر دماً:
نعم
أُختاه: إنها رسائل كُتبت بالمداد على الورق، ولكنها صِيغتْ بقطرات دموعِ،
وإن شِئتِ فقولي: بقطراتِ دمٍ، كُتبت على صفحات قلب مكلوم!! تنكَّر له
أقرب قريب! وصدّه عن مبتغاه أعزُّ عزيز!
نعم أخيتي الغالية: جاءتني
رسائل عدة من أخوات كريمات وقر نور الإيمان في قلوبهن فعشنَ أياماً وليالي
من التفكير الحر بعقلٍ حاضر وقلب واعٍ، جعلن كتاب الله تعالى هو الحكم
والفيصل، فتحررنَّ من قيود التقليد، وظلمة التبعية، وجمعنَ أقفال العقل
والجمود، وكل كلام ليس عليه من الله برهان ثم أحرقنها ليصنعنَ منها مشعلاً
يسرن به بين الناس: ((يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمْ
الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [الحديد:12].
وعلمن أن الحق مع هذا المشعل
المضيء بنور كتاب الله وهدي النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم،
مستلهمات من الله وحده الثبات على الهداية، والتلذذ بلذة الإيمان
والاستئناس بوحدة الطاعات، والصلوات في ظلمة الليل والخلوات، اعتدن وتعودنَ
في هذه الساعات مناجاة رب البريات وسؤاله العفو والصفح عن أوقات ضاعت في
غير الهداية والدعوة إليها، ضاعت ما بين خوف ووجل وحياءٍ وتسويل الشيطان
وترهيبه، والمقارنات غير المنطقية.
فالأمر أن هؤلاء مرجعهم القرآن وسنة المصطفى عليه وعلى آله الصلاة والسلام، والدليل الصحيح الصريح هو مرجعهم في الأصول والفروع.
وأما
أولئكَ فدليلهم كل ما نقل عن الإمام المعصوم على أي طريقة كان النقل! من
غير معرفة لصحيح من غيره، وعليه يجب التسليم بهذه الروايات وإلا الكفر!
فرووا كذباً عن المعصوم قوله: (الراد على الإمام كالراد على النبي، والراد
على النبي كالراد على الله...).
أُختاه: إن قليلاً من التفكير والتأمل
والانطراح بين يدي الله وسؤاله الهداية والتوفيق كفيلٌ بأن يغير الحال
ويبدلها من ظلمات إلى نور؛ ومن همٍّ وكدر إلى سعادة وصفاء؛ وإنما هي الخطوة
الأولى في مشوار الهداية.
أختي الغالية: لا تحسبي وأنتِ تُقدمين على
هذه الطريق أنكِ الوحيدة السائرة في دروبه السالكة للججه، بل معكِ أخوات
كثيرات قريبات، ولكن منعتهنّ ظروفهنّ من التصدر والإعلان! والله يعلم السر
وأخفى، وإن مع العسر يسراً، ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، أراد الله لهنَّ
ذلك بتقدير سابق وقضاء نافذ..
إن الأخوات اللاتي يعشن هذه
المرحلة لم يجدن بُداً من الإمساك بالقلم ليسطرنَ لنا كلمات نيرات خرجت من
القلب لتصل إلى القلب مباشرة وبدون مقدمات، وهؤلاء الأخوات جمعهنَّ حب
الدين الحق فعرفن القرآن ومعانيه، وأيقنّ بالتوحيد ومراميه، وآمنَّ بالدليل
من الوحيين، ولم يبغين عنهما حولاً!! مع أن ظروفهن مختلفة وأنماط حياتهن
متغايرة؛ فهذه من أسرة صغيرة فقيرة، وهذه جامعية، وتلك طالبة في الثانوية،
وهذه ربة منزل، وتلك طبيبة أو ممرضة!!
ولله درُّ المعلمات الفاضلات فهنّ
بيت القصيد ومنبع الهداية.. ولا عجب ألبتة: فهن عقول ناطقة، وعواطف ثابتة،
اِمْتَهنَّ أشرف المهن؛ مهنة التربية والتعليم، وتنقلن هنا وهناك بعيداً
وقريباً، ورأين الكذب من الصدق!! وعرفن أن الخبر ليس كالمعاينة! ولملكتهنّ
الناصعة استطعن شق طريق الهداية بلا مشقة، بل بقليل من النظر في كتاب الله،
والاطلاع على رسائل أهل السنة الصغيرة التي توزع في كل مكان.
