منهاج السنة للرد على الشيعة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الجمعة مايو 17, 2024 1:22 am
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات "

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
منهاج السنة
لا اله الا الله محمد رسول الله
لا اله الا الله محمد رسول الله
منهاج السنة


التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " Vitiligo-ae30eb86b8التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " Iraqiaabc6667cb59
عدد المساهمات : 897
تاريخ التسجيل : 27/10/2012

التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " Empty
مُساهمةموضوع: التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات "   التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 19, 2012 12:47 pm

الحمد لله وبعد ؛
كما هو معلوم أن أكذب الطوائف المبتدعة على الإطلاق هم الرافضة ، ولهذا يقال
في المثل " أكذب من رافضي " ، وقد دأب الرافضة على الكذب سواء على الله أو
على رسوله .

قال شيخ الإسلام في " المنهاج "
(1/59) :
وقد اتفق أهل العلم بالنقل ،
والرواية ، والإسناد ، أن الرافضة من أكذب الطوائف ، والكذب فيهم قديم .ا.هـ.


وقال في الفتاوى : وَلِهَذَا كَانُوا أَكْذَبَ الطَّوَائِفِ ، وَالْخَوَارِجُ
صَادِقُونَ فَحَدِيثُهُمْ مِنْ أَصَحِّ الْحَدِيثِ ، وَحَدِيثُ الشِّيعَةِ
مِنْ أَكْذَبِ الْحَدِيثِ .ا.هـ.

وبسبب الكذب الذي تربى عليه الرافضة انبرى أهل السنة والجماعة من العلماء
وطلبة العلم لبيان كذبهم على الرسول صلى الله عليه وسلم فيما نسبوه إلى النبي
صلى الله عليه وسلم زورا وبهتانا .

ومن كتبهم التي امتلأت بالكذب على النبي صلى الله عليه وسلم كتاب " المراجعات
" لمؤلفه عبد الحسين بن يوسف شرف الدين العاملي الموسوي – عامله الله بما
يستحق - ، وقد خرج العلامة محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله بعضا من
أحاديث الكتاب المذكور ، وخاصة فيما يتعلق بفضائل علي بن أبي طالب رضي الله
عنه .

قال الشيخ العلامة محمد ناصر الدين
الألباني في الضعيفة (2/297) :
وكتاب " المراجعات " للشيعي المذكور
محشو بالأحاديث الضعيفة والموضوعة في فضل علي رضي الله عنه ، مع كثير من
الجهل بهذا العلم الشريف ، والتدليس على القراء والتضليل عن الحق الواقع ، بل
والكذب الصريح ، مما لا يكاد القارئ الكريم يخطر في باله أن أحدا من المؤلفين
يحترم نفسه يقع في مثله .ا.هـ.

وسيأتي مزيد كلام للشيخ الألباني – رحمه الله – في ثنايا الأحاديث التي خرجها
.

مـن هـو مـؤلـف كـتـاب "
الْـمُـرَاجَـعَـات " ؟
لا أريد التوسع في ترجمة الموسوي
وإنما أكتفي بما نقله الزركلي في كتابه " الأعلام " (3/279) فقال :
عبد الحسين بن يوسف شرف الدين العاملي الموسوي (1290 – 1377 هـ ) : فقيه
إمامي ، له اشتغال بالحديث ومشاركة في الحركات السياسية الوطنية ببلاد الشام
. ولد في شحور ( بجبل عامل ) وتعلم بالنجف . وأقام في صور . وناوأ الفرنسين
لما احتلوا لبنان ، فآذوه ، فرحل إلى سورية ففلسطين . ثم عاد إلى صور ( 1339
) وزار العراق وإيران ( 1355 – 56 ) وتوفي بصور ودفن في النجف . له عشرة
تآليف مطبوعة ، منها " المراجعات " تُرجم إلى الفارسية والأردية ، و " الفصول
المهمة في تأليف الأمة " و " ثبت الأثبات في سلسلة الرواة " ... وكان يؤخذ
عليه إباحته للعوام ضرب أجسامهم بالسيوف والسلاسل في ذكرى سيد الشهداء الحسين
.ا.هـ.

وكلام الزركلي عليه بعض المآخذ منها :

أولا :
وصفه للموسوي بأنه اشتغل بالحديث !
ومنذ متى والرافضة لهم اهتمام بالحديث ؟!
يقول السبيتي في " تحت راية الحق " ( ص 146) : إن الشيعة لا تعول على تلك
الأسانيد ، بل لا تعتبرها ولا تعرج في مقام الاستدلال عليها فلا تبالي بها
وافقت مذهبها أو خالفته .ا.هـ.

ثانيا :
لم يذكر الزركلي من ضمن مؤلفات الموسوي كتاب " أبو هريرة " ، وهو من أنتن
الكتب لهذا الشيعي المعبد لغير الله ، وفي كتابه هذا غمز ولمز في أبي هريرة
رضي الله عنه ، ومن أراد الاستزادة لمعرفة ما في الكتاب ، فليرجع إلى كتاب "
كُتب حذر منها العلماء " (1/362 – 368) .


كـتـاب " الْـمُـرَاجَـعَـات " وأمـارات الـكـذب والـوضـع فـيـه :
طار الرافضة بهذا الكتاب في الآفاق ،
وخدعوا به أتباعهم ، وزعموا أن هذا الكتاب طبع أكثر من مئة مرة ، وقصة الكتاب
عبارة عن مراسلات - كما زعم المؤلف - بينه وبين شيخ الأزهر سليم بن أبي الفرج
البشري ( ت 1335 ) ، وزعم أن المراسلات انتهت بأن صحح شيخ الأزهر مذهب
الرافضة ، بل شيخ الأزهر أبطل مذهب أهل السنة !!!

والوضع والكذب على أهل السنة ليس مستغربا منهم فقد نسبوا كتاب " سر العالمين
" إلى أبي حامد محمد الغزالي وهو كتاب موضوع عليه . فهم يبيحون لأنفسهم الوضع
على أهل السنة ما دام أن لهم أهداف ، وعلى طريقة : " الغاية تبرر الوسيلة " ،
ولكن نقول : " لقد أجازوا لأنفسهم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وصحابته الكرام ، وأهل بيته الأطهار ، فكيف لا ينسبون مثل هذه الكذب إلى أهل
السنة ؟

ولنقف مع أمارات الوضع والكذب في هذا
الكتاب :
- أولا :
زعم الموسوي أن الكتاب مراسلات خطية حصلت بينه وبين شيخ الأزهر سليم البشري ،
ولم يوثق كتابة ولا بصورة واحدة من تلك الرسائل الخطية . ورسائل الكتاب بلغت
112 رسالة ، منها 56 رسالة لشيخ الأزهر . وهذا يدل على كذب الموسوي ، ويطعن
في صحة الرسائل .

- ثانيا :
لم ينشر الكتاب إلا بعد عشرين سنة من وفاة شيخ الأزهر البشري ، فالبشري توفي
سنة 1335 هـ ، وأول طبعة للكتاب في سنة 1355 هـ في صيد .

- ثالثا :
كيف تكون المراسلات بين شيخ الأزهر البشري ولا يعلمها - على أقل تقدير –
المقربون من شيخ الأزهر ، وخاصة من يعملون معه في الأزهر ؟ ولذلك بادر كثير
من أهل العلم إلى تكذيب هذه الرسائل ، ونفي نسبتها لشيخ الأزهر البشري .

- رابعا :
أسلوب الرسائل واحد لا يختلف ، أي أن الموسوي هو الواضع للأسئلة وهو الذي
أجاب عنها ، ومن دقق عرف ذلك .

- خامسا :
يشعرك الموسوي أن شيخ الأزهر البشري رجل لا يعرف شيئا ، وليس صاحب تلك
المكانة في العالم الإسلامي من جهة منصبه العلمي ، وكأن شيخ الأزهر يسلم بكل
ما يطرحه الموسوي ، والأمثلة في هذا الباب كثيرة جدا .

وبعد هذه الأمارات نجزم أن الموسوي هو من ألف وحبك الأسئلة ، وأجاب عليها
ليوهم أهل السنة أن مثل هذه الحيل تمر عليهم ولكن هيهات هيهات .

ولأهمية تخريج العلامة الألباني –
رحمه الله - لأحاديث " المراجعات " المتعلقة بفضائل علي رضي الله عنه أحببت
نشرها في " الشبكة العنكبوتية " لأسباب وهي :
- أولا :
أن كتاب المراجعات من الكتب التي يحيل إليها الرافضة في كتبهم وحوارتهم ، بل
يتبجح بعض الرافضة أن الموسوي مؤلف الكتاب قد أحرج الشيخ سليم البشري ، إلى
جانب أنه أحرج أهل السنة لأنهم لم يردوا على ذلك الكتاب .

- ثانيا :
تخريج الأحاديث جاء من عالم شهد له القاصي والداني برسوخه في علم الحديث في
هذا العصر وهو العلامة محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - ، وقد خرج هذه
الأحاديث في المجلد العاشر – القسم الثاني – من السلسلة الضعيفة وأفرد عنوانا
لهذه الأحاديث :
أحاديث في فضل علي رضي الله عنه من كتاب " المراجعات " .
ولم اقتصر على ما في المجلد العاشر فقط ، بل هناك تخريجات أخرى في مواطن من
الضعيفة وغيرها أضفتها أيضا ، وستجدونها في ثنايا البحث .

- ثالثا :
حاجة أهل السنة من طلبة العلم وغيرهم لمثل هذا التخريج ، وخصوصا بعض المواقع
في " الشبكة العنكبوتية " ، والتي كان الهدف منها فضح ما عند الرافضة من
الزور والكذب .

- رابعا :
ابتغاء الأجر من الله في نشر هذه الأحاديث لكي يكون المسلم السني على بينة من
تدليس الرافضة ، وأن لا يغتر بما ينسبونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم .

- خامسا :
سأضع بعض التعليقات إذا وجدت إلى ذلك
سبيلا مما تحقق الفائدة .

- سادسا :
سأضع رقما متسلسلا لهذه الأحاديث ، وبجانبه رقم الحديث في السلسلة الضعيفة .

وأسأل الله أن يتقبل منا هذا العمل ، وأن يجعله خالصا لوجهه . آمين .

الـتَّـخْـرِيـجَـاتُ
الْأَلْـبَـانـِيّـَةُ لِـكِـتَـابِ " الْـمُـرَاجَـعَـات "
1 / 893 -
من سره أن يحيا حياتي ، و يموت ميتتي ، و يتمسك بالقصبة الياقوته التي خلقها
الله بيده ، ثم قال لها : " كوني فكانت " فَلْيَتَولَّ علي بن أبي طالب من
بعدي .
موضوع
. رواه أبو نعيم (1/86 ، 4/174) من طريق محمد بن زكريا الغلابي : ثنا بشر بن
مهران : ثنا شريك عن الأعمش عن زيد بن وهب عن حذيفة موقوفا . وقال : " تفرد
به بشر عن شريك " .

قلت : هو ابن عبد الله القاضي وهو ضعيف لسوء حفظه .
وبشر بن مهران قال ابن أبي حاتم : " ترك أبي حديثه " . قال الذهبي : " قد روى
عنه محمد بن زكريا الغلابي ، لكن الغلابي متهم " .
قلت : ثم ساق هذا الحديث . والغلابي قال فيه الدارقطني : " يضع الحديث " .
فهو آفته .
والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " (1/387) من طرق أخرى ، وأقره
السيوطي في " اللآلي " (1/368-369) ، وزاد عليه طريقين آخرين أعلهما ، هذا
أحدهما وقال : " الغلابي متهم " . وقد روي بلفظ أتم منه وهو

2 / 894 -
من سره أن يحيا حياتي ، و يموت مماتي
، و يسكن جنة عدن غرسها ربي ، فليوال عليا من بعدي ، و ليوال وليه ، و ليقتد
بالأئمة من بعدي ، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ، رزقوا فهما وعلما ، وويل
للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنا لهم الله شفاعتي .

موضوع
. أخرجه أبو نعيم (1/86) من طريق محمد بن جعفر بن عبد الرحيم : ثنا أحمد ابن
محمد بن يزيد بن سليم : ثنا عبد الرحمن بن عمران بن أبي ليلى – أخو محمد بن
عمران - : ثنا يعقوب بن موسى الهاشمي عن أبي رواد عن إسماعيل بن أمية عن
عكرمة عن ابن عباس مرفوعا . وقال : " وهو غريب " .

قلت : وهذا إسناد مظلم ، كل من دون ابن أبي رواد مجهولون ، لم أجد من ذكرهم ،
غير أنه يترجح عندي أن أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم إنما هو ابن مسلم
الأنصاري الأطرابلسي المعروف بابن أبي الحناجر ، قال ابن أبي خاتم (1/1/73) :
" كتبنا عنه وهو صدوق " . وله ترجمة في " تاريخ ابن عساكر " (2/ق 113-114) .


وأما سائرهم فلم أعرفهم فأحدهم هو الذي اختلق هذا الحديث الظاهر البطلان
والتركيب ، وفضل علي رضي الله عنه أشهر من أن يستدل عليه بمثل هذه الموضوعات
، التي يتشبث الشيعة بها ، ويسودون كتبهم بالعشرات من أمثالها ، مجادلين بها
في إثبات حقيقة لم يبق اليوم أحد يجحدها ، وهي فضيلة علي رضي الله عنه .

ثم الحديث عزاه في " الجامع الكبير " (2/253/1) للرافعي أيضا عن ابن عباس .
ثم رأيت ابن عساكر أخرجه في " تاريخ دمشق " (12/120/2) من طريق أبي نعيم ثم
قال عقبه : " هذا حديث منكر ، وفيه غير واحد من المجهولين " .

قلت : وكيف لا يكون منكرا وفيه مثل ذاك الدعاء ! " لا أنا لهم الله شفاعتي "
الذي لا يعهد مثله عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا يناسب مع خلقه صلى الله
عليه وسلم ورأفته ورحمته بأمته .

وهذا الحديث من الأحاديث التي أوردها صاحب " المراجعات " عبد الحسين الموسوي
نقلا عن كنز العمال (6/155 و 217-218) موهما أنه في مسند الإمام أحمد ، معرضا
عن تضعيف صاحب الكنز إياه تبعا للسيوطي !

وكم في هذا الكتاب " المراجعات " من أحاديث موضوعات ، يحاول الشيعي أن يوهم
القراء صحتها ، وهو في ذلك لا يكاد يراعي قواعد علم الحديث حتى التي هي على
مذهبهم ! إذ ليست الغاية عنده التثبت مما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في فضل
علي رضي الله عنه ، بل حشر كل ما روي فيه ! وعلي رضي الله عنه كغيره من
الخلفاء الراشدين والصحابة الكاملين أسمى مقاما من أن يمدحوا بما لم يصح عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ولو أن أهل السنة والشيعة اتفقوا على وضع القواعد في " مصطلح الحديث " يكون
التحاكم إليها عند الاختلاف في مفردات الروايات ، ثم اعتمدوا جميعا على ما صح
منها ، لو أنهم فعلوا ذلك لكان هناك أمل في التقارب والتفاهم في أمهات
المسائل المختلف فيها بينهم ، أما والخلاف لا يزال قائما في القواعد والأصول
على أشده فهيهات هيهات أن يمكن التقارب والتفاهم معهم ، بل كل محاولة في سبيل
ذلك فاشلة . والله المستعان .

