أهل السنة هم السباقون إلى تقسيم الأحاديث إلى صحيح ، وضعيف ، وهم السباقون الى تحقيق كتبهم ، وهم السباقون الى جمع احاديث النبي( في كتبهم، والشيعة في كل ذلك عيال على أهل السنة بكل ما ذكرت واليك دليل ذلك .
* ذكر مرتضى العسكري في كتابه معالم المدرستين :
في أخريات القرن السابع الهجري راجت قاعدة جديدة لمعرفة الحديث نسبة كشفها لابن طاووس والعلامة الحلي حيث صنف الحديث حسب راويه إلى أربعة أصناف: الصحيح ، الحسن ، الموثق ، الضعيف .
وقال :
اشتهرت هذه القاعدة منذ عصر العلامة فيما بعد ، وغالى بعض العلماء في اعتمادهم على هذه القاعدة وعرض جميع الأخبار والأحاديث عليها ، فعدوا مثلاً أحاديث من السيرة لا يصدق محتواها ولا يمكن أن يقع في الخارج بموجب هذا الميزان صحيحة .
كما ضعف هذا البعض عن قبول أحاديث صحيحة لا يصححها هذا الميزان .
وقابل أولئك جماعة من الإخباريين فشذوا في تصحيحهم جميع ما جاء في الموسوعات الحديثية الأربع وما شاكلها ووقع هؤلاء في تهافت عجيب وكلا الجانبين ابتعدوا عن الصواب في معرفة الحديث .
* قال الشيخ جعفر الشاخوري البحراني :
وجد الفقهاء الاوائل بعد وفاة الامام الحسن العسكري في منتصف القرن الهجري الثالث ، ان الفقه السني والمؤسسة الدينية السنية مر عليها زمن طويل تكونت وقطعت أشواطاً في البناء من خلاله ، فيما يريد الفقه الامامي التكون والتبلور حديثاً في صيغات منهجية ، وذلك لان عصر التشريع انتهى بالنسبة للمدرسة السنية بوفاة النبي الاعظم ومنذ ذلك الحين شرعت هذه المدرسة بالظهور ، بينما لم ينته عصر التشريع ولم يبدأ عصر الفقه في المدرسة الامامية الا في اوائل القرن الرابع الهجري بعد انتهاء الغيبة الصغرى للامام المهدي ، فقامت المدرسة الامامية على اساس علمي بحت ووجدت وظيفتها في صيانة تراث الائمة وصياغته وفق منهاج البحث الفقهي، يستحثها شعور قوي بضرورة مسابقة الزمن ومواكبة ما وصلت اليه المدرسة السنية .
[ مرجعية المرحلة وغبار التغيير / جعفر الشاخوري ص 340 ]
* قال الكركي صاحب كتاب هداية الأبرار :
إن تقسيم الأحاديث إلى الأقسام الأربعة المذكورة في الدراية من مخترعات العامة– أهل السنة - … وان عمل أصحابنا المتأخرين به كان عن غفلة وأية غفلة حيث لم ينتبهوا لما يلزمه من المفاسد والطعن في اصل المذهب فضلاً عن أهله .
وقال أيضاً :
في اصل حدوث الاجتهاد ، والقول به عند العامة – أهل السنة – وانما قدمنا الكلام فيه لانهم أول من أسس قواعده .
[ هداية الأبرار إلى طريق الأئمة الأطهار / شهاب الدين الكركي ص178 – 180 ]
* وقد اعترف الحر العاملي بان سبب وضع الشيعة لهذا الاصطلاح واتجاههم للعناية بالسند هو النقد الموجه لهم من أهل السنة فقال :
والفائدة في ذكره – أي السند – دفع تعيير العامة الشيعة بان أحاديثهم غير معنعنة بل منقولة من أصول قدمائهم .
[ وسائل الشيعة / الحر العاملي ج20 ص 100 ]
اقول :
وهذا القول الخطير يفيد ان الإسناد عندهم غير موجود حتى شنع عليهم اهل السنة فاتجهوا حينئذ لذكر السند.
وقال الحر العاملي ايضاً في كتابه وسائل الشيعة :
والاصطلاح الحديث الجديد – تقسيم الحديث للأقسام الأربعة – موافق لاعتقاد العامة واصطلاحهم ، بل هو مأخوذ من كتبهم كما هو ظاهر بالتتبع .
[ وسائل الشيعة / الحر العاملي ج20 ص 100 ]
* نقل الكركي قول الشيخ حسن في منتقى الجمان فقال :
اكثر أنواع الحديث المذكورة في دراية الحديث من مستخرجات العامة بعد وقوع معانيها في حديثهم فذكروها بصورة ما وقع واقتفى جماعة من أصحابنا في ذلك أثرهم.
* وقال الكركي أيضاً :
لم يكن للامامية تأليف في الدراية ، لعدم احتياجهم اليها ، وأول من ألف في الدراية من أصحابنا الشهيد الثاني ، اختصر دراية ابن الصلاح الشافعي في رسالته ثم شرحها.
[ هداية الأبرار إلى طريق الأئمة الأطهار / حسين الكركي ص 102 - 104]
* وقال الكركي وأما المبسوط فان الشيخ الطوسي ألفه لسبب ذكره في أوله:
وهو ان بعض العامة شنع على الشيعة ، بأنه ليس لهم تأليف جامع في الفروع، وانهم إنما اقتصروا على العمل بالأخبار لعجزهم عن استنباط الفروع من أصولها.
* وقال :
إلى ان شاع طريق الأصوليين واختلطت أصول العامة بأصول الخاصة فأعرض المتاخرون عن العمل بأكثر الأحاديث لذلك كثر الاختلاف بينهم وزادت الحيرة .
[ هداية الأبرار إلى طريق الأئمة الأطهار / حسين بن شهاب الدين الكركي ص 136]
* وقال ايضاً :
لم يكن للشيعة في أصول الفقه تأليف لعدم احتياجهم أليه ، إلى ان جاء ابن الجنيد فنظر في أصول العامة وفروعهم ، وألف الكتب على ذلك المنوال حتى انه عمل بالقياس .
[ هداية الأبرار إلى طريق الأئمة الأطهار / للمحقق حسين بن شهاب الدين الكركي ص233]
* وقال :
ان حصر صحة الخبر في كون راويه ثقة اصطلاح أول من أحدثه العامة .
[ هداية الأبرار إلى طريق الأئمة الأطهار / للمحقق حسين بن شهاب الدين الكركي ص 17]