فهذه
المعلمة الفاضلة (زهرة) جلست في أحد المستشفيات وبجوارها رف كتيبات، فأخذت
بصورة عفوية كُتيباً بعنوان: العقيدة الصحيحة وما يضادها فكانت بداية
الهداية والتوفيق.
وهذه المعلمة النابهة (ع.م) أهدتها إحدى طالباتها
كتيباً صغيراً بعنوان: عقيدة أهل السنة والجماعة فقرأته عدة مرات، ولمست
الحق واتبعته بلا تردد.
وهذه إحدى المعلمات وجدت في حقيبتها شريطاً،
فاستمعت إليه فكان سبيلها إلى الهداية واعتناق الحق والدعوة إليه.. وغيرهن
كثيرٌ وكثير لا نعلمهن، ولكن الله يعلمهن.
أختي الغالية: إن ما تمرين به
قد كان لكِ فيه سلفٌ من الصدر الأول، فكثير من الصحابة والصحابيات قد مروا
بما تمرين به، وما منعهم ذلك عن ترك الإشراك بالله وأهله، والدخول في
الإسلام، ومِنْ ثَمَّ ثباتٌ كثبات الجبال، حالهم في الدنيا: ((تَرَاهُمْ
رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً
سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ)) [الفتح:29] وفي
الآخرة: ((لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ)) [المائدة:119].
وهنا أتذكر كلمات خطتها أنامل أختٍ لنا
هداها الله تعالى إلى الحق، فتقول: (كنت أشبه بمن يعيش على ضفاف نهر عذب
صافٍ ولديَّ ماء قد نقله آبائي وأجدادي من ذلك النهر، وتغير مع الزمن،
ووقعت فيه شوائب كثيرة حتى أصبح وليس له من الماء إلا اسمه؛ فلونه أسود
متغير، وطعمه وشكله آسن، يدل على أي شيء إلا الماء، ثم إنهم يقدسونه
ويسمونه: ماء الكوثر، وماء الحياة، وماء الخلود!! ويعتبرون النهر العذب
الزلال الذي هو الأصل: نهر الهلاك ووادي جهنم!! ثم بعد اكتشافي الحق من
الباطل عكفت على الماء المتغير طعمه وريحه أنوح وأبكي؛ يكاد يقتلني الظمأ
وأتمنى من كل قلبي تنقيته وتصفيته -ولا يزال الكلام لها- فتقول: ارحمي
نفسكِ وأسرعي في اتخاذ القرار؛ فالموت أقرب إليكِ من حبل الوريد، فالأمر لم
يعَد سراً ولم يعد هناك ظاهرٌ وباطن!! ((وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى))
[الأعلى:17].. ((وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى)) [طه:131].
أُختاه:
أنا أعلم مدى الحزن الذي تمرين به، وكآبة اللوعة والهجران، ولكن أختاه:
إنها حلاوة الإيمان، فوالله ما إن تخالط بشاشة الإيمان قلبكِ إلا وتحسين
بالسعادة الحقيقية حينئذٍ؛ ولو كنتِ في سجن ضيّق، عندها تذهب المرارة
والحزن وتُبدّل قوة وعزيمة.
أُختاه: إن معظم الشيعيات قد أخذن
المذهب عن طريق الوراثة، فلم يُقارنَّ بين مذهبهن هذا وبين كتاب الله
تعالى ليرين ما في مذهبهن من الشرك والغلو وإهانة المرأة باسم المتعة!
والتمسح بالقبور ودعاء غير الله وطلب الشفاء من الأموات!! فهل هذا هو
الإسلام الصحيح الحق الذي أرسل الله به محمداً صلى الله عليه وسلم؟؟
وإليكِ مثالاً واحداً فقط على ما أقوله، فهذه إحدى الفتيات الشيعيات العاقلات تناقش أستاذاً لها في الجامعة.