3 / 895 -
لاتسبوا عليا ؛ فإنه ممسوس في ذات الله تعالى .
ضعيف جدا .
رواه أبو نعيم في " الحلية " (1/68) : حدثنا سليمان بن أحمد : ثنا هارون بن
سليمان المصري : ثنا سعد بن بشر الكوفي : ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يزيد
بن أبي زياد عن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه مرفوعا .
قلت : وهذا سند واه جدا ، مسلسل بعلل عدة :
الأولى :
إسحاق بن كعب فإنه " مجهول الحال "
كما قال ابن القطان والحافظ .
الثانية :
يزيد بن أبي زياد وهو الدمشقي ، قال الحافظ : " متروك " .
الثالثة :
سعد بن بشر الكوفي لم أعرفه ، وأخشى أن يكون وقع في اسمه تحريف ، فقد أورد
الحديث الهيثمي في " مجمع الزوائد " (9/130) وقال : " رواه الطبراني في "
الكبير " و " الأوسط " ، وفيه سفيان بن بشر أو بشير ، متأخر ، ليس هو الذي
روى عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، ولم أعرفه ، وبقية رجاله وثقوا ، وفي بعضهم
ضعيف " .
الرابعة :
هارون بن سليمان المصري لم أجد من ذكره .
ومما سبق تعلم تقصير الهيثمي في الكلام عليه ، والإفصاح عن علله التي تقضي
على الحديث بالضعف الشديد ، إن سلم من الوضع الذي يشهد به القلب ، والله أعلم
.

4 / 4881 –
" هَذا عليٌّ قَدْ أَقْبلَ في
السَّحابِ " .
موضوع .
أخرجه أبو الشيخ في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم " ( ص124 ) عن مَسعدَةَ
ابن اليَسَعِ عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال :

كسا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا عِمامةً – يقال لها : السَّحَاب - ؛
فأقبل علي رضي الله عنه وهي عليه فقال صلى الله عليه وسلم : ... فذكره .
فحرَّقها هؤلاء فقالوا : عليٌّ في السحاب !

قلت : وآفته مسعدة هذا ؛ قال البخاري في " التاريخ " (4/2/26) :
" قال أحمد : ليس بشيء ، خرقنا حديثه ، وتركنا حديثه منذ دهر " . وقال الذهبي
: " هالك . كذبه أبو داود " .
ثم ساق له حديثين مما أُنكر عليه ؛ هذا أحدهما ، لكنه ذكر فيه أن قوله في
آخره : فحرَّفها هؤلاء ... ؛ هو من قول جعفر عن أبيه .
وقد أورد الحديث الشيخ أبو الحسين المَلَطِيُّ الشافعي في كتابه : " التنبيه
والرد على أهل الأهواء والبدع " في " باب ذكر الرافضة وأصنافهم واعتقادتهم "
( ص 19 – 20 ) فقال عقبه :
" فتأولوه – هؤلاء – على غير تأويله " .

5 / 4882 –
" أُوصِي مَنْ آمَنَ بي وصَدَّقَني بِوَلايَةِ عَلِيَّ ، فَمَنْ تَوَلاهُ
تَوَلانِي ، ومن تَوَلانِي فَقَدْ تَولَّى الله " .
ضعيف جدا .
أخرجه ابن عساكر في " التاريخ " (12/120/1) من طريق الطبراني : نا محمد بن
عثمان بن أبي شيبة : نا أحمد بن طارق الوابِشِي : نا عمرو بن ثابت عن محمد بن
أبي عُبَيْدةَ بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه أبي عبيدة عن محمد بن عمار بن
ياسر عن أبيه مرفوعا .
ثم روى من طريق آخر عن عبد الوهاب بن الضحاك : نا ابن عَيَّاش عن محمد بن
عبيد الله بن أبي رافع عن أبي عبيدة به .
ومن طريق ابن لهعية : حدثني محمد بن عبيد الله به .
ثم أخرجه من طريقين آخرين عن أبي رافع به . ولفظ الترجمة لهذه الطرق .

وأما لفظ الطبراني ؛ فهو :
" ومن آمن بي وصدقني فليتول علي بن أبي طالب ؛ فإن ولايته ولايتي ، وولايتي
ولاية الله " .
وبهذا اللفظ أورده السيوطي في الجامع الكبير (2/207/2) من رواية الطبراني .
وكذلك نقله صاحب " الكنز " (6/155/2576) ؛ إلا أنه زاد في أوله :
" اللهم ... " وهي سهو منه .
ولم يذكر الهيثمي في " المجمع " (9/108 – 109) هذا الحديث إلا باللفظ الأول ؛
لفظ الترجمة ، ولكنه أشار إلى اللفظ الآخر بقوله :
" رواه الطبراني بإسنادين ، أحسب فيهما جماعة ضعفاء ؛ وقد وُثَّقوا " !

وأقول : مدار الإسنادين على محمد بن عمار بن ياسر ، وهو مجهول ؛ ؛ أورده ابن
أبي حاتم (4/1/43) من رواية ابنه أبي عبيدة عنه ، ولم يذكر فيه جرحا ولا
تعديلا .

وأما ابن حبان ؛ فذكره في " الثقات " ؛ على قاعدته في توثيق المجهولين .
ولذلك لم يعتد بتوثيقه الحافظ ؛ فقال في " التقريب " :
" مقبول " ؛ أي : عند المتابعة ؛ وإلا فلين الحديث ، كما نص عليه في المقدمة
.
وحفيده محمد بن أبي عبيدة ؛ لم أجد له ترجمة .
ومحمد بن أبي شيبة ؛ فيه ضعف .
فهذا الإسناد ضعيف جدا .
ومدار الإسناد الآخر على محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ، وهو ضعيف جدا ، وهو
من شيعة الكوفة ؛ فهو آفته ، وهو صاحب حديث :
" إذا طنت أذن أحدكم ... الموضوع ؛ الذي حسنه تلميذ الكوثري ، لجهله بهذا
العلم وتراجم الرجال ، كما تقدم بيانه برقم (2631) .
وعبد الوهاب بن الضحاك ؛ قال أبو حاتم :
" كذاب "
لكن لم يتفرد به ؛ كما يتبين من التخريج السابق ، فآفة الإسنادين عمرو بن
ثابت وابن أبي رافع ؛ لأن مدارهما عليهما مع شدة ضعفهما وتشيعهما .
ومع ذلك ؛ استروح إلى حديثهما هذا : ابن مذهبهما الشيخ عبد الحسين ، المتعصب
جدا لتشيعه في كتابه الدال عليه " المراجعات " ( ص 27 ) ، فساقه في مساق
المسلَّمات ، بل نص في المقدمة ( ص 5 ) بما يوهم أنه لا يورد فيه إلا ما صح ؛
فقال : " وعُنِيتُ بالسنن الصحيحة " !!
ثم روى ابن عساكر من طريق أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن : نا يعقوب بن
يوسف بن زياد الضَّبِّي : نا أحمد بن حماد الهَمْدَاني : نا مختار التَّمَّار
عن أبي حَيَّان التيمي عن أبيه عن علي بن أبي طالب مرفوعا بلفظ :
" من تولى عليا ؛ فقد تولاني ، ومن تولاني ؛ فقد تولى الله عز وجل " .

قلت : وهذا إسناد ضعيف جدا مسلسل بالعلل ، وشرُّها المختار هذا – وهو ابن
نافع التيمي التمار الكوفي – ؛ قال البخاري : " منكر الحديث " . وكذا قال
النسائي وأبو حاتم . وقال ابن حبان : " كان يأتي بالمناكير عن المشاهير ؛ حتى
يسبق إلى القلب أنه المتعمد لذلك " .
وأحمد بن حماد الهمداني ؛ قال الذهبي : " ضعفه الدارقطني . لا أعرف ذا " .
وكذا قال في " اللسان " .
ويعقوب بن يوسف ؛ الظاهر أنه ضعفه الدارقطني ؛ انظره في " اللسان " .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://minhaj.ahlamontada.com
منهاج السنة
لا اله الا الله محمد رسول الله
لا اله الا الله محمد رسول الله
منهاج السنة


التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " Vitiligo-ae30eb86b8التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " Iraqiaabc6667cb59
عدد المساهمات : 897
تاريخ التسجيل : 27/10/2012

التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " Empty
مُساهمةموضوع: رد: التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات "   التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 19, 2012 12:47 pm

6 / 4883 -
علي أقضى أمتي بكتاب الله ، فمن أحبني فليحبه ؛ فإن العبد لا ينال ولايتي إلا
بحب علي عليه السلام .
منكر بهذا التمام .
أخرجه ابن عساكر (12/120/2) عن العباس – يعني : ابن علي بن العباس - : أنا
الفضل المعروف بـ ( النسائي ) : نا محمد بن علي بن خلف العطار : نا أبو حذيفة
، عن عبد الرحمن بن قَبِيصة عن أبيه عن ابن عباس مرفوعا .

قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ لم أعرف منه غير أبي حذيفة – واسمه موسى بن مسعود
النهدي البصري - ؛ قال الحافظ : " ضدوق سيئ الحفظ ، وكان يصحِّف ... وحديثه
عند البخاري في المتابعات " .
ومحمد بن علي بن خلف العطار ؛ وثقه الخطيب في " التاريخ " (3/57) تبعا لمحمد
بن منصور ! وخفي عليهما – كما قال الحافظ في " اللسان " – تجريح ابن عدي إياه
، والسبب أنه لم يُفرد له ترجمة ، وإنما جرحه في ترجمة حسين الأشقر ، فقد ساق
له حديثا آخر من رواية العطار هذا عنه بإسناده ؛ فيه :
أن عمارا قال لأبي موسى : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لعنك ليلة الجمل
! فقال ابن عدي : " عند محمد بن علي هذا من هذا الضرب عجائب ، وهو منكر
الحديث ، والبلاء فيه عندي منه لا من حسين " .

قلت : فلعله هو البلاء في هذا الحديث أيضا ؛ إن لم يسلم ممن فوقه ودونه .
وإنما أوردته من أجل الطرف الثاني منه ؛ وإلا فطرفه الأول فله شاهد من حديث
ابن عمر من طريقين عنه ؛ أخرجتهما في " الصحيحة " (1224) .
وشاهد آخر من حديث ابن عمر موقوفا عليه : أخرجه أبو نعيم في " الحلية "
(1/65) .
وثالث عن ابن مسعود موقوفا : أخرجه الحاكم (3/135) . وقال : " صحيح على شرط
الشيخين " . ووافقه الذهبي .
وأخرجهما ابن عساكر (12/166/2) .
وأخرج له شاهدا رابعا عن ابن عباس موقوفا .

7 / 4884 -
يا عبد الله ! أتاني ملك فقال : يا محمد ! " وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن
قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا " [ الزخرف : 45 ] على ما بعثوا ؟ قال : قلت : على
ما بعثوا ؟ قال : على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب .
موضوع .
أخرجه ابن عساكر (12/120/2) من طريق
الحاكم – ولم أره في " مستدركه " – بسنده عن علي بن جابر : نا محمد بن خالد
بن عبد الله : نا محمد بن فُضَيْل : نا محمد بن سُوقَةَ عن إبراهيم عن الأسود
عن عبد الله مرفوعا . وقال الحاكم : " تفرد به علي بن جابر عن محمد بن خالد "
.

قلت : والأول ؛ لم أعرفه . وأما الآخر ؛ فهو الواسطي الطحان ، وهو ضعيف
اتفاقا ؛ بل قال ابن معين : " رجل سوء ، كذاب " . وسئل عنه أبو حاتم فقال : "
هو على يَدَي عَدْلٍ " . قال الحافظ : " معناه : قَرُب مِن الهلاك . وهذا مثل
للعرب ، كان لبعض الملوك شرطي اسمه ( عدل ) ، فإذا دفع إليه من جَنى جنايةً ؛
جزموا بهلاكه غالبا . ذكره ابن قتيبة وغيره " .
ثم رأيت الحديث عند الحاكم في " معرفة علوم الحديث " ( ص 96 ) بإسناده
المتقدم .

إضـافـة :
ماذا قال علماء التفسير عند قوله
تعالى : " وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا " .
قال الإمام الطبري عند تفسير هذه الآية :
اخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى قَوْله : " وَاسْأَلْ مَنْ
أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رُسُلنَا " وَمَنْ الَّذِينَ أُمِرَ رَسُول
اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَسْأَلَتِهِمْ ذَلِكَ , فَقَالَ
بَعْضهمْ الَّذِينَ أُمِرَ بِمَسْأَلَتِهِمْ ذَلِكَ رَسُول اللَّه صَلَّى
اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , مُؤْمِنُو أَهْل الْكِتَابَيْنِ : التَّوْرَاة ,
وَالْإِنْجِيل ... وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ الَّذِي أُمِرَ بِمَسْأَلَتِهِمْ
ذَلِكَ الْأَنْبِيَاء الَّذِينَ جُمِعُوا لَهُ لَيْلَة أُسْرِيَ بِهِ
بِبَيْتِ الْمَقْدِس ... وَأَوْلَى الْقَوْلَيْنِ بِالصَّوَابِ فِي تَأْوِيل
ذَلِكَ , قَوْل مَنْ قَالَ : عَنَى بِهِ : سَلْ مُؤْمِنِي أَهْل
الْكِتَابَيْنِ .

فَإِنْ قَالَ قَائِل : وَكَيْفَ يَجُوز أَنْ يُقَال : سَلْ الرُّسُل ,
فَيَكُون مَعْنَاهُ : سَلْ الْمُؤْمِنِينَ بِهِمْ وَبِكِتَابِهِمْ ؟
قِيلَ : جَازَ ذَلِكَ مِنْ أَجْل أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ بِهِمْ وَبِكُتُبِهِمْ
أَهْل بَلَاغ عَنْهُمْ مَا أَتَوْهُمْ بِهِ عَنْ رَبّهمْ , فَالْخَبَر
عَنْهُمْ وَعَمَّا جَاءُوا بِهِ مِنْ رَبّهمْ إِذَا صَحَّ بِمَعْنَى خَبَرهمْ
, وَالْمَسْأَلَة عَمَّا جَاءُوا بِهِ بِمَعْنَى مَسْأَلَتهمْ إِذَا كَانَ
الْمَسْئُول مِنْ أَهْل الْعِلْم بِهِمْ وَالصِّدْق عَلَيْهِمْ , وَذَلِكَ
نَظِير أَمْر اللَّه جَلَّ ثَنَاؤُهُ إِيَّانَا بِرَدِّ مَا تَنَازَعْنَا
فِيهِ إِلَى اللَّه وَإِلَى الرَّسُول , يَقُول : " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي
شَيْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّه وَالرَّسُول " وَمَعْلُوم أَنَّ مَعْنَى
ذَلِكَ : فَرُدُّوهُ إِلَى كِتَاب اللَّه وَسُنَّة رَسُوله ; لِأَنَّ الرَّدّ
إِلَى ذَلِكَ رَدّ إِلَى اللَّه وَالرَّسُول , وَكَذَلِكَ قَوْله : "
وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رُسُلنَا " إِنَّمَا مَعْنَاهُ
: فَاسْأَلْ كُتُب الَّذِينَ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ الرُّسُل ,
فَإِنَّك تَعْلَم صِحَّة ذَلِكَ مِنْ قَبْلنَا , فَاسْتَغْنَى بِذِكْرِ
الرُّسُل مِنْ ذِكْر الْكُتُب , إِذْ كَانَ مَعْلُومًا مَا مَعْنَاهُ .ا.هـ.

واكتفي بهذا النقل لنعلم مدى تلاعب أولئك القوم بكتاب الله .

8 / 4885 -
مرحباً بسيد المسلمين ، وإمام المتقين .
موضوع .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (1/66)
، وعنه ابن عساكر في " التاريخ " (12/157/1) : حدثنا عمر بن أحمد بن عمر
القاضي القَصَبَانِي : ثنا علي بن العباس البَجَلي : ثنا أحمد بن يحيى : ثنا
الحسن بن الحسين : ثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه عن الشعبي قال :
قال علي : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فذكره وزاد :

فقيل لعلي : فأي شيء كان مِن شُكْرِك ؟ قال : حمدت الله تعالى على ما أتاني ،
وسألته الشكر على ما أولاني ، وأن يزيدني مما أعطاني .

قلت : وهذا إسناد مظلم ضعيف جدا ؛ آفته الحسن بن الحسين – وهو العُرني الكوفي
الشيعي – متهم ؛ قال أبو حاتم : " لم يكن بصدوق عندهم ، وكان من رؤساء الشيعة
" . وقال ابن عدي : " ولا يشبه حديثه حديث الثقات " . وقال ابن حبان : " يأتي
عن الأثبات بالمُلْزَقات ، ويروي المقلوبات " .

ومن فوقه ثقات رجال الشيخين . لكن من دونه ؛ لم أجد ترجمتهم الآن .

ومما يؤكد وضع هذا الحديث : المبالغة التي فيه ؛ فإن سيد المسلمين وإمام
المتقين ؛ إنما يصح أن يوصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده فقط .
ولذلك حكم على هذا الحديث – وأمثاله مما في معناه – العلماء المحققون بالوضع
، كما تقدم في الحديث (353) ؛ فراجعه .

9 / 353 -
إن الله تعالى أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي : أنه سيد المؤمنين
، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين .
موضوع .
أخرجه الطبراني في " المعجم الصغير " ( ص 210 ) عن مجاشع بن عمرو : ثنا عيسى
بن سوادة النخعي : حدثنا هلال بن أبي حميد الوزان عن عبد الله بن عكيم الجهني
مرفوعا . وقال : " تفرد به مجاشع " .

قلت : وهو كذاب ، وكذا شيخه عيسى بن سوادة ، وبه وحده أعله الهيثمي في "
المجمع " (9/121) فقصر . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" وهذا حديث موضوع عند من له أدنى معرفة بالحديث ، ولا تحل نسبته إلى الرسول
المعصوم ، ولا نعلم أحدا هو " سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر
المحجلين " غير نبينا صلى الله عليه وسلم ، واللفظ مطلق ، ما قال فيه مِن
بعدي " . وأقره الذهبي في " مختصر المنهاج " ( ص 473 ) .

10 / 350 –
من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية .
لا أصل له بهذا اللفظ
. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

" والله ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا ، وإنما المعروف ما روى
مسلم أن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من خلع
يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة
مات ميتة جاهلية " .

وأقره الذهبي في " مختصر منهاج السنة " ( ص 38 ) وكفى بهما حجة .
وهذا الحديث رأيته في بعض كتب الشيعة ، ثم في بعض كتب القاديانية يستدلون به
على وجوب الإيمان بدجالهم ميرزا غلام أحمد المتنبي ، ولو صح هذا الحديث لما
كان فيه أدنى إشارة إلى ما زعموا ، وغاية ما فيه وجوب اتخاذ المسلمين إماما
يبايعونه ، وهذا حق كما دل عليه حديث مسلم وغيره .
ثم رأيت الحديث في كتاب " الأصول من الكافي " للكليني من علماء الشيعة رواه
(1/377) عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن الفضيل عن الحارث بن المغيرة عن
أبي عبد الله مرفوعا . وأبو عبد الله هو الحسين بن علي رضي الله عنهما . لكن
الفضيل هذا وهو الأعور أورده الطوسي الشيعي في " الفهرست " ( ص 126 ) ثم أبو
جعفر السروي في " معالم العلماء " ( ص 81 ) ولم يذكرا في ترجمته غير أن له
كتابا ! وأما محمد بن عبد الجبار فلم يورداه مطلقا ، وكذلك ليس له ذكر في شيء
من كتبنا ، فهذا حال الإسناد الوارد في كتابهم " الكافي " الذي هو أحسن كتبهم
كما في المقدمة ( ص 33 ) .

11 / 351 –
يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة .
موضوع .
أخرجه الترمذي (4/328) وابن عدي (59/1 ، 69/1) والحاكم (3/14) من طريق حكيم
بن جبير عن جميع بن عمير عن ابن عمر قال :
" لما ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة آخى بين أصحابه ، فجاء علي
رضي الله عنه تدمع عيناه ، فقال : يا رسول الله آخيت بين أصحابك ، ولم تواخ
بيني وبين أحد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... " الحديث . وقال
الترمذي : " هذا حديث حسن غريب " . وتعقبه الشارح المباركفوري فقال : " حكيم
بن جبير ضعيف ، ورمي بالتشيع " .

قلت : تعصيب الجناية برأس حكيم هذا وحده ليس من الإنصاف في شيء ، وذلك لأمرين
:
الأول :
أن شيخه جميع بن عمير متهم ، قال الذهبي : " قال ابن حبان : رافضي يضع الحديث
. وقال ابن نمير : " كان من أكذب الناس " ثم ساق له هذا الحديث .
الثاني :
إن ابن جبير لم يتفرد به عن جميع ، فقد تابعه سالم بن أبي حفصة وهو ثقة ، لكن
في الطريق إليه إسحاق بن بشر الكاهلي وقد كذبه ابن أبي شيبة ، وموسى بن هارون
، وقال الدارقطني : " هو في عداد من يضع الحديث " . أخرجه من طريقه الحاكم
أيضا ، فتعقبه الذهبي بقوله : " جميع اتهم ، والكاهلي هالك " .

وتابعه أيضا كثير النواء ، رواه ابن عدي ، فآفة الحديث جميع هذا ، وقد قال
ابن عدي : " عامة ما يرويه لا يتابعه غيره عليه " . ولهذا قال شيخ الإسلام
ابن تيمية :
" وحديث مواخاة النبي صلى الله عليه وسلم لعلي من الأكاذيب " . وأقره الحافظ
الذهبي في " مختصر منهاج السنة " ( ص 317 ) .

12 / 352 –
يا علي أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة .
موضوع .
أخرجه الخطيب (12/268) من طريق عثمان بن عد الرحمن ، حدثنا محمد بن علي بن
الحسين عن أبيه عن علي مرفوعا .

قلت : وهذا سند موضوع ، عثمان بن عبد الرحمن هو القرشي وهو كذاب كما تقدم
مرارا . وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" وأحاديث المواخاة كلها كذب " . وأقره الذهبي في " مختصر المنهاج " ( ص460)
.

13 / 355 -
الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ( يس ) الذي قال : ( يَا قَوْم
اِتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ) [ يس : 20 ] ، وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال :
( أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ) [ غافر : 28 ] ،
وعلي بن أبي طالب هو أفضلهم .
موضوع .
ذكره السيوطي في " الجامع الصغير " من رواية أبي نعيم في " المعرفة " وابن
عساكر عن أبي يعلى . ولم يتكلم عليه شارحه المناوي بشيء ، غير أنه قال : "
رواه ابن مردوية والديلمي " . لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية ": " هذا حديث
كذب " . وأقره الذهبي في " مختصر المنهاج " ( ص309 ) وكفى بهما حجة .

ولما عزاه ابن المطهر الشيعي لرواية أحمد ، أنكره عليه شيخ الإسلام في رده
عليه فقال : " لم يروه أحمد لا في " المسند " ولا في " الفضائل " ، ولا رواه
أبدا ، وإنما زاده القطيعي [ قال العلامة الألباني في الحاشية : يعني على
كتاب أحمد في " فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم " انظر ص 431 – 432 من "
المختصر " ] عن الكديمي حدثنا الحسن بن محمد الأنصاري ، حدثنا عمرو بن جميع ،
حدثنا ابن أبي ليلى عن أخيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه مرفوعا .
فعمرو هذا قال فيه ابن عدي الحافظ : " يتهم بالوضع ". والكديمي معروف بالكذب
، فسقط الحديث ، ثم قد ثبت في الصحيح تسمية غير علي صديقا ، ففي " الصحيحين "
أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اثبت أحد فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان
... " وأقره الذهبي في " مختصره " ( ص452-453) .

ثم وجدت الحديث رواه أبو نعيم أيضا في " جزء حديث الكديمي " (31/2) وسنده
هكذا : حدثنا الحسن بن عبد الرحمن الأنصاري ، ثنا عمرو بن جميع عن ابن أبي
ليلى ، عن أخيه عيسى ، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى ، عن أبيه مرفوعا .

14 / 357 –
علي إمام البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، ومخذول من خذله .
موضوع .
أخرجه الحاكم (3/129) ، والخطيب (4/219) من طريق أحمد بن عبد الله بن يزيد
الحراني ، ثنا عبد الرزاق ، ثنا سفيان الثوري ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم
، عن عبد الرحمن بن عثمان قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول ... فذكره وقال : " صحيح الإسناد " . وتعقبه الذهبي
بقوله : " قلت : " بل والله موضوع ، وأحمد كذاب ، فما أجهلك على سعة معرفتك "
!

قلت : وفي " الميزان " : قال ابن عدي : " يضع الحديث " . ثم ساق له هذا
الحديث ، وقال الخطيب : " هو أنكر ما روى " .

15 / 358 –
السُّـبَّق ثلاثة : فالسابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى صاحب
ياسين ، والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب .
ضعيف جدا .
رواه الطبراني (3/111/2) عن الحسين بن أبي السري العسقلاني ، نا حسين الأشقر
، نا سفيان بن عيينة ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس مرفوعا .


قلت : هذا سند ضعيف جدا إن لم يكن موضوعا فإن حسين الأشقر وهو ابن الحسن
الكوفي شيعي غالٍ ، ضعفه البخاري فقال في " التاريخ الصغير " (230) : " عنده
مناكير " ، وروى العقيلي في " الضعفاء " (90) عن البخاري أنه قال فيه : " فيه
نظر " . وفي " الكامل " لابن عدي (97/1) : " قال السعدي : كان غالياً ، من
الشاتمين للخيرة " ووثقه بعضهم ثم قال ابن عدي : " وليس كل ما يروى عنه من
الحديث الإنكار فيه من قبله ، فربما كان من قبل من يروي عنه ، لأن جماعة من
ضعفاء الكوفيين يحيلون بالروايات على حسين الأشقر ، على أن حسينا في حديثه
بعض ما فيه " .

قلت : وكأن ابن عدي يشير بهذا الكلام إلى مثل هذا الحديث فإنه من رواية
الحسين بن أبي السري ، فإنه مثله بل أشد منه ضعفا ، قال الذهبي : " ضعفه أبو
داود ، وقال أخوه محمد : لا تكتبوا عن أخي فإنه كذاب ، وقال أبو عروبة
الحراني : هو خال أبي وهو كذاب ، ثم ساق له هذا الحديث من طريق الطبراني .


وقال الحافظ ابن كثير في " التفسير " (3/570) : " وهذا حديث منكر ، لا يعرف
إلا من طريق حسين الأشقر ، وهو شيعي متروك " ، ونقل نحوه المناوي عن العقيلي
، ونقل عنه الحافظ في " تهذيب التهذيب " أنه قال : " لا أصل له عن ابن عيينة
" .
وليس هذا في نسختنا من " الضعفاء " للعقيلي ، والله أعلم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://minhaj.ahlamontada.com
منهاج السنة
لا اله الا الله محمد رسول الله
لا اله الا الله محمد رسول الله
منهاج السنة


التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " Vitiligo-ae30eb86b8التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " Iraqiaabc6667cb59
عدد المساهمات : 897
تاريخ التسجيل : 27/10/2012

التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " Empty
مُساهمةموضوع: رد: التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات "   التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 19, 2012 12:48 pm

16 / 4886 -
يا أنس ! أول من يدخل عليك من هذا الباب : أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين ،
وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين . قال أنس : قلت : اللهم ! اجعله رجلاً
من الأنصار – وكتمته - ؛ إذ جاء علي ، فقال : من هذا يا أنس ؟ فقلت : علي .
فقام مستبشراً فاعتنقه ، ثم جعل يمسح عن وجهه بوجهه ، ويمسح عرق علي بوجهه .
قال علي : يا رسول الله ! لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعت بي من قبل ؟! قال :
وما يمنعني ، وأنت تؤدي عني ، وتسمعهم صوتي ، وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي
؟!
موضوع .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (1/63 – 64) ، وعنه ابن عساكر (12/161/2) من
طريق محمد بن عثمان بن لأبي شيبة : ثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون : ثنا علي
بن عابس عن الحارث بن حَصِيرة عن القاسم بن جُنْدُب عن أنس قال : ... فذكره
مرفوعا .
قلت : هذا إسناد مظلم جدا ؛ ليس فيهم ثقة محتج به .
أولا :
القاسم بن جندب لم أجد له ترجمة .
ثانيا :
الحارث بن حصيرة شيعي محترق ، اختلفوا في توثيقه ؛ قال أبو حاتم : " هو من
الشيعة العُتُقِ ؛ لولا أن الثوري روى عنه لتُرك حديثه " . وقال الحافظ في "
التقريب " : " صدوق يخطئ ، ورمي بالرفض " .
ثالثا :
علي بن عابس – وهو الكوفي الأزرق – متفق على تضعيفه . وقال ابن حبان : "
فَحُش خطؤه فاستحق الترك " .
رابعا :
إبراهيم بن محمد بن ميمون ؛ قال الذهبي : " من أجلاد الشيعة ، روى عن علي بن
عابس خبرا عجيبا . روى عنه أبو شيبة بن أبي بكر وغيره " .

ويعني بالخبر العجيب هذا الحديث ؛ فقد قال بعد سبع تراجم : " إبراهيم بن محمد
بن ميمون ؛ لا أعرفه ، روى حديثا موضوعا فاسمعه ... " ثم ذكره من طريق محمد
بن عثمان بن أبي شيبة عنه .

وأقره الحافظ على حكمه على الحديث بالوضع ؛ غير أنه زاد عليه فقال : " وذكره
الأسدي في " الضعفاء " ، وقال : " إنه منكر الحديث " . وذكره ابن حبان في "
الثقات " . وقال شيخنا أبو الفضل : " ليس ثقة " .
خامسا :
محمد بن عثمان بن أبي شيبة مختلف في توثيقه ، لكن أشار الحافظ في ترجمة
إبراهيم بن محمد أنه قد رواه عنه غيره ، فإن ثبت ذلك ، فالعهدة فيه على من
فوقه . ولعل الحافظ أخذ ذلك من قول الذهبي المتقدم : " روى عنه أبو شيبة بن
أبي بكر وغيره " !!

وأبو شيبة هذا لم أعرفه ، ولعله أراد أن يقول : أبو جعفر بن أبي شيبة فسبقه
القلم فكتب : أبو شيبة بن أبي بكر .

وأبو جعفر : هو محمد بن عثمان بن أبي شيبة الراوي لهذا الحديث .

ثم رأيت الحديث قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " وأعله بابن عابس فقط !
فقال : " ليس بشيء ، وتابعه جابر الجعفي عن أبي الطُّفيل عن أنس نحوه . وجابر
كذبوه " !

وأقره السيوطي في " اللآلئ المصنوعة " (1/186) ، ونقل كلام الذهبي والعسقلاني
السابقين وأقرهما .

وتبعه على ذلك ابن عَرَّاق في كتابه " تنزيه الشريعة " (1/357) .

17 / 4887 -
إن الله تعالى عهد إلي عهداً في علي . فقلت : يا رب ! بينه لي ؟! فقال : اسمع
. فقلت : سمعت . فقال : إن علياً راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من
أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين. من أحبه أحبني ، ومن أبغضه أبغضني
.
موضوع .
أخرجه أبو نعيم في " الحلية " (1/66 – 67) عن عَبَّاد بن سعيد بن عباد الجعفي
: ثنا محمد بن عثمان بن أبي البهلول : حدثني صالح بن أبي الأسود عن أبي
المطهر الرازي عن الأعمش الثقفي ، عن سلام الجعفي عن أبي برزة مرفوعا . وزاد
: " فبشره بذلك . فجاء علي ، فبشرته ، فقال : يا رسول الله ! أنا عبد الله
وفي قبضته ، فإن يعذبني فبذنبي ، وإن يُتم الذي بشرتني به فالله أولى بي .
قال : قلت : اللهم ! أجْلِ قبله ، واجعل ربيعه الإيمان . فقال الله : قد فعلت
به ذلك . ثم إنه رفع إلى أنه سيخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحدا من أصحابي
. فقلت : يارب ! أخي وصاحبي ؟! فقال : إن هذا شيء قد سبق ؛ إنه مبتلى ومبتلى
به " .