يقول
الأستاذ: بينما كنت منهمكاً في إعداد إحدى المحاضرات إذا بإحدى الطالبات
تستأذن في الدخول، وما إن أذنت لها حتى دخلت ومعها صويحباتها، ولم تترك لي
المجال لأسألها عن حاجتها، فقد ابتدرتني قائلة: أريد أن أسألك سؤالاً
واحداً وأرجو أن تجيبني بصراحة: ما الذي يجعل الإنسان يغير عقيدته؟
لم
أكن أتوقع منها هذا السؤال ولكني لم أظهر أي علامة استنكار في إجابتي،
فظنَّت أنني أنتظر توضيحاً، فقالت: لكي أوضح لك السؤال: لِمَ يتنكر الإنسان
لعقيدة آبائه وأجداده التي تربى عليها؟ وهل هناك شيء في الدنيا يستحق أن
يغير الإنسان عقيدته من أجله؟
أجبتها على الفور: إن سؤالاً عاماً كهذا لا يمكن إجابته إلا بصورة عامة، فهلا خصصت سؤالك ووضحت مأربكِ؟
قالت: لماذا غيرت عقيدتك أنت؟
ولم
أشأ أن أسألها عن مصدر علمها أني غيرت عقيدتي، وأجبتها: لقد بحثت عن الحق
في بطون الكتب وفي نقاشات السادة والعلماء ومن الأشرطة حتى شرح الله صدري
لما أنا عليه الآن، وهو الذي أرجو أن يكون ما كان عليه رسول الله صلى الله
عليه وسلم وصحابته، والذي أرجو أن يتوفاني الله عليه.. قالت: ولكن ألا تظن
أن أصدقاءك وزوجتك هم الذين أثروا عليك؟
لم أشأ أن أجيب على هذا التساؤل، فطرحت سؤالاً آخر: هل تريدين أن تَصَلِي إلى الحق؟ تعالي نناقش بعض ما أنت عليه من عقائد:علاوة على ذلك نجد أن النبي صلى
الله عليه وسلم يُطَمئنُ أبا بكر ويذهب قلقه وحزنه، ويخبره بمعية الله لهما
جميعاً، فكيف يكون الله قد نصر نبيه، ومع ذلك يجعل صاحبه في الشدة
منافقاً؟
بل كيف تكون المعية الخاصة من الله للمنافق؟ وكيف يَطْمئنّ
النبي صلى الله عليه وسلم لمنافق؟ وكيف ينصر الله المنافق؟ أي عقلٍ يقبل
هذا؟!
فإن قال قائل: إذا كان هذا، فلماذا قال الله سبحانه وتعالى: ((فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ)) [التوبة:40] بالإفراد؟
فنقول:
لأن الآية في أصلها إنما هي في بيان حال النبي صلى الله عليه وسلم:
((إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ)) [التوبة:40].
فمقتضى
الكلام أن يستمر الإفراد كذلك: ((فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ))
[التوبة:40] وهذا هو مقتضى اللغة العربية، ثم إن المعية من الله لأبي بكر
تقتضي إنزال السكينة عليه، فلا حاجة إذاً للتثنية في ذكر إنزال السكينة،
وإلا لعُدَّ لغواً من الكلام.
ولكن هذا الإشكال إنما ينتج لقلة تدبر
كتاب الله سبحانه وتعالى، ومثله من يتعلق بقوله سبحانه: ((لَا تَحْزَنْ))
مع أن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ((وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ
إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)) [يونس:65]
وقالت الملائكة للوط عليه الصلاة والسلام: ((وَقَالُوا لا تَخَفْ وَلا
تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ)) [العنكبوت:33] وغيرها من الآيات
كثير، ولكن تدبر كتاب الله تعالى يحتاج إلى التدبر بلسان عربي مبين بعيداً
عن الهوى والتعصب.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجنبنا الهوى، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه..