قلت : هذا إسناد مظلم جدا ، ومتن موضوع ؛ لوائح الوضع عليه ظاهرة كسوابقه ،
ورجاله علهم مجهولون لا يعرفون ؛ لا ذكر لهم في كتب الجرح والتعديل ؛ سوى
اثنين منهم :

الأول : صالح بن أبي الأسود ؛ لم يتكلم فيه المتقدمين سوى ابن عدي ، فقال في
" الكامل " (200/1) : " أحاديثه ليست بالمستقيمة ، فيها بعض النُّكرة ، وليس
هو بذاك المعروف " . وقال الذهبي - وتبعه العسقلاني - : " واهٍ " .

والآخر : عباد بن سعيد الجعفي ؛ ساق له الذهبي هذا الحديث ؛ وقال : " باطل ،
والسند ظلمات " . وكذا قال العسقلاني .

وأخرجه ابن عساكر (12/128/2) من طريق محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن عون
بن عبيد الله عن أبي جعفر وعن عمرو بن علي قالا : قال رسول اله صلى الله عليه
وسلم : ... فذكره ؛ دون قوله : " فجاء علي ... " .

أخرجه ابن عساكر . وقال : " هذا مرسل " .

قلت : وإسناده – مع ذلك – واهٍ جداً ؛ فإن ابن أبي رافع متروك ، كما تقدم
قريبا تحت حديث (4882) .

والحديث ؛ قال ابن الجوزي : " حديث لا يصح ، وأكثر رواته مجاهيل " . نقله
السيوطي كما يأتي في الحديث بعده .

18 / 4888 -
يا أبا برزة ! إن رب العالمين عهد إلي عهداً في علي بن أبي طالب ؛ فقال : إنه
راية الهدى ، ومنار الإيمان ، وإمام أوليائي ، ونور جميع من أطاعني .
يا أبا برزة ! علي بن أبي طالب أميني غداً يوم القيامة ، وصاحب رايتي في
القيامة ، علي مفاتيح خزائن رحمة ربي .
موضوع .
أخرجه ابن عدي في " الكامل " (414/2) ، وأبو نعيم (1/66) عن أبي عمر لاهِزِ
بن عبد الله : ثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن هشام بن عروة عن أبيه قال :
ثنا أنس بن مالك قال : بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي برزة الأسلمي
فقال له وأنا اسمع ... فذكره . وقال ابن عدي : " باطل بهذا الإسناد ، وهو
منكر الإسناد ، منكر المتن ؛ لأن سليمان التيمي عن هشام بن عروة عن أبيه عن
أنس ؛ لا أعرف بهذا الإسناد غير هذا . ولاهز بن عبد الله مجهول لا يعرف ،
يروي عن الثقات المناكير والبلاء منه ، ولا أعرف للاهز غير هذا الحديث " .
وقال الذهبي - بعد أن نقل عن ابن عدي إبطاله للحديث - : " قلت : إي والله !
من أبرد الموضوعات ، وعلي؛ فلعن الله من لا يحبه " .

والحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ، وأعله بخلاصة كلام ابن عدي
المتقدم .
وأقره السيوطي في " اللآلئ " (1/188) ، ونقل كلام الذهبي السابق في جزمه بأنه
من أبرد الموضوعات . ثم ساق له طريقا أخرى ؛ وهي التي بالحديث الذي قبله وقال
: " أورد ابن الجوزي في " الواهيات " ، وقال : هذا حديث لا يصح ، وأكثر رواته
مجاهيل " .

وأقره هو ، وابن عَرَّاق (1/359) ؛ بل أيَّداه بأن نَقَلا قول الذهبي المتقدم
هناك في إبطاله .

19 / 4889 -
ليلة أسري بي ؛ انتهيت إلى ربي عز وجل ؛ فأوحى إلي في علي بثلاث : أنه سيد
المسلمين ، وولي المتقين ، وقائد الغر المحجلين .
موضوع .
أخرجه السِّلَفِي في " الطيوريات " (189/1) ، وابن عساكر (12/137/2) عن جعفر
بن زياد : نا هلال الصيرفي : نا أبو كثير الأنصاري : حدثني عبد الله بن أسعد
بن زُرارة مرفوعا .

قلت : وهذا إسناد مظلم ؛ جعفر بن زياد شيعي ، ولكنهم وثقوه .

لكن قال ابن حبان في " الضعفاء " : " كثير الرواية عن الضعفاء ، وإذا روى عن
الثقات ؛ تفرد عنهم بأشياء ، في القلب منها شيء " . وقال الدارقطني : " يعتبر
به " .

وهلال : هو ابن أيوب الصيرفي ، ترجمه ابن أبي حاتم (4/2/75) برواية جعفر هذا
فقط ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .

وكذلك ترجم لأبي كثير الأنصاري ، من رواية إسماعيل بن مسلم العَبْدِي عنه
(4/2/429) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .

ثم رواه ابن عساكر من طريق أبي يعلى : نا زكريا بن يحيى الكسائي : نا نصر بن
مزاحم عن جعفر بن زياد عن هلال بن مِقلاص عن عبد الله بن أسعد بن زرارة
الأنصار عن أبيه مرفوعا ، فزاد في الإسناد " عن أبيه " ، ولفظه : " لما
عُرِجَ بي إلى السماء ؛ انْتُهي بي إلى قصر من لؤلؤ ؛ فيه فراش من ذهب يتلألأ
، فأوحي إلي ... " الحديث .

وهذا إسناد واه بمرة ؛ نصر بن مزاحم ؛ قال عنه الذهبي : " رافضي جلد ، تركوه
. قال العقيلي : شيعي ؛ في حديثه اضطراب وخطأ كثير . وقال أبو خيثمة : كان
كذابا ... " .

وزكريا بن يحيى الكسائي شيعي أيضا ؛ قال ابن معين : " رجل سوء ، يحدَّث
بأحاديث سوء يستأهل أن يُحْفَرَ له بئر فيُلقى فيها " ! وقال النسائي
والدارقطني : " متروك " .

وتابعهما عمرو بن الحصين العقيلي : أنبا يحيى بن العلاء الرازي : ثنا هلال بن
أبي حميد به ، وقال : عن أبيه ؛ دون الشطر الأول من الحديث .

أخرجه ابن عساكر (12/138/1) ، وكذا الحاكم (3/137 – 138) . وقال : " صحيح
الإسناد " . وردَّه الذهبي بقوله : " قلت : أحسبه موضوعا ، وعمرو وشيخه
متروكان " .

قلت : وقد مضى لهما عدة أحاديث ، فانظر الأرقام (39 و 40 و 49 و 321 و 382 و
425) .

وقد روي الحديث من طريق أخرى عن هلال بن أبي حميد عن عبد الله بن عُكَيْمٍ
الجُهني مرفوعا به . وهو موضوعا أيضا ؛ كما سبق بيانه برقم (353) .

وبالجملة ؛ فقد اضطرب الرواة في إسناد هذا الحديث كما رأيت ، وليس فيه ما
تقوم به الحجة ، وقد بينه الحافظ في " الإصابة " . وقال في خاتمة بيانه : "
ومعظم الرواة في هذه الأسانيد ضعفاء ، والمتن منكر جدا " .

ونقل السيوطي في " الجامع الكبير " (2/133/2) عن الحافظ أنه قال : " ضعيف جدا
ومنقطع " . وقال : " وقال العماد بن كثير : هذا حديث منكر جدا ، ويشبه أن
يكون موضوعا من بعض الشيعة الغلاة ، وإنما هذه صفات رسول الله صلى الله عليه
وسلم ، لا صفات علي " .

قلت : وقد ذكرت نحوه عن ابن تيمية ؛ عند الرقم المشار إليه آنفا .

( تنبيه ) :
عزا السيوطي حديث الترجمة في " الجامع الكبير " (2/158/1) لابن النجار وحده !
فيستدرك عليه أنه رواه ابن عساكر أيضا .

وأما قول عبد الحسين الشيعي في كتابه " المراجعات " (ص169) – بعد أن عزاه إلى
الابن النجار ؛ نقلا عن " الكنز " - : " وغيره من أصحاب السنن " .

فهذا كذب وزور ؛ فإنه لم يروه أحد من أصحاب " السنن " ، والمراد بهم أصحاب "
السنن الأربعة " : أبو داود ، النسائي ، الترمذي ، ابن ماجه ! وإنما يفعل ذلك
تضليلا للقراء ، وتقوية للحديث !

ومن ذلك أنه فرق بين الحديث وحديث الحاكم المذكور آنفا ؛ ليوهم أنهما حديثان
! والحقيقة أنهما حديث واحد ؛ لأن مداره على عبد الله بن أسعد . غاية ما في
الأمر أن الرواة اختلفوا فيه ، فبعضهم جعله في مسنده ، وبعضهم من مسند أبيه !
من أن الطرق كلها غير صحيحة كما رأيت . والله المستعان .

20 / 4890 -
يا أنس ! انطلق فادع لي سيد العرب – يعني : علياً - . فقالت عائشة رضي الله
عنها : ألست سيد العرب ؟! قال : أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب . يا معشر
الأنصار ! ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لم تضلوا بعده ؟! قالوا : بلى يا
رسول الله ! قال : هذا علي ؛ فأحبوه بحبي ، وأكرموه لكرامتي ؛ فإن جبريل صلى
الله عليه وسلم أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز وجل .
موضوع .
أخرجه الطبراني في " المعجم الكبير "
(1/132/2) ، وأبو نعيم في " الحلية " (1/63) عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة :
ثنا إبراهيم بن إسحاق الصِّيني : ثنا قيس بن الربيع عن ليث بن أبي سليم عن
ابن أبي ليلى عن الحسن بن علي مرفوعا .

قلت : وهذا إسناد مظلم جدا ؛ ليث وقيس ضعيفان . ونحوهما ابن أبي شيبة ؛ كما
تقدم قريبا .

وأما الصيني ؛ فهو شر منهم جميعا قال الدارقطني : " متروك الحديث " . وكأنه -
لشدة ضعفه – اقتصر الهيثمي عليه في إعلال الحديث ، فقال في " مجمع الزوائد "
(9/132) : " رواه الطبراني ، وفيه إسحاق بن إبراهيم الصيني ؛ وهو متروك " .


وروي بعضه من حديث عائشة بلفظ : " أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب " .

أخرجه الحاكم (3/124) ، وابن عساكر (12/138/2) عن أبي حفص عمر بن الحسن
الراسبي : ثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عنها . وقال الحاكم : "
صحيح الإسناد ؛ وفيه عمر بن الحسن ، وأرجو أنه صدوق ، ولولا ذلك لحكمت بصحته
على شرط الشيخين " !

ورده الذهبي بقوله : " قلت : أظن أنه هو الذي وضع هذا " .

قلت : وذلك لأنه مجهول ؛ فقد أورده في " الميزان " ، وقال : " لا يكاد يعرف ،
وأتى بخبر باطل متنه : ( علي سيد العرب ) " . لكن تابعه يحيى بن عبد الحميد
الحِمَّاني : نا أبو عوانة به .

أخرجه ابن عساكر (12/138/1-2) من طريقين عنه .

لكن الحماني ؛ اتهمه أحمد وغيره بسرقة الحديث ! مع كونه شيعيا بغيضا ، كما
قال الإمام الذهبي . ثم أخرجه الحاكم من طريق الحسين بن علوان عن هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة به . ورده الذهبي بقوله : " قلت : وضعه ابن علوان "


ثم رواه ابن عساكر من طريق أبي بلال الأشعري : نا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي
المغيرة عن ابن أبزى عن عائشة مرفوعا بلفظ : " هذا سيد المسلمين " . فقلت : "
ألست سيد المسلمين ؟! فقال : " أنا خاتم النبين ، ورسول رب العالمين " .

قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ جعفر هذا : هو القمي ، قال الحافظ : " صدوق يهم " .
ومثله يعقوب ؛ وهو ابن عبد الله القمي .

وأبو بلال الأشعري ؛ ضعفه الدارقطني ، ولينه الحاكم .

ثم أخرجه ابن عساكر من طريق أبي بكر الشافعي ، وهذا في " الفوائد " (1/4/2)
من طريق خلف بن خليفة عن إسماعيل بن أبي خالد قال : " بلغني أن عائشة نظرت
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا شيد العرب ! فقال عليه السلام : "
أنا سيد ولد آدم ، وأبو بكر سيد كهول العرب ، وعلي سيد شباب العرب " .

قلت : وهذا – مع انقطاعه – فيه خلف بن خليفة ؛ وكان اختلط في الآخر .

وذكر له الحاكم شاهدا من حديث جابر مرفوعا ؛ ومن رواية عمر بن موسى الوَجِيهي
عن أبي الزبير عن جابر . قال الذهبي : " قلت : عمر وضاع .

ثم روى ابن عساكر من طريق أبي نعيم ، وهذا في " أخبار أصبهان " (1/308) عن
عبيد بن العوام عن فطر عن عطية العوفي عن أبي سعيد الحدري مرفوعاً بلفظ :

" أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب ، وأنه لأول من ينفض الغبار عن رأسه يوم
القيامة " .

قلت : وهذا ضعيف منكر ؛ عطية العوفي ضعيف مدلس .

وعبيد بن العوام ؛ لم أجد له ترجمة .

ثم رأيت في مسودتي ما نصه ـ عقب حديث الترجمة ـ :

" وقال الأثرم : وسمعت أبا عبد الله ( يعني : الإمام أحمد ) ذكر له عن أبي
عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة ( الحديث ) ؟! فأنكره إنكاراً
شديداً . قلت لأبي عبد الله : رواه ابن الحماني ؛ فأنكره الناس عليه ، فإذا
غيره قد رواه ! قال : من ؟ قلت : ذاك الحراني : أحمد بن عبد الملك ! قال :
هكذا كتابه ! يتعجب منه . ثم قال : أنت سمعته منه ؟ قلت : سمعته وهو يقول في
هذا . قلت له : إن ابن الحماني قد رواه . قال : فما تنكرون علي وقد رواه
الحماني ؟! ولم يحدثنا به " .

انتهى ما في مسودتي ، وليس فيها بيان مصدره ، وكأنني نسيت أن أقيده يوم نقلته
منه ، وغالب الظن أنه " المنتخب لابن قدامه " ؛ فليراجع !

21 / 4891 –
أنت تُبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي .
موضوع
. أخرجه الحاكم (3/122) عن أبي نعيم ضرار بن صرد : ثنا معتمر بن سليمان قال :
سمعت أبي يذكر عن الحسن عن أنس بن مالك : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لعلي ... فذكره . وقال : " صحيح على شرط الشيخين " ! ورده الذهبي بقوله : "
قلت : بل هو ـ فيما أعتقده ـ من وضع ضرار . قال ابن معين : كذاب " . وقال
البخاري ، والنسائي :" متروك الحديث " . وقال ابن أبي حاتم ( 2/1/465-466) عن
أبيه : " روى حديثا عن معتمر عن أبيه عن الحسن عن أنس عن النبي صلى الله عليه
وسلم في فضيلة لبعض الصحابة ، ينكرها أهل المعرفة بالحديث " .

قلت : والظاهر أنه يشير إلى هذا الحديث . ومع ذلك ؛ فقد قال فيه : " صاحب
قرآن وفرائض ، صدوق ، يكتب حديثه ، ولا يحتج به روى ... " !!

قلت : وهذا من مخالفته لجمهور الأئمة ؛ فإن أحداً منهم لم يصفه بالصدق ، وأنى
له ذلك وابن معين يكذبه ؟! ويشير إلى ذلك الإمام البخاري بقوله المتقدم : "
متروك الحديث " ؛ فإن هذا لا يقوله الإمام إلا فيمن هو في أردأ مراتب الجرح
كما هو معلوم . وقد ساق له الذهبي هذا الحديث إشارة منه إلى إنكاره عليه .
وقال فيه ابن حبان ـ وقد ساق له هذا الحديث ـ : " يروي المقلوبات عن الثقات ،
حتى إذا سمعها السامع ؛ شهد عليه بالجرح والوهن " .

والحديث ؛ أورده السيوطي في " الجامع الكبير " (3/61/2) من رواية الديلمي
وحده !

وإليه عزاه الشيعي في "المراجعات " (172) ، ونقل تصحيح الحاكم إياه ، دون نقد
الذهبي له ، كما هي عادته في أحاديثه الشيعية ، ينقل كلام من صححه دون من
ضعفه !

أهكذا يصنع من يريد جمع الكلمة وتوحيد المسلمين ؟!

ولا يقتصر على ذلك ؛ بل يستدل به على :
" أن علياً من رسول الله ، بمنزلة الرسول من الله تعالى ... " !!! تعالى الله
عما يقول الظالمون علواً كبيرأً !

وأما إذا وافق الذهبي الحاكم على التصحيح ؛ فترى الشيعي يبادر إلى نقل هذه
الموافقة ، بل ويغالي فيها ؛ كما تراه في الحديث الآتي .

22 / 4892 -
من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله . ومن أطاع علياً فقد
أطاعني . ومن عصى علياً فقد عصاني .
ضعيف
. أخرجه الحاكم (3/121) ، وابن عساكر (12/139/1) من طرق عن يحيى بن يعلى :
ثنا بسام الصيرفي عن الحسن بن عمرو الفُقَيْمِي عن معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر
مرفوعا . وقال الحاكم : " صحيح الإسناد ! ووافقه الذهبي !

قلت : أنى له الصحة ؛ ويحيى بن يعلى – وهو الأسلمي – ضعيف ؟! كما جزم به
الذهبي في حديث آخر تقدم برقم (892) ، وهو شيعي متفق على تضعيفه كما
بيَّنْتُه ثَمَّةَ .

وسائر الرواة ثقات ؛ غير معاوية بن ثعلبة ؛ لا تعرف عدالته ، كما تأتي
الإشارة إلى ذلك في الحديث الذي بعده .

وبسام : هو ابن عبد الله الصيرفي الكوفي ، وقد وثقوه مع تشيعه .

والشطر الأول من الحديث صحيح : أخرجه الشيخان وغيرهما من حديث أبي هريرة ،
وهو مخرج في " إرواء الغليل " (394) ، وفي " تخريج السنة " لابن أبي عاصم
(1065 – 1068) .

وأما الشطر الثاني ؛ فقد وقفت على طريق أخرى له ، يرويه إبراهيم بن سليمان
النَهْمِي الكوفي : نا عباه بن زياد : حدثنا عمر بن سعد عن عمر بن عبد الله
الثقفي عن أبيه عن جده يعلى بن مرة الثقفي مرفوعا بلفظ : " من أطاع عليا فقد
أطاعني ، ومن عصى عليا فقد عصاني ، ومن عصاني فقد عصى الله . ومن أحب عليا
فقد أحبني ... " الحديث .

أخرجه ابن عدي في " الكامل " (239/2) ، ومن طريقه ابن عساكر (12/128/2) وقال
ابن عدي : " سمعت إبراهيم بن محمد بن عيسى يقول : سمعت موسى بن هارون
الحَمَّال يقول : عباه بن زياد الكوفي ؛ تركت حديثه " . قال ابن عدي : " وقيل
: عبَادَةُ بن زياد الأسدي ، وهو من أهل الكوفة ، من الغالين في الشيعة ، وله
أحاديث مناكير في الفضائل " .

قلت : ونقل الحافظ ابن حجر في " اللسان : عن أحد الحفاظ النيسابوريين أنه قال
: " مجمع على كذبه " . ثم تعقبه بقوله : " هذا قول مردود ، وعبادة لا بأس به
؛ غير التشيع " . ويؤيده قول ابن أبي حاتم (3/1/97) عن أبيه : " هو من رؤساء
الشيعة ، أدركته ولم أكتب عنه ، ومحله الصدق " .

قلت : وآفة الحديث إما ممن فوقه ، أو من دونه ؛ فإن عمر بن عبد الله الثقفي
وأباه ضعيفان ؛ قال الذهبي في الوالد : " ضعفه غير واحد . روى عنه ابنه عمر ،
وهو ضعيف أيضا . قال البخاري : فيه نظر " . وقال ابن حبان : " لا يعجبني
الاحتجاج بخبره إذا انفرد ؛ لكثرة المناكير في روايته ، ولا أدري أذلك منه أم
ابنه عمر ؛ فإنه واه جدا أيضا ؟! .

وإبراهيم بن سليمان النهمي ؛ ضعفه الدارقطني .

وأما حديث : " من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أبغض عليا فقد أبغضني " ؛ فهو
حديث صحيح ، خرجته في " الصحيحة " (1299) .

( تنبيه ) :
ذكر الشيعي هذا الحديث في " مراجعاته " ( ص174) فقال : " أخرجه الحاكم في ص
(121) من الجزء الثالث من " المستدرك " ، والذهبي في تلك الصفحة من " تلخيصه
" ، وصرح كل منهما بصحته على شرط الشيخين " !!

قلت : وهذا كذب مكشوف عليهما ؛ فإنهما لم يزيدا على قولهما الذي نقلته عنهما
آنفا : " صحيح الإسناد " !

وكنت أود أن أقول : لعل نظر الشيعي انتقل من الحديث هذا إلى حديث آخر صححه
الحاكم والذهبي على شرطهما في الصفحة (121) ، ودِدْتُ هذا ؛ عملا بقوله تعالى
: " وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا
هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى " [ المائدة : 8 ] ، ولكن منعني منه أنه لا يوجد
في الصفحة المذكورة حديث صححه الحاكم على شرطهما ، ولا الذهبي !!

بل إنني أردت أن أتوسع في الاعتذار عنه إلى أبعد حدٍّ ؛ فقلت : لعلَّ بصره
انتقل إلى الصفحة التي قبلها ، على اعتبار أنها مع أختها تشكلان صفحة واحدة
عند فتح الكتاب ؛ فربما انتقل البصر من إحداهما إلى الأخرى عند النقل سهوا ،
ولكني وجدت أمرها كأمر أختها ، ليس فيها أيضا حديث مصحح شرط الشيخين ! فتيقنت
أن ذلك مما اقترفه الشيعي وافتراه عمدا ! فماذا يقول المنصفون في مثل هذا
المؤلف ؟!

ثم وجدت له فرية أخرى مثل هذه ؛ قال في حاشية ( ص 45 ) :

أخرج الحاكم في صفحة (4) من الجزء (3) من " المستدرك " عن ابن عباس قال : شرى
عليٌّ نفسه ولبس ثوب النبي ... الحديث ، وقد صرح الحاكم بصحته على شرط
الشيخين وإن لم يخرجاه ، واعترف بذلك الذهبي في ( تلخيص المستدرك ) !!

وإذا رجع القارئ إلى الصفحة والجزء والحديث المذكورات ؛ لم يجد إلا قول
الحاكم : " صحيح الإسناد ولم يخرجاه " ! وقول الهبي : " صحيح " !

ولا مجال للاعتذار عنه في هذا الحديث أيضا بقول : لعل وعسى ؛ فإن الصفحة
المذكورة والتي تقابلها أيضا ؛ ليس فيهما حديث آخر مصحح على شرط الشيخين .


ثم إن في إسناد ابن عباس هذا ما يمنع من الحكم عليه بأنه على شرط الشيخين ؛
ألا وهو أبو بَلْجٍ عن عمرو بن ميمون .

فأبو بلج هذا : اسمه يحيى بن سُلَيْمٍ ؛ أخرج له الأربعة دون الشيخين . وفيه
أيضا كثير بن يحيى ؛ لم يخرج له من الستة أحد ! وقال أبو حاتم : " محله الصدق
" . وذكره ابن حبان في " الثقات " . وقال أبو زرعة : " صدوق " وأما الأزدي
فقال : " عنده مناكير " .

ثم وجدت له فرية ثالثة في الحديث المتقدم برقم (3706) ، هي مثل فريتيه
السابقتين ؛ فراجعه .

23 / 4893 -
يا علي ! من فارقني فقد فارق الله . ومن فارقك يا علي ! فقد فارقني .
منكر
. أخرجه الحاكم (3/123 – 124) ، والبزار (3/201/2565) ، وابن عدي ، وابن
عساكر (12/139/1) عن أبي الجَحَّاف داود بن أبي عوف عن معاوية بن ثعلبة عن
أبي ذر مرفوعا . وقال الحاكم : " صحيح الإسناد " ! ورده الذهبي بقوله : " قلت
: بل منكر " .

وأقول : ليس في إسناده من يتهم به ؛ سوى معاوية هذا ، وقد أورده ابن أبي حاتم
(4/1/378) بهذا الإسناد ، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .

وكذلك صنع البخاري في " تاريخه " (4/1/333) ، لكنه أشار إلى هذا الحديث وساق
إسناده . وذكره ابن حبان في " الثقات " (5/416) !

ويحتمل أن يكون المتهم به هو داود هذا ؛ فإنه – وإن وثقه جماعة - ؛ فقد قال
ابن عدي : " ليس هو عندي ممن يحتج به ، شيعي ، عامة ما يرويه في فضائل أهل
البيت " .

ذكره الذهبي ؛ ثم ساق له هذا الحديث . وقال : " هذا منكر " .

24 / 4894 -
يا علي ! أنت سيد في الدنيا ، سيد في الآخرة ، حبيبك حبيبي ، وحبيبي حبيب
الله ، وعدوك عدوي ، وعدوي عدو الله ، والويل لمن أبغضك بعدي .
موضوع
. أخرجه ابن عدي (308/2) ، والحاكم (3/127-128) ، وابن عساكر
(12/134/2-135/1) من طرق عن أبي الأزهر أحمد بن الأزهر : نا عبد الرزاق :
أنبأ معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال : نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي ... فذكره . وقال الحاكم : "
صحيح على شرط الشيخين ، وأبو الأزهر – بإجماعهم – ثقة ، وإذا انفرد الثقة
بحديث ؛ فهو على أصلهم صحيح " !! وتعقبه الذهبي بقوله : " قلت : هذا وإن كان
رواته ثقات ؛ فهو منكر ، ليس ببعيد من الوضع ؛ وإلا لأي شيء حدث به عبد
الرزاق سرا ، ولم يَحْسُرْ أن يتفوه به لأحمد وابن معين والخلق الذين رحلوا
إليه ، وأبو الأزهر ثقة " .

قلت : يشير الذهبي بتحديث عبد الرزاق بالحديث سرا إلى ما رواه الحاكم عقب
الحديث ، والخطيب – وسياقه أتم – قال : قال أبو الفضل : فسمعت أبا حاتم يقول
: سمعت أبا الأزهر يقول : خرجت مع عبد الرزاق إلى قريته ، فكنت معه في الطريق
، فقال لي : يا أبا الأزهر أُفيدك حديثا ما حدثت به غيرك ؟! قال : فحدثني
بهذا الحديث .

ثم روى الخطيب بسنده عن أحمد بن يحيى بن زهير التُّسْتَري قال : لما حدث أبو
الأزهر النيسابوري بحديثه عن عبد الرزاق في الفضائل ؛ أُخبر يحيى بن معين
بذلك ، فبينا هو عنده في جماعة من أهل الحديث ؛ إذ قال يحيى بن معين : مَنْ
هذا الكذاب النيسابوري الذي حدث عن عبد الرزاق بهذا الحديث ؟! فقام أبو
الأزهر فقال : هو ذا أنا ، فتبسم يحيى بن معين وقال : أما إنك لست بكذاب ،
وتعجب من سلامته . وقال : الذنب لغيرك في هذا الحديث " .

قلت : ويؤيد قول ابن معين هذا ؛ أن أبا الأزهر قد توبع عليه ؛ فقد قال الخطيب
: " قلت : وقد رواه محمد بن حمدون النيسابوري عن محمد بن علي بن سفيان النجار
عن عبد الرزاق ؛ فبرئ أبو الأزهر من عهدته ؛ إذ قد توبع على روايته " .

قلت : فانحصرت العلة في عبد الرزاق نفسه ، أو في معمر ، وكلاهما ثقة محتج
بهما في " الصحيحين " لكن هذا لا ينفي العلة مطلقا : أما بالنسبة لمعمر ؛ فقد
بين وجه العلة فيه : أبو حامد الشرقي ؛ فقد روى الخطيب بسند صحيح عنه : أنه
سئل عن حديث أبي الأزهر هذا ؟ فقال : " هذا حديث باطل ، والسبب فيه أن معمرا
كان له ابن أخ رافضي ، وكان معمر يُمَكِّنهُ من كُتبه ، فادخل عليه هذا
الحديث ، وكان معمرا رجلا مهيبا لا يقدر عليه أحد في السؤال والمراجعة ،
فسمعه عبد الرزاق في كتاب ابن أخي معمر ! "

قلت : فهذا – إن صح – علة واضحة في أحاديث معمر في فضائل أهل البيت ، ولكني
في شك من صحة ذلك ، لأنني لم أر من ذكره في ترجمة معمر ؛ كالذهبي والعسقلاني
وغيرهما . والله أعلم .

ثم رأيت الذهبي قد حكى ذلك عن أبي حامد الشرقي ، وابن حجر أيضا ؛ لكن في
ترجمة أبي الأزهر فقال الذهبي – بعد أن وثقه - : " ولم يتكلموا فيه إلا
لروايته عن عبد الرزاق عن معمر حديثا في فضائل علي يشهد القلب بأنه باطل ،
فقال أبو حامد ( فذكر كلاما ملخصا ثم قال ) . قلت : وكان عبد الرزاق يعرف
الأمر ، فما جسر يحدث بهذا الأثر إلا سرا ؛ لأحمد بن الأزهر ولغيره ، فقد
رواه محمد بن حمدون عن ... فبرئ أبو الأزهر من عهدته " .

وأما بالنسبة لعبد الرزاق ؛ فإعلاله به أقرب ؛ لأنه وإن كان ثقة ؛ فقد تكلموا
في تحديثه من حفظه دون كتابه ؛ فقال البخاري : " ما حدث به من كتابه فهو أصح
" . وقال الدارقطني : " ثقة ، لكنه يخطئ على معمر في أحاديث " . وقال ابن
حبان : " كان ممن يخطئ إذا حدث من حفظه ؛ على تشيع فيه " . وقال ابن عدي في
آخر ترجمته : " ولم يروا بحديثه بأسا ؛ إلا أنهم نسبوه إلى التشيع ، وقد روى
أحاديث في الفضائل مما لا يوافقه عليه أحد من الثقات ، فهذا أعظم ما رموه به
، وأما في باب الصدق ؛ فإني أرجو أنه لا بأس به ؛ أي أنه قد سبق منه أحاديث
في فضائل أهل البيت ومثالب آخرين ؛ مناكير " . وقال الذهبي في ترجمته في "
الميزان " : " قلت : أوهى ما أتى به : حديث أحمد بن الأزهر – وهو ثقة - : أن
عبد الرزاق حدثه – خلوة من حفظه – أنا معمر ... ( قلت : فساق الحديث ، وقال )
.