ومن المعلوم في العقيدة أن زوجة الرجل في الدنيا هي زوجته في الآخرة إن دخلا الجنة.قاطعتني قائلة: لم أرد أن
أناقشك في الصحابة، ولكن سؤالي كان عن سبب تغيير عقيدتك؟ فقلت: بل هذا
الأمر من صلب العقيدة، فمن الذي نقل لنا القرآن؟ ومن الذي نقل لنا السنة؟
إننا
إن قلنا: بأن الصحابة كفروا أو ارتدوا، فإننا نطعن في صحة القرآن الذي بين
أيدينا، وقد طعن كثيرون في صحته في أمهات الكتب المعتمدة عندهم، فكل ما
نعتقده باطل؛ لأن الكافر ليس أهلاً لنقل شيء من الأخبار.
قالت: وهل تنكر
أنت الإمامة؟ قلت: إن كنتِ تعنين الإمامة بمعنى: الصلاح والتفضيل بالتقوى
والإيمان فإني أثبتها لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن والحسين وزين
العابدين والصادق رضوان الله عليهم أجمعين.
أما إن كنتِ تريدين بالإمامة
تلك المنزلة التي تؤهل الإمام أن يتصرف في الكون كيف يشاء ويعلم الغيب
ويبلغ مراتب الرسل والملائكة المقربين، فإني لا أثبت هذا الأمر، وسيد
الأئمة وهو محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، لم يكن له تصريف شيء
في هذا الكون، ولم يكن يعلم الغيب؛ لقوله تعالى: ((وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ
الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ))
[الأعراف:188].
فأي إمامة تريدين؟ قالت: لنرجع إلى موضوع العقيدة؟
قلت: ابدئي من حيث شئتِ.
تريدين أن نبدأ بقضية الإيمان بالله تعالى وأسمائه وصفاته، أم الإيمان بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم، أم الإيمان بالقرآن؟
قالت: ظننت أننا متفقون في قضايا الإيمان بالله والرسول والقرآن؟
قلت: هذا مجرد ظن، فالعقيدة
المسطرة في أمهات الكتب التي تعتبرينها مراجع صحيحة تناقض العقيدة المسطرة
في الكتب التي أعتبرها أنا مراجع صحيحة، ولهذا الاختلاف في المراجع ارتأيت
أن نبني نقاشنا على شيء نتفق عليه.. فإن كنتِ تؤمنين بأن كتاب الله مرجع
فإني سأثبت لكِ أن تلك المراجع المعتمدة تخالف ما في القرآن وإن كنتِ
تعتقدين أن القرآن الذي بين أيدينا محرف فإني سأثبت لكِ بالعقل أن ما أنتِ
عليه لا يتفق والفطرة السليمة.
قالت مقاطعة: ولكني أعتقد أن هذا القرآن غير محرف وصحيح ولا غبار عليه، بل هذه عقيدة كل مسلم.
قلت: فإن اخترت لكِ حديثاً صحيحاً صريحاً في أحد مراجعك يقول بأن هذا القرآن محرف؟!
ترددت قليلاً ثم قالت: لعلك لم تفهم معنى الحديث كما ينبغي. قلت: بل سألحق الحديث بشرح صاحب الكتاب، وآخذ شرحه هو لا شرحي أنا.
قالت: في أي كتاب هذا؟
قلت:
هذه مشكلتك ومشكلة الكثيرين، أنهم لا يعرفون أصول دينهم وما تحويه مراجعهم
المعتمدة عند علمائهم، اقرئي حديث كذا في صفحة كذا من كتاب كذا.. للعالم
كذا.. اقرئي ما سطر في كتابه صفحة كذا، وعندما تتيقنين أن ما أقول لكِ
موجود فعندئذٍ نستطيع أن نكمل النقاش).
المصدر: كلمات في العقيدة، تأليف الدكتور/ أمير حداد، (ص:158) (بتصرف).
أرأيتِ
أختاه؟ إن كثيرات قد أخذن المذهب عن طريق الوراثة والآباء والأجداد فقط،
فهذه الطالبة لا تعرف أساسيات معتقداتها الحقيقية التي في كتب ومراجع علماء
مذهبها!! وكيف أنها وقفت في الحوار العفوي وغير المرتب له بسبب جهلها بما
في كتب مذهبها مما هو مخالفٌ لدين الإسلام وعقيدة المسلمين.