قلت : ومع كونه ليس بصحيح ، فمعناه صحيح ؛ سوى آخره ، ففي النفس منها ! وما
اكتفى بها حتى زاد : " وحبيبك حبيب الله ، وبغيضك بغيض الله ، والويل لمن
أبغضك " .

فالويل لمن أبغضه ؛ هذا لا ريب فيه ، بل الويل لمن يغض منه ، أو غض من رتبته
، ولم يحبه كحب نظرائه من أهل الشورى ، رضي الله عنهم أجمعين " .

والحديث أورده السيوطي في " ذيل الأحاديث الموضوعة " ( ص 16) ، ونقل كلام
الخطيب المتقدم ، ثم قال : " وقد أورد ابن الجوزي في " الواهيات " ، وقال :
إنه موضوع ، ومعناه صحيح ، قال : فالويل لمن تكلف وضعه ، إذ لا فائدة في ذلك
" .

وكذا في " تنزيه الشريعة " لابن عَرَّاق (1/398) .

( تنبيه ) :
أورد الشيعي هذا الحديث في " مراجعاته " ( ص 175) من رواية الحاكم وقال : "
وصححه على شرط الشيخين " !! ولم ينقل - كعادته – رد الذهبي عليه ، وإنما نقل
المناقشة التي جرت بين ابن معين وأبي الأزهر من رواية الحاكم ، وفي آخرها قول
ابن الأزهر : " فحدثني ( عبد الرزاق ) – والله – بهذا الحديث لفظا ، فصدقه
يحيى بن معين واعتذر إليه " !

والذي أريد التنبيه عليه : هو أن تصديق ابن معين لا يعني التصديق بصحة الحديث
؛ كما يوهمه صنيع الشيعي ، وإنما التصديق بصحة تحديث أبي الأزهر عن عبد
الرزاق به . والذي يؤكد هذا ؛ رواية الخطيب المتقدمة بلفظ : " فتبسم يحيى بن
معين ؛ وقال : أما إنك لست بكذاب ، وتعجب من سلامته . وقال : الذنب لغيرك في
هذا الحديث " .

قلت : فهذا نص فيما قلته ، وهو صريح أن الحديث غير صحيح عند ابن معين . فلو
كان الشيعي عالما حقا ، ومتجردا مُنصفا ، لنقل رواية الخطيب هذه ؛ لما فيها
من البيان الواضح لموقف ابن معين من الحديث ذاته ، ولأجاب عنه إن كان لديه
جواب ! وهيهات هيهات !

25 / 4895 -
يا علي ! طوبى لمن أحبك وصدق فيك . وويل لمن أبغضك وكذب فيك .
باطل
. أخرجه ابن عدي (283/1) ، وأبو يعلى (3/1602) ، والحاكم (3/135) ، والخطيب
(9/72) ، والسِّلَفِي في " الطُّيُورِيَّات " (170/1-2) وابن عساكر
(12/131/2) من طريق سعيد بن محمد الوراق عن علي بن الحزور قال : سمعت أبا
مريم الثقفي يقول : سمعت عمار بن ياسر مرفوعا . وقال الحاكم : " صحيح الإسناد
" ! ورده الذهبي بقوله : " قلت : بل سعيد وعلي متروكان " . وقال في ترجمة (
علي بن الحزور ) من " الميزان " : وهذا باطل " . وقال ابن عدي في ( الحزور )
: " وهو في جملة متشيعة الكوفة ، والضعف على حديثه بين " .

والحديث ؛ قال الهيثمي (9/132) : " رواه الطبراني ، وفيه علي بن الحزور ؛ وهو
متروك " .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://minhaj.ahlamontada.com
منهاج السنة
لا اله الا الله محمد رسول الله
لا اله الا الله محمد رسول الله
منهاج السنة


التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " Vitiligo-ae30eb86b8التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " Iraqiaabc6667cb59
عدد المساهمات : 897
تاريخ التسجيل : 27/10/2012

التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " Empty
مُساهمةموضوع: رد: التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات "   التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 19, 2012 12:48 pm

التَّعْـلِـيقَاتُ
الْأَلْبَانِيّـةُ عَلى " الْمُرَاجَعَات "







الحمد لله وبعد ؛

كنتُ قد بدأت في طرحِ سلسلة من تخريجات العلامة محمد ناصر الألباني - رحمه
الله - لكتاب يعد مرجعا من مراجع الرافضة ألا وهو كتاب "
الْــمُــرَاجَــعَــات " . وهذه روابط المواضيع :

التَّخْرِيجَاتُ
الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " (1)


التَّخْرِيجَاتُ
الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " (2)

التَّخْرِيجَاتُ
الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات " (3)


وبعد
أن استشرت بعض الإخوة في طريقة طرح الموضوع ، رأيت أن الموضوع بهذه الطريقة
قد يطول جدا ، فأحببت أن أقوم بالاختصار ، وذلك للأسباب التالية :

أولا :
أن بعض تخريجات الشيخ طويلة جدا كما في حديث : " أنا مدينة العلم ، و على
بابها ، فمن أراد العلم فليأته من بابه " ، وهذا ربما لا يهم القارئ من قريب
أو بعيد ، فيزهد في قراءة الموضوع بالكلية .

ثانيا :
غيرت من طريقة طرح الموضوع بما يلي :
1 -
نص الحديث .
2 -
حكم الشيخ الألباني - رحمه الله - من غير التخريج المطول للحديث .
3 -
الاقتصار على رد الشيخ على صاحب " الْــمُــرَاجَــعَــات " وعلى غيره ،
والذي يبين فيه الشيخ تجني المعبد لغير الله على سنة المصطفى صلى الله عليه
وسلم والكذب عليها .
4 -
قد أضيف بعض التعليقات المهمة من كتب أخرى لأهميتها .

ثالثا :
أن هذه الطريقة ستستوعب أكبر عدد ممكن من الأحاديث ، ومن أراد التوسع في
التخريج للحديث بإمكانه الرجوع إلى أصل الكتاب ، والاستفادة مما فيه من تخريج
الشيخ - رحمه الله - .

رابعا :
سأضع الموضوع كاملا هنا ، وليس في حلقات متسلسلة لكي يتسنى لمن أراد المتابعة
أن يرجع إليه مباشرة دون البحث عن كل حلقة ، وهذه مما يسهل الأمر على الباحث
.

خامسا :
سأكتفي بالمقدمة السابقة في بيان ترجمة صاحب " الْــمُــرَاجَــعَــات " ،
والكلام عن كتابه لمن أراد الرجوع إليها ، وهي في الرابط الأول من الروابط
الثالثة الآنفة .

سادسا :
سأنقل تخريج الشيخ العلامة الألباني - رحمه الله - كاملا لبعض الأحاديث بسبب
كثرة استدلال الرافضة بها .



ولنشرع الآن في الموضوع .
ونسأل الله الإعانة على إتمامه .




التَّعْـلِـيـقَـاتُ الْأَلْـبَـانـِيّـَةُ
عَـلى " الْمُرَاجَعَات "

1 /
893 - من سره أن يحيا حياتي ، و يموت ميتتي ، و يتمسك بالقصبة الياقوته التي
خلقها الله بيده ، ثم قال لها : " كوني فكانت " فَلْيَتَولَّ علي بن أبي طالب
من بعدي .
مـوضـوع .



2 /
894 - من سره أن يحيا حياتي ، و يموت مماتي ، و يسكن جنة عدن غرسها ربي ،
فليوال عليا من بعدي ، و ليوال وليه ، و ليقتد بالأئمة من بعدي ، فإنهم عترتي
خلقوا من طينتي ، رزقوا فهما وعلما ، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ،
القاطعين فيهم صلتي ، لا أنا لهم الله شفاعتي .
مـوضـوع .
قال الشيخ العلامة الألباني - رحمه
الله - في رده على صاحب المراجعات :
وهذا الحديث من الأحاديث التي أوردها صاحب " المراجعات " عبد الحسين الموسوي
نقلا عن كنز العمال (6/155 و 217-218) موهما أنه في مسند الإمام أحمد ، معرضا
عن تضعيف صاحب الكنز إياه تبعا للسيوطي !

وكم في هذا الكتاب " المراجعات " من أحاديث موضوعات ، يحاول الشيعي أن يوهم
القراء صحتها ، وهو في ذلك لا يكاد يراعي قواعد علم الحديث حتى التي هي على
مذهبهم ! إذ ليست الغاية عنده التثبت مما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في فضل
علي رضي الله عنه ، بل حشر كل ما روي فيه ! وعلي رضي الله عنه كغيره من
الخلفاء الراشدين والصحابة الكاملين أسمى مقاما من أن يمدحوا بما لم يصح عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ولو أن أهل السنة والشيعة اتفقوا على وضع القواعد في " مصطلح الحديث " يكون
التحاكم إليها عند الاختلاف في مفردات الروايات ، ثم اعتمدوا جميعا على ما صح
منها ، لو أنهم فعلوا ذلك لكان هناك أمل في التقارب والتفاهم في أمهات
المسائل المختلف فيها بينهم ، أما والخلاف لا يزال قائما في القواعد والأصول
على أشده فهيهات هيهات أن يمكن التقارب والتفاهم معهم ، بل كل محاولة في سبيل
ذلك فاشلة . والله المستعان .




3 /
895 - لاتسبوا عليا ؛ فإنه ممسوس في ذات الله تعالى .
ضـعـيـف جـدًا .



4 /
4881 – " هَذا عليٌّ قَدْ أَقْبلَ في السَّحابِ " .
مـوضـوع .



5 /
4882 – " أُوصِي مَنْ آمَنَ بي وصَدَّقَني بِوَلايَةِ عَلِيَّ ، فَمَنْ
تَوَلاهُ تَوَلانِي ، ومن تَوَلانِي فَقَدْ تَولَّى الله " .
ضـعـيـف جـدًا .
قال الشيخ العلامة الألباني - رحمه
الله - في رده على صاحب المراجعات :
ومع ذلك ؛ استروح إلى حديثهما هذا : ابن مذهبهما الشيخ عبد الحسين ، المتعصب
جدا لتشيعه في كتابه الدال عليه " المراجعات " ( ص 27 ) ، فساقه في مساق
المسلَّمات ، بل نص في المقدمة ( ص 5 ) بما يوهم أنه لا يورد فيه إلا ما صح ؛
فقال : " وعُنِيتُ بالسنن الصحيحة " !!




6 /
4883 - علي أقضى أمتي بكتاب الله ، فمن أحبني فليحبه ؛ فإن العبد لا ينال
ولايتي إلا بحب علي عليه السلام .
مـنـكـر بـهـذا الـتـمـام .




7 /
4884 - يا عبد الله ! أتاني ملك فقال : يا محمد ! " وَاسْأَلْ مَنْ
أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَا " [ الزخرف : 45 ] على ما بعثوا ؟
قال : قلت : على ما بعثوا ؟ قال : على ولايتك وولاية علي بن أبي طالب .
مـوضـوع .




8 /
4885 - مرحباً بسيد المسلمين ، وإمام المتقين .
مـوضـوع .
قال الشيخ العلامة الألباني - رحمه
الله - :
ومما يؤكد وضع هذا الحديث : المبالغة التي فيه ؛ فإن سيد المسلمين وإمام
المتقين ؛ إنما يصح أن يوصف به رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده فقط .
ولذلك حكم على هذا الحديث – وأمثاله مما في معناه – العلماء المحققون بالوضع
، كما تقدم في الحديث (353) ؛ فراجعه .




9 /
353 - إن الله تعالى أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي : أنه سيد
المؤمنين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين .
مـوضـوع .
ونقل العلامة الألباني - رحمه الله -
كلام شيخ الإسلام ابن تيمية فقال :
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" وهذا حديث موضوع عند من له أدنى معرفة بالحديث ، ولا تحل نسبته إلى الرسول
المعصوم ، ولا نعلم أحدا هو " سيد المرسلين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر
المحجلين " غير نبينا صلى الله عليه وسلم ، واللفظ مطلق ، ما قال فيه مِن
بعدي " . وأقره الذهبي في " مختصر المنهاج " ( ص 473 ) .




10 /
350 – من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية .
لا أصـل لـه بـهـذا اللـفـظ .
قال الشيخ الألباني - رحمه الله - في
تعليقه على هذا الحديث المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم :
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" والله ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا ، وإنما المعروف ما روى
مسلم أن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من خلع
يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة
مات ميتة جاهلية " .

وأقره الذهبي في " مختصر منهاج السنة " ( ص 38 ) وكفى بهما حجة .

وهذا الحديث رأيته في بعض كتب الشيعة ، ثم في بعض كتب القاديانية يستدلون به
على وجوب الإيمان بدجالهم ميرزا غلام أحمد المتنبي ، ولو صح هذا الحديث لما
كان فيه أدنى إشارة إلى ما زعموا ، وغاية ما فيه وجوب اتخاذ المسلمين إماما
يبايعونه ، وهذا حق كما دل عليه حديث مسلم وغيره .

ثم رأيت الحديث في كتاب " الأصول من الكافي " للكليني من علماء الشيعة رواه
(1/377) عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن الفضيل عن الحارث بن المغيرة عن
أبي عبد الله مرفوعا . وأبو عبد الله هو الحسين بن علي رضي الله عنهما . لكن
الفضيل هذا وهو الأعور أورده الطوسي الشيعي في " الفهرست " ( ص 126 ) ثم أبو
جعفر السروي في " معالم العلماء " ( ص 81 ) ولم يذكرا في ترجمته غير أن له
كتابا ! وأما محمد بن عبد الجبار فلم يورداه مطلقا ، وكذلك ليس له ذكر في شيء
من كتبنا ، فهذا حال الإسناد الوارد في كتابهم " الكافي " الذي هو أحسن كتبهم
كما في المقدمة ( ص 33 ) .ا.هـ.

- مـلـحـوظـة :
هذا الحديث المنسوب إلى النبي صلى
الله عليه وسلم مما تلهج به الرافضة صباح مساء ، ولا تكاد تسمع رافضي إلا وهو
يستدل به ، فإذا طرحه لك أحدهم فعليك بهذا الكلام المتين من كلام شيخ الإسلام
والعلامة الألباني - رحم الله الجميع - .




11 /
351 – يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة .
مـوضـوع .
قال العلامة محمد ناصر الدين الألباني
- رحمه الله - :
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" وحديث مواخاة النبي صلى الله عليه وسلم لعلي من الأكاذيب " . وأقره الحافظ
الذهبي في " مختصر منهاج السنة " ( ص 317 ) .




12 /
352 – يا علي أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة .
مـوضـوع .
قال العلامة محمد ناصر الدين الألباني
- رحمه الله - :
وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
" وأحاديث المواخاة كلها كذب " . وأقره الذهبي في " مختصر المنهاج " ( ص460)
.




13 /
355 - الصديقون ثلاثة : حبيب النجار مؤمن آل ( يس ) الذي قال : ( يَا قَوْم
اِتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ) [ يس : 20 ] ، وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال :
( أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ ) [ غافر : 28 ] ،
وعلي بن أبي طالب هو أفضلهم .
مـوضـوع .
قال العلامة الألباني - رحمه الله - :

لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية ": " هذا حديث كذب " . وأقره الذهبي في "
مختصر المنهاج " ( ص309 ) وكفى بهما حجة .

ولما عزاه ابن المطهر الشيعي لرواية أحمد ، أنكره عليه شيخ الإسلام في رده
عليه فقال : " لم يروه أحمد لا في " المسند " ولا في " الفضائل " ، ولا رواه
أبدا ، وإنما زاده القطيعي [ قال العلامة الألباني في الحاشية : يعني على
كتاب أحمد في " فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم " انظر ص 431 – 432 من "
المختصر " ] عن الكديمي حدثنا الحسن بن محمد الأنصاري ، حدثنا عمرو بن جميع ،
حدثنا ابن أبي ليلى عن أخيه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه مرفوعا .
فعمرو هذا قال فيه ابن عدي الحافظ : " يتهم بالوضع ". والكديمي معروف بالكذب
، فسقط الحديث ، ثم قد ثبت في الصحيح تسمية غير علي صديقا ، ففي " الصحيحين "
أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أحد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اثبت أحد فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان
... " وأقره الذهبي في " مختصره " ( ص452-453) .




14 /
357 – علي إمام البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، ومخذول من خذله .

مـوضـوع .



15 /
358 – السُّـبَّق ثلاثة : فالسابق إلى موسى يوشع بن نون ، والسابق إلى عيسى
صاحب ياسين ، والسابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب .
ضـعـيـف جـداً .



16 /
4886 - يا أنس ! أول من يدخل عليك من هذا الباب : أمير المؤمنين ، وسيد
المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين . قال أنس : قلت : اللهم !
اجعله رجلاً من الأنصار – وكتمته - ؛ إذ جاء علي ، فقال : من هذا يا أنس ؟
فقلت : علي . فقام مستبشراً فاعتنقه ، ثم جعل يمسح عن وجهه بوجهه ، ويمسح عرق
علي بوجهه . قال علي : يا رسول الله ! لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعت بي من
قبل ؟! قال : وما يمنعني ، وأنت تؤدي عني ، وتسمعهم صوتي ، وتبين لهم ما
اختلفوا فيه بعدي ؟!
مـوضـوع .



17 /
4887 - إن الله تعالى عهد إلي عهداً في علي . فقلت : يا رب ! بينه لي ؟! فقال
: اسمع . فقلت : سمعت . فقال : إن علياً راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور
من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين. من أحبه أحبني ، ومن أبغضه
أبغضني .
مـوضـوع .



18 /
4888 - يا أبا برزة ! إن رب العالمين عهد إلي عهداً في علي بن أبي طالب ؛
فقال : إنه راية الهدى ، ومنار الإيمان ، وإمام أوليائي ، ونور جميع من
أطاعني .
يا أبا برزة ! علي بن أبي طالب أميني غداً يوم القيامة ، وصاحب رايتي في
القيامة ، علي مفاتيح خزائن رحمة ربي .
مـوضـوع .



19 /
4889 - ليلة أسري بي ؛ انتهيت إلى ربي عز وجل ؛ فأوحى إلي في علي بثلاث : أنه
سيد المسلمين ، وولي المتقين ، وقائد الغر المحجلين .
مـوضـوع .
قال العلامة الألباني - رحمه الله - :

( تنبيه ) :
عزا السيوطي حديث الترجمة في " الجامع
الكبير " (2/158/1) لابن النجار وحده ! فيستدرك عليه أنه رواه ابن عساكر أيضا
.

وأما قول عبد الحسين الشيعي في كتابه " المراجعات " (ص169) – بعد أن عزاه إلى
الابن النجار ؛ نقلا عن " الكنز " - : " وغيره من أصحاب السنن " .

فهذا كذب وزور ؛ فإنه لم يروه أحد من أصحاب " السنن " ، والمراد بهم أصحاب "
السنن الأربعة " : أبو داود ، النسائي ، الترمذي ، ابن ماجه ! وإنما يفعل ذلك
تضليلا للقراء ، وتقوية للحديث !

ومن ذلك أنه فرق بين الحديث وحديث الحاكم المذكور آنفا ؛ ليوهم أنهما حديثان
! والحقيقة أنهما حديث واحد ؛ لأن مداره على عبد الله بن أسعد . غاية ما في
الأمر أن الرواة اختلفوا فيه ، فبعضهم جعله في مسنده ، وبعضهم من مسند أبيه !
من أن الطرق كلها غير صحيحة كما رأيت . والله المستعان .




20 /
4890 - يا أنس ! انطلق فادع لي سيد العرب – يعني : علياً - . فقالت عائشة رضي
الله عنها : ألست سيد العرب ؟! قال : أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب . يا
معشر الأنصار ! ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لم تضلوا بعده ؟! قالوا : بلى
يا رسول الله ! قال : هذا علي ؛ فأحبوه بحبي ، وأكرموه لكرامتي ؛ فإن جبريل
صلى الله عليه وسلم أمرني بالذي قلت لكم عن الله عز وجل .
مـوضـوع .



21 /
4891 – أنت تُبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي .
مـوضـوع .
قال الشيخ العلامة الألباني - رحمه
الله - :
والحديث ؛ أورده السيوطي في " الجامع الكبير " (3/61/2) من رواية الديلمي
وحده !

وإليه عزاه الشيعي في "المراجعات " (172) ، ونقل تصحيح الحاكم إياه ، دون نقد
الذهبي له ، كما هي عادته في أحاديثه الشيعية ، ينقل كلام من صححه دون من
ضعفه !

أهكذا يصنع من يريد جمع الكلمة وتوحيد المسلمين ؟!

ولا يقتصر على ذلك ؛ بل يستدل به على :
" أن علياً من رسول الله ، بمنزلة الرسول من الله تعالى ... " !!! تعالى الله
عما يقول الظالمون علواً كبيرأً !

وأما إذا وافق الذهبي الحاكم على التصحيح ؛ فترى الشيعي يبادر إلى نقل هذه
الموافقة ، بل ويغالي فيها ؛ كما تراه في الحديث الآتي .




22 /
4892 - من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله . ومن أطاع علياً
فقد أطاعني . ومن عصى علياً فقد عصاني .
مـوضـوع .
قال العلامة الألباني - رحمه الله - :

( تنبيه ) :
ذكر الشيعي هذا الحديث في " مراجعاته " ( ص174) فقال : " أخرجه الحاكم في ص
(121) من الجزء الثالث من " المستدرك " ، والذهبي في تلك الصفحة من " تلخيصه
" ، وصرح كل منهما بصحته على شرط الشيخين " !!

قلت : وهذا كذب مكشوف عليهما ؛ فإنهما لم يزيدا على قولهما الذي نقلته عنهما
آنفا : " صحيح الإسناد " !

وكنت أود أن أقول : لعل نظر الشيعي انتقل من الحديث هذا إلى حديث آخر صححه
الحاكم والذهبي على شرطهما في الصفحة (121) ، ودِدْتُ هذا ؛ عملا بقوله تعالى
: " وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا
هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى " [ المائدة : 8 ] ، ولكن منعني منه أنه لا يوجد
في الصفحة المذكورة حديث صححه الحاكم على شرطهما ، ولا الذهبي !!

بل إنني أردت أن أتوسع في الاعتذار عنه إلى أبعد حدٍّ ؛ فقلت : لعلَّ بصره
انتقل إلى الصفحة التي قبلها ، على اعتبار أنها مع أختها تشكلان صفحة واحدة
عند فتح الكتاب ؛ فربما انتقل البصر من إحداهما إلى الأخرى عند النقل سهوا ،
ولكني وجدت أمرها كأمر أختها ، ليس فيها أيضا حديث مصحح شرط الشيخين ! فتيقنت
أن ذلك مما اقترفه الشيعي وافتراه عمدا ! فماذا يقول المنصفون في مثل هذا
المؤلف ؟!

ثم وجدت له فرية أخرى مثل هذه ؛ قال في حاشية ( ص 45 ) :
أخرج الحاكم في صفحة (4) من الجزء (3) من " المستدرك " عن ابن عباس قال : شرى
عليٌّ نفسه ولبس ثوب النبي ... الحديث ، وقد صرح الحاكم بصحته على شرط
الشيخين وإن لم يخرجاه ، واعترف بذلك الذهبي في ( تلخيص المستدرك ) !!

وإذا رجع القارئ إلى الصفحة والجزء والحديث المذكورات ؛ لم يجد إلا قول
الحاكم : " صحيح الإسناد ولم يخرجاه " ! وقول الهبي : " صحيح " !

ولا مجال للاعتذار عنه في هذا الحديث أيضا بقول : لعل وعسى ؛ فإن الصفحة
المذكورة والتي تقابلها أيضا ؛ ليس فيهما حديث آخر مصحح على شرط الشيخين .


ثم إن في إسناد ابن عباس هذا ما يمنع من الحكم عليه بأنه على شرط الشيخين ؛
ألا وهو أبو بَلْجٍ عن عمرو بن ميمون .

فأبو بلج هذا : اسمه يحيى بن سُلَيْمٍ ؛ أخرج له الأربعة دون الشيخين . وفيه
أيضا كثير بن يحيى ؛ لم يخرج له من الستة أحد ! وقال أبو حاتم : " محله الصدق
" . وذكره ابن حبان في " الثقات " . وقال أبو زرعة : " صدوق " وأما الأزدي
فقال : " عنده مناكير " .

ثم وجدت له فرية ثالثة في الحديث المتقدم برقم (3706) ، هي مثل فريتيه
السابقتين ؛ فراجعه .




23 /
4893 - يا علي ! من فارقني فقد فارق الله . ومن فارقك يا علي ! فقد فارقني .

مُـنـكـر .



24 /
4894 - يا علي ! أنت سيد في الدنيا ، سيد في الآخرة ، حبيبك حبيبي ، وحبيبي
حبيب الله ، وعدوك عدوي ، وعدوي عدو الله ، والويل لمن أبغضك بعدي .
مـوضـوع .
قال العلامة الألباني - رحمه الله - :

( تنبيه ) :
أورد الشيعي هذا الحديث في " مراجعاته " ( ص 175) من رواية الحاكم وقال : "
وصححه على شرط الشيخين " !! ولم ينقل - كعادته – رد الذهبي عليه ، وإنما نقل
المناقشة التي جرت بين ابن معين وأبي الأزهر من رواية الحاكم ، وفي آخرها قول
ابن الأزهر : " فحدثني ( عبد الرزاق ) – والله – بهذا الحديث لفظا ، فصدقه
يحيى بن معين واعتذر إليه " !

والذي أريد التنبيه عليه : هو أن تصديق ابن معين لا يعني التصديق بصحة الحديث
؛ كما يوهمه صنيع الشيعي ، وإنما التصديق بصحة تحديث أبي الأزهر عن عبد
الرزاق به . والذي يؤكد هذا ؛ رواية الخطيب المتقدمة بلفظ : " فتبسم يحيى بن
معين ؛ وقال : أما إنك لست بكذاب ، وتعجب من سلامته . وقال : الذنب لغيرك في
هذا الحديث " .

قلت : فهذا نص فيما قلته ، وهو صريح أن الحديث غير صحيح عند ابن معين . فلو
كان الشيعي عالما حقا ، ومتجردا مُنصفا ، لنقل رواية الخطيب هذه ؛ لما فيها
من البيان الواضح لموقف ابن معين من الحديث ذاته ، ولأجاب عنه إن كان لديه
جواب ! وهيهات هيهات !




25 /
4895 - يا علي ! طوبى لمن أحبك وصدق فيك . وويل لمن أبغضك وكذب فيك .
بـاطـل .



26 /
4896 - يا عمار بن ياسر ! إن رأيت علياً قد سلك وادياً وسلك الناس واديا غيره
، فاسلك مع علي ؛ فإنه لن يدلك على ردى، ولن يخرجك من هدى .
مـوضـوع.



27 /
4897 - كفي وكف علي في العدل سواء .
مـوضـوع .

قال العلامة الألباني - رحمه الله - :

ومن تدليس عبد الحسين الشيعي في " مراجعاته " ( ص 177 ) : أنه لما ذكر الحديث
مجزوما برفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لم يذكر من خرجه – كعادته - ؛
فإنه يذكره ولو كان الديلمي ، وإنما أحال به على " الكنز " موضحا رقمه فيه
وجزأه وصفحته ! دون أن يذكر من خرجه ؛ لأن فيه : " أخرجه ابن الجوزي في "
الواهيات " !

لأنه يعلم أنه لو صرح بذلك ؛ لكشف للناس عن استغلاله للأحاديث الضعيفة – بل
الموضوعة – في تسويد كتابه والاحتجاج لمذهبه . والله المستعان !




28 /
4898 - يا فاطمة ! أما ترضين أن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض فاختار رجلين
: أحدهما أبوك ، والآخر بعلك ؟!
مـوضـوع.



29 /
2955 - أنا مدينة العلم ، و على بابها ، فمن أراد العلم فليأته من بابه .
مـوضـوع .



أخرجه ابن جرير الطبري في " تهذيب الآثار " كما يأتي ، والطبراني في " المعجم
الكبير " (3/108/1) ، والحاكم (3/126) ، والخطيب في " تاريخ بغداد (11/48) ،
وابن عساكر في " تاريخ دمشق " (12/159/2) من طريق أبي الصلت عبد السلام بن
صالح الهروي : نا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس مرفوعا . وقال
ابن جرير والحاكم : " صحيح الإسناد " . ورده الذهبي بقوله : " بل موضوع " .
ثم قال الحاكم : " وأبو الصلت ثقة مأمون " . فتعقبه الذهبي بقوله : " قلت :
لا والله ، لا يقة ولا مأمون " . وقال في كتابه " الضعفاء والمتروكين " : "
اتهمه بالكذب غير واحد ، قال أبو زرعة : لم يكن بثقة . وقال ابن عدي : متهم .
وقال غيره : " رافضي " . وقال الحافظ في " التقريب " : " صدوق ، له مناكير ،
وكا يتشيع ، وأفرط العقيلي فقال : كذاب " .
قلت :
لم يوثقه أحد سوى ابن معين ، وقد اضطرب قوله فيه على وجوه :
الأول :
أنه ثقة . رواه عنه الدوري . أخرجه الحاكم (3/126) ، والخطيب في " التاريخ "
(11/50) .
الثاني :
ثقة صدوق . رواه عنه عمر بن الحسن بن علي بن مالك في " التاريخ " (11/48) .

الثالث : ما أعرفه بالكذب . وقال مرة : لم يكن عندنا من أهل الكذب . رواه عنه
ابن الجنيد . أخرجه في " التاريخ " (11/49) . وقال أحمد بن محمد القاسم بن
محرز في " جزء معرفة الرجال " ليحيى بن معين (ق 4/2) : " وسألت يحيى عن أبي
الصلت عبد السلام بن صالح الهروي ؟ فقال : ليس ممن يكذب " . ورواه عنه الخطيب
(11/50) .
الرابع :
قال أبو علي صالح بن محمد وقد سئل عن أبي الصلت : رأيت يحيى بن معين يحسن
القول فيه . كذا أخرجه الخطيب عنه . وأخرجه الحاكم (3/127) من طريق أخرى عنه
قال : " دخل يحيى بن معين ونحن معه على أبي الصلت ، فسلم عليه ، فلما خرج
تبعته فقلت له : ما تقول رحمك الله في أبي الصلت ؟ فقال : هو صدوق " .
الخامس :
ما أعرفه ! أخرجه الخطيب (11/49) من طريق عبد الخالق بن منصور قال : وسألت
يحيى بن معين عن أبي الصلت ؟ فقال : فذكره . وقال الخطيب : " قلت : أحسب عبد
الخالق سأل يحيى بن معين عن حال أبي الصلت قديما ، ولم يكن يحيى إذ ذاك يعرفه
، ثم عرفه بعد " .

قلت : وهذا جمع حسن بين هذه الأقوال ، على أنها باستثناء القول الأخير ، لا
تعارض كبير بينها كما هو ظاهر . إلا أن القول الثالث : " ما أعرفه بالكذب " .
ليس نصا في التوثيق ، لأنه لا يثبت له الضبط والحفظ الذي هو العمدة في
الرواية . فيبدو لي – والله أعلم – أن ابن معين لم يكن جازما في توثيقه ،
ولذلك اختلفت الرواية عنه ، وسائر الأئمة قد ضعفوه وطعنوا فيه فالعمدة عليهم
دونه .