أختاه:
الهجي إلى الله بهذا الدعاء لعلّ الله أن يفتح على قلبكِ: (اللهم رب جبريل
وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أن تحكم بين
عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي
من تشاء إلى صراط مستقيم).
9) الوقفة السابعة:-- وماذا بعد...؟؟:
أختي
الغالية: يا من تحبين آل بيت النبي عليه وعليهم الصلاة والسلام، اسألي
نفسكِ بعض الأسئلة لنعود إلى صدر ما بدأنا به من أهمية العقل وإعمال الفكر،
وسأخاطب غيركِ؛ لأني أعلمُ أنكِ أرفع ممن سأخاطبهم بكثير!!
يقولون: (ارتد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة)!!
وأقول:
إذاً فقد فشل النبي صلى الله عليه وسلم في تربية أصحابه؛ بعد أن أمضى معهم
ثلاثاً وعشرين سنة، لم يستطع تربية وهداية أحد إلا ثلاثة!! وأين هم من
آيات الثناء العاطر على الصحب الكرام في كتاب ربنا جل وعلا؟
فالله جل
وعلا يقول: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا
فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ
غَفُورٌ رَحِيمٌ)) [البقرة:218].
ويقول تعالى: ((فَاسْتَجَابَ لَهُمْ
رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ
أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ
دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأكَفِّرَنَّ
عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ
حُسْنُ الثَّوَابِ)) [آل عمران:195].
وقال تعالى: ((وَالسَّابِقُونَ
الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ
بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ
جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ
الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [التوبة:100].
وقال تعالى: ((وَالَّذِينَ
هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي
الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا
يَعْلَمُونَ)) [النحل:41].وقال تعالى: ((ثُمَّ إِنَّ
رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا
وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)) [النحل:110].
وقال
تعالى: ((وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ
مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمْ اللَّهُ رِزْقاً حَسَناً وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ
خَيْرُ الرَّازِقِينَ)) [الحج:58].
وقال تعالى: ((لَقَدْ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ
فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ
وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً)) [الفتح:18].
فماذا تفعلين أختاه بكتاب
الله وآياته المحكمات في مدح الصحابة والصحابيات؟ هل تعرضين عن كلام
العزيز الجبار وترضين بكلام البشر في أصحاب خير البشر صلى الله عليه وسلم؟!
أم تتبعين ما تشابه من القرآن فتخلطين الآيات وتجعلين آيات المنافقين في
الصحابة أيضاً، مع أن الله عز وجل بيَّن صفات كل منهم، وبيَّن أن هؤلاء غير
هؤلاء، أم إنكِ سَتُسلِّمين لله وتقولين: سمعنا وأطعنا كلٌ من عند ربنا؟
يقولون: بجواز دعاء غير الله! والطواف بالقبور! وشد الرحل إليها!
وأقول:
وهل يخرج من مشكاة آل البيت الأطهار ما يخالف صريح القرآن العظيم؟ والله
يقول سبحانه: ((وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ
الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ
دَاخِرِينَ)) [غافر:60]، والله يقول: ((وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ
الْعَتِيقِ)) [الحج:29] ولم يقل: ادعوا غيري وطوفوا بقبر أو غيره!!
يقولون: أبو بكر وعمر وعائشة وحفصة كُفَّار بالله العظيم.
وأقول: أبو بكر وعمر، تزوج النبي
صلى الله عليه وسلم ابنتيهما: عائشة وحفصة! فهل يليق بمكانة النبي صلى الله
عليه وسلم أن يتزوج في الإسلام من كافرات بنات كفار؟! أليس هو المؤيد
بالوحي؟ وعمر تزوج ابنة علي (أم كلثوم) رضي الله عنهم أجمعين؛ فهل يُزوِّج
عليٌ كافراً ؟!
يقولون: أبو بكر وعمر كسرا باب بيت عليٍ وضربا فاطمة وأسقطا جنينها!!
وأقول: وأين علي الحيدرة أسد الأسود وبطل الأبطال؛ ألا يدافع عن زوجته وبيته؟!
يقولون: الإمامة نصٌ من الله لعلي رضي الله عنه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم للحسن، ثم للحسين رضي الله عنهم!!
وأقول:
كيف يخالف الإمام علي رضي الله عنه كتاب الله وأمر رسول الله صلى الله
عليه وسلم ويُسلم الخلافة لأبي بكر ثم لعمر ثم لعثمان رضوان الله على
الجميع، وكذا الحسن كيف يتنازل عن هذا المنصب الإلهي لمعاوية رضي الله عن
الجميع؟؟
فإن قالوا: اجتهدا! قلنا: هل يجوز الاجتهاد مع وجود النص؟؟ إذ
لو كانت الإمامة من أصول الدين -كما يذكر علماء الشيعة تخرصاً- فكيف يذكر
الله في القرآن أصول الإيمان وأركان الإسلام، ولم يذكرها فيه لا نصاً ولا
تلميحاً بالمعنى الذي يريده هؤلاء، علماً أن الله ذكر كلب أصحاب الكهف
وحمار عزير وهدهد سليمان؟! قليلاً من التأمل يا أخية!!
يقولون: إن علياً أخفى القرآن الحق الذي لم يُحرَّف معه؛ وجعله مع القائم (المهدي)!!
وأقول: هل يجوز أن تبقى الأمة خليَّة من كتاب ربها طيلة هذه الدهور؟؟
يقولون: إن الأئمة يعلمون الغيب!!
وأقول:
ألم يقل الله: ((قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ
الْغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ)) [النمل:65] وكيف يموت بعضهم مسموماً؟ فهل انتحر
هذا الإمام مع علمه أنه يموت بالسم فأكله؟؟
ويقولون: إن الصحابة الكرام غير عدول!!
وأقول: يلزم من هذا عدم تواتر القرآن الكريم حيث هو عن طريقهم وصل إلينا.
يقولون: العداوة مُستحكمة بين الصحابة وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم.
وأقول:
فما بال المصاهرات بينهم؟ فهل تزوج ابنتك أو ابنك بمن تبغض؟ وما بال علي
رضي الله عنه وأبنائه يسمون أبناءهم بأسماء الخلفاء: أبو بكر وعمر وعثمان ؟
فهل تسمي ابنك باسم من تبغضه؟ وهنا بطل نهر مَعْقِل!!
ويقولون: بعصمة الأئمة من الذنوب والأخطاء والسهو والغلط!
وأقول: فما بال القرآن يُثبت الذنب لآدم والنسيان لموسى، والعِتاب للنبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم؟ وغير ذلك أخيتي كثير كثير.
فهذه
عجالة من قلم، ولم أُرد التفصيل في مسائل كثيرة؛ أنتِ بها أعلم لواقع
المعايشة والبيئة المفروضة، وصدق الله العظيم: ((وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ
غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً)) [النساء:82].
وقد
أشار طائفة من علماء الشيعة في مصنفاتهم إلى كثرة الاختلاف في مذهبهم،
واقفين موقف العاجز أمامها مرة؛ والمتخبط مرة أخرى، فمرة يحملونه على
مخالفة العامة أهل السنة! وإن وافق القرآن وفعل النبي صلى الله عليه وسلم؛
ومرة يُحمِّلون التقيّة عِبء المسألة!
فهذا الطوسي عالم الشيعة الكبير يقول في أول كتابه: تهذيب الأحكام [1/2]:
(وما
وقع فيها من الاختلاف والتباين والمنافاة والتضاد، حتى لا يكاد يتفق خبر
إلا وبإزائه ما يضاده، ولا يسلم حديث إلا وفي مقابلته ما ينافيه، حتى جعل
مخالفونا ذلك من أعظم الطعون على مذهبنا، وتطرقوا بذلك إلى إبطال معتقدنا..
إلى أن قال: سمعت شيخنا أبا عبد الله أيده الله يذكر أن أبا الحسين
الهاروني العلوي كان يعتقد الحق ويدين بالإمامة، فرجع عنها لما التبس عليه
الأمر في اختلاف الأحاديث وترك المذهب ودان بغيره..).
ولا يخفى عليكِ البون الشاسع والبعد الهائل بين هذا المذهب وبين القرآن الكريم والعقل السليم!
أختي الغالية: هذه آخر كلماتي
وأسطري في رسالتي هذه إليكِ، سدد الله خطاكِ ورعاكِ، وأرجو منكِ -أخية- أن
تأخذي بأحسنها وأن تنظري إليها بعين الإنصاف والعدل، وتجردي نفسكِ من الهوى
والتعصب المذموم؛ فوالله ما أمسكت بالقلم إلا لأكتب لكِ محبة صادقة، وشفقة
عليكِ في الدنيا والآخرة.
ولتعلمي بعد أني وإياكِ سنقف بين يدي الله، فماذا أنتِ قائلة بعد أن بَلَغتْكِ الحجة واتضح لكِ الأمر.
- أختي وغاليتي: إليكِ همستي هذه:
أخيراً أختاه: بعد أن منَّ الله عليكِ بمعرفة الحق؛ احرصي بارك الله فيكِ على نشره بين أخواتكِ وقريباتكِ.
أختاه:
يا من نشأتِ في أوساط السنة وأنتِ الآن تعيشين في الوسط الشيعي بسبب العمل
أو غيره وقد تجمعك بهن قاعة فصل أو سقف عمل أو جوار في مسكن، علينا أن
نجتهد في بيان الحق لهن؛ وبدل إظهار الكراهية والجفوة والهجر علينا أن نشفق
عليهن، كالطبيب مع مريضه، ونسعى لعلاجهن وإصلاحهن، لعل الله أن يجعل
توبتهن وهدايتهن على أيدينا ونفوز بالأجور والثواب العظيم.
أختاه: لعل
من المناسب أن أذكر لكِ بعض المسائل التي تعين على دعوة أخواتنا الشيعيات،
ومنها تصحيح المفاهيم المغلوطة علينا معشر أهل السنة كـ:
1- قولهم عنا:
(أنا نكره أهل البيت)! لذا لا بد من البيان الكامل لهن من كتبنا ورسائل
علمائنا تجاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وآل بيته الأطهار.
2-
زعمهم أن معنى السنة: (اتباع طريقة بني أمية وسنتهم)! فلا بد من بيان معنى
السنة، وأنَّا نتبع سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا سنة غيره.
3- زعمهم: (وجود العداوة المتأصلة بين الإمام علي رضي الله عنه وبين الخلفاء الراشدين)!
فلا
بد من إظهار كذب هذه المقالة؛ وأن الخلفاء بل الصحابة جميعاً كانوا مع آل
البيت في وفاق ووئام، بل ونسب ومصاهرة، وعليكِ بمراجعة رسالة صغيرة في هذا
الباب بعنوان: (رحماء بينهم) لفضيلة الشيخ القاضي/ صالح الدرويش.
- زعم بعضهم: (أنَّا معاشر أهل
السنة نحرف القرآن) فلابد من بيان كذب هذا القول، وأنه عندنا من قال بتحريف
القرآن بزيادة أو نقصان فهو كافر، وفرق بين النسخ الذي كان في عهد الوحي
وبأمره عليه الصلاة والسلام، وبين القول بتحريف القرآن بعد وفاة رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم.
5- لا بد من بيان مفهوم الشرك بالأدلة النقلية والعقلية؛ لأن مفهوم الشرك لديهم غير واضح بل عندهم فيه جهل مركب!!
6-
من المفاهيم الواجب بيانها وهو من أهم أسباب كراهية الشيعة -هداهم الله-
لنا أهل السنة والجماعة، ظنهم واعتقادهم بأن موقفنا منهم هو بسبب حبهم لآل
البيت والأئمة!! فقد غرس شيوخهم هذا الفهم المغلوط في أذهانهم وفي قلوب
عامتهم، فعندهم أن كراهية السني للشيعي وما يترتب عليها من أفعال ومواقف هي
بسبب حب الشيعة للإمام علي وأولاده، وأن السنة يحبون بني أمية!! لذا فهم
يكرهون كل من أحب علياً رضوان الله عليه!! لذا كان لزاماً تصحيح هذا
المفهوم، وبيان حقيقة الانحرافات العقائدية لديهم، وأنها هي سبب الفرقة
الواقعة.
والله تعالى أعلم وأحكم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.