وكذلك اختلف قول ابن معين في الحديث نفسه على وجوه :
الأول :
هو صحيح . أخرجه الحطيب عن القاسم بن عبد الرحمن الأنباري .
الثاني :
ما هذا الحديث بشيء . قاله في رواية عبد الخالق المتقدمة عنه .
الثالث :
قال يحيى بن أحمد بن زياد ك وسألته يعني ابن معين عن حديث أبي معاوية الذي
رواه عبد السلام الهروي عنه عن الأعمش : حديث ابن عباس ؟ فأنكره جدا . أخرجه
الخطيب (11/49) .
الرابع :
قال ابن محرز في روايته المتقدمة عن ابن معين : فقيل له في حديث أبي معاوية
عن الأعمش ... فقال : هو من حديث أبي معاوية ، أخبرني ابن نمير قال : حدث به
أبو معاوية قديما ، ثم كف عنه ، وكان أبو الصلت رجلا موسرا يطلب هذه الأحاديث
، ويكرم المشايخ ، وكانوا يحدثونه بها " .
فهذه الرواية تلتقي مع الثانية والثالثة ، لقول ابن نمير أن أبا معاوية كف
عنه .
الخامس :
حديث كذب ليس له أصل . قال ابن قدامة في " المنتخب " (10/204/1) : " وقال
محمد بن أبي يحيى : سألت أحمد عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس
مرفوعا به ( فذكره ) ، فقال أحمد : قبح الله أبا الصلت ذاك ، ذكر عن عبد
الرزاق حديثا ليس له أصل . وقال إبراهيم بن جنيد : سئل يحيى بن معين عن عمر
بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد ؟ فقال : كذاب يحدث أيضا بحديث أبي معاوية عن
الأعمش بحديث " أنا مدينة العلم ، وعلي بابها " ، وهذا حديث كذب ليس له أصل .
وسألته عن أبي الصلت الهروي ؟ فقال : قد سمع وما أعرفه بالكذب . قلت : فحديث
الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس ؟ قال : ما سمعته قط ، وما بلغني إلا عنه " !


قلت : فأنت ترى أن أكثر الروايات عن ابن معين تميل إلى تضعيف الحديث . وكأنه
لذلك تأول الخطيب الرواية الأولى عنه بأنه لا يعني صحة الحديث نفسه وإنما
يعني ثبوته عن أبي معاوية ليس إلا ، فقال عقبها : " قلت : أراد أنه صحيح من
حديث أبي معاوية ، وليس بباطل ، إذ قد رواه غير واحد عنه " .

قلت : وقد وقفت على جماعة تابعوا أبا الصلت في روايته عن أبي معاوية ، فأنا
أسوق لك أسماءهم للنظر في أحوالهم :
الأول :
محمد بن الطفيل . قال محمد بن أبي يحيى المتقدم ذكره عن يحيى ابن معين أنه
قال : حدثني به ثقة : محمد بن الطفيل عن أبي معاوية . كذا في " منتخب ابن
قدامة " (10/204/1) .

قلت : وهذه متابعة قوية إن صح السند عن ابن الطفيل فإنه " صدوق " كما في "
التقريب " ، لكن ابن أبي يحيى فيه جهالة كما سبق .

الثاني :
جعفر بن محمد البغدادي أبو محمد الفقيه .
أخرجه الخطيب في " التاريخ " (7/172-173) من رواية محمد بن عبد الله أبي جعفر
الحضرمي عنه : حدثنا أبو معاوية به . قال أبو جعفر : " لم يرو هذا الحديث عن
أبي معاوية من الثقات أحد ، رواه أبو الصلت فكذبوه " .

قلت : فيه إشارة إلى أن جعفر بن محمد ليس بثقة ، وقد قال الذهبي : " فيه
جهالة " . ثم ساق له هذا الحديث وقال : " موضوع " . وأقره الحافظ على التجهيل
، وتعقبه على قوله بأنه " موضوع " فقال : " وهذا الحديث له طرق كثيرة في "
مستدرك الحاكم " ، أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل ، فلا ينبغي أن يطلق القول
عليه بالوضع " .

كذا قال ، وفيه نظر ، فإن الحديث ليس له عند الحاكم إلا هذه الطريق ، وطريق
أخرى فقط ، وهي الآتية بعد .

الثالث :
محمد بن جعفر الفيدي . أخرجه الحاكم (3/127) وروى بسنده الصحيح عن العباس بن
محمد الدوري أنه قال : " سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي ؟ فقال : ثقة
. فقلت : أليس قد حدث عن أبي معاوية عن الأعمش " أنا مدينة العلم " ؟ فقال :
قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي ، وهو ثقة مأمون " . ورواه الخطيب أيضا
(11/50) عن الدوري بلفظ : " فقال : ما تريدون من هذا المسكين ؟! أليس قد حدث
به محمد بن جعفر الفيدي عن أبي معاوية ، هذا أو نحوه " . ولم يذكر التوثيق !
وقد قال الحافظ في ترجمة محمد بن جعفر بن أبي مواثة الكلبي أبي عبد الله وقيل
أبو جعفر الكوفي ، ويقال البغدادي العلاف المعروف بالفيدي من " التهذيب " : "
روى عنه البخاري حديثا واحدا في " الهبة "و ... ومحمد بن عبد الله الحضرمي .
ذكره ابن حبان في " الثقات " ... قلت : وقع في " الهبة " : حدثنا محمد بن
جعفر أبو جعفر ، ولم يذكر نسبه ، والذي أظن أنه القومسي ، فإنه لم يختلف في
أن كنيته أبو جعفر ، بخلاف هذا . والقومسي ثقة حافظ ، بخلاف هذا ، فإن له
أحاديث خولف فيها " . وقال في " التقريب " : " محمد بن جعفر الفيدي ...
العلاف نزل الكوفة ثم بغداد ، مقبول " .

قلت : ولينظر إذا كان جعفر بن محمد البغدادي المتقدم هو هذا أم غيره ، فقد
روى عنه الحضرمي أيضا كما تقدم ، ويكون انقلب اسمه على بعض الرواة . والله
أعلم .

الرابع :
عمر بن إسماعيل بن مجالد قال : حدثنا أبو معاوية به .
أخرجه العقيلي في " الضعفاء " (276) وروى عن ابن معين أنه قال : " عمر بن
إسماعيل شويطر ، ليس بشيء ، كذاب ، رجل سوء ، خبيث ، حدث عن أبي معاوية ... "
. قال العقيلي : " ولا يصح في هذا المتن حديث " .

الخامس :
رجاء بن سلمة : حدثنا أبو معاوية الضرير به . أخرجه الخطيب (4/348) . ورجاء
هذا قال ابن الجوزي : " اتهم بسرقة الأحاديث " .

السادس :
الحسن بن علي بن راشد . أخرجه ابن عدي (93/1) ، وعنه السهمي في " تاريخ جرجان
" (24) : حدثنا العدوي : ثنا الحسن بن علي بن راشد حدثنا أبو معاوية به .

وهذه متابعة قوية ، لأن الحسن هذا صدوق رمي بشيء من التدليس كما في " التقريب
" وقد صرح بالتحديث ، لولا أن العدوي هذا كذاب واسمه الحسن بن علي بن زكريا
البصري الملقب بالذئب ! فهي في حكم المعدوم ! ولذلك قال ابن عدي : " وهذا
حديث أبي الصلت الهروي عن أبي معاوية ، على أنه قد حدث به غيره ، وسرقه منه
من الضعفاء ، وليس أحد ممن رواه عن أبي معاوية خيرا وأصدق من الحسن بن علي بن
راشد الذي ألزقه العدوي عليه " .

قلت : فهولاء ستة متابعين لأبي الصلت ، ليس فيهم من يقطع بثقته ، لأن من وثق
منهم ، فليس توثيقه مشهورا ، مع قول أبي جعفر الحضرمي المتقدم : " لم يروه عن
أبي معاوية من الثقات أحد " .

مع احتمال أن يكونوا سرقوه عن أبي الصلت ، وهو ما جزم به ابن عدي كما تقدم
ويأتي .

وقد وجدت لأبي معاوية متابعا ، ولكنه لا يساوي شيئا ،فقال ابن عدي ( ق
182-183 ) : حدثنا أحمد بن حفص السعدي : ثنا سعيد بن عقبة عن الأعمش به ؛
وقال : " سعيد بن عقبة ، سألت عنه ابن سعيد ؟ فقال : لا أعرفه . وهذا يروى عن
أبي معاوية عن الأعمش ، وعن أبي معاوية يعرف بأبي الصلت عنه ، وقد سرقه عن
أبي الصلت جماعة ضعفاء ، فرووه عن أبي معاوية ، وألزق هذا الحديث على غير أبي
معاوية ، فرواه شيخ ضعيف ، يقال له : عثمان بن عبد الله الأموي عن عيسى بن
يونس عن الأعمش . وحدثناه بعض الكذابين عن سفيان بن وكيع عن أبيه عن الأعمش "
.

قلت : وأحمد بن حفص السعدي شيخ ابن عدي في هذا المتابع ؛ قال الذهبي : " صاحب
مناكير ، قال حمزة السهمي : لم يتعمد الكذب . وكذا قال ابن عدي " . وقال في
سعيد بن عقبة عقب الحديث : " لعله اختلفه السعدي " . وعثمان بن عبد الله
الأموي الراوي عن المتابع الثاني ؛ قال الذهبي في " الضعفاء " : " متهم ،
واهٍ ، رماه بالوضع ابن عدي وغيره " .

قلت : ومع ضعف هذه الطرق كلها ، وإمساك أبي معاوية عن التحديث به ؛ فلم يقع
في شيء منها تصريح الأعمش بالتحديث . فإن الأعمش وإن كان ثقة حافظا لكنه يدلس
كما قال الحافظ في " التقريب " ، لا سيما وهو يرويه عن مجاهد ، ولم يسمع منه
إلا أحاديث قليلة ، وما سواها فإنما تلقاها عن أبي يحيى القتات أو ليث عنه .
فقد جاء في " التهذيب " : " وقال يعقوب بن شيبة في " مسنده " : ليس يصح
للأعمش عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة ، قلت لعلي بن المديني : كم سمع الأعمش من
مجاهد ؟ قال : لا يثبت منها إلا ما قال : " سمعت " ، هي نحو من عشرة ، وإنما
أحاديث مجاهد عنده عن أبي يحيى القتات . وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه : في
أحاديث الأعمش عن مجاهد ، قال أبو بكر بن عياش عنه : حدثنيه ليث عن مجاهد " .


قلت : وأبو يحيى القتات ، وليث – وهو ابن أبي سليم – كلاهما ضعيف . فما دام
أن الأعمش لم يصرح بسماعه من مجاهد في هذا الحديث ، فيحتمل أن يكون أخذه
بواسطة أحد هذين الضعيفين ، فبذلك تظهر العلة الحقيقة لهذا الحديث ، ولعله
لذلك توقف أبو معاوية عن التحديث به . والله أعلم . وقد روي الحديث عن علي
أيضا ، وجابر ، وأنس بن مالك .

1 –
أما حديث علي ؛ فأخرجه الترمذي واستغربه ، وقد بينت عليته في تخريج " المشكاة
" (6087) .
2 –
وأما حديث جابر ، فيرويه أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني : ثنا عبد الرزاق
: ثنا سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن عثمان
التيمي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وهو آخذ بيد
علي يقول : " هذا أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من
خذله ، - يمد بها صوته - ، أنا مدينة العلم ... " .
أخرجه الحاكم (3/127 و 129) مفرقا ، والخطيب (2/377) . وقال الحاكم : "
إسناده صحيح " ! ورده الذهبي بقوله : " قلت : العجب من الحاكم وجرأته في
تصحيح هذا وأمثاله من البواطيل ، وأحمد هذا دجال كذاب " . وقال في الموضع
الثاني : " قلت : بل والله موضوع ، وأحمد كذاب ، فما أجهلك على سعة معرفتك "
. وقال الخطيب في ترجمة أحمد هذا وقد ساق له الشطر الأول من الحديث : " وهو
أنكر ما حفظ عليه . قال ابن عدي : كان يضع الحديث " .

3 –
وأما حديث أنس ؛ فله عنه طريقان :
الأولى : عن محمد بن جعفر الشاشي : نا أبو صالح احمد بن مزيد : نا منصور بن
سليمان اليمامي : نا إبراهيم بن سابق : نا عاصم بن علي : حدثني أبي عن حميد
الطويل عنه مرفوعا به دون قوله : " فمن أراد ... " وزاد : " وحلقتها معاوية "
! أخرجه محمد بن حمزة الفقيه في " أحاديثه " (214/2) .

قلت : وهذا إسناد ضعيف مظلم ، من دون عاصم بن علي لم أعرف أحدا منهم ، ووالد
عاصم – وهو علي بن عاصم بن صهيب الواسطي – ضعيف ؛ قال الحافظ : " صدوق ،
يخطىء ، ويصر " .

ولست أشك أن بعض الكذابين سرق الحديث من أبي الصلت وركب عليه هذه الزيادة
انتصارا لمعاوية رضي الله عنه بالباطل ، وهو غني عن ذلك .

الثانية : عن عمر بن محمد بن الحسين الكرخي : نا علي بن محمد بن يعقوب
البردعي : نا أحمد بن محمد بن سليمان قاضي القضاة بـ ( نوقان ) : حدثني أبي :
نا الحسين بن تميم بن تمام عن أنس بن مالك به دون الزيادة ، وزاد : " ...
وأبو بكر وعمر وعثمان سورها ، وعلي بابها .. " .

أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (13/176/2) وقال : " منكر جدا ، إسنادا
ومتنا " .

قلت : بل باطل ظاهر البطلان من وضع بعض جهلة المتعصبين ممن ينتسبون للسنة .


وجملة القول ؛ أن حديث الترجمة ليس في أسانيده ما تقوم به الحجة ، بل كلها
ضعيفة ، وبعضها أشد ضعفا من بعض ، ومن حسنه أو صححه فلم ينتبه لعنعنة الأعمش
في الإسناد الأول . فإن قيل : هذا لا يكفي للحكم على الحديث بالوضع .

قلت : نعم ، ولكن في متنه ما يدل على وضعه كما بينه شيخ الإسلام ابن تيمية
رحمه الله تعالى في " منهاج السنة " قال : " وحديث " أنا مدينة العلم وعلي
بابها " أضعف وأوهى ، ولهذا إنما يعد في الموضوعات وإن رواه الترمذي ، وذكره
ابن الجوزي وبين أن سائر طرقه موضوعة ، والكذب يعرف من نفس متنه ، فإن النبي
صلى الله عليه وسلم إذا كان مدينة العلم ، ولم يكن لها إلا باب واحد ، ولم
يبلغ العلم عنه إلا واحد ؛ فسد أمر الإسلام . ولهذا اتفق المبلغون أهل
التواتر الذين يحصل العلم بخبرهم للغائب ، وخبر الواحد لا يفيد العلم بالقرآن
والسنن المتواترة . وإذا قالوا : ذلك الواحد المعصوم يحصل العلم بخبره . قيل
لهم : فلا بد من العلم بعصمته أولا ، وعصمته لا تثبت بمجرد خبره قبل أن نعرف
عصمته لأنه دور ولا إجماع فيها . ثم علم الرسول صلى الله عليه وسلم من الكتاب
والسنة قد طبق الأرض ، وما انفرد به علي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيسير قليل ، وأجل التابعين بالمدينة هم الذين تعملوا في زمن عمر وعثمان .
وتعليم معاذ للتابعين ولأهل اليمن أكثر من تعليم علي رضي الله عنه ، وقد علي
على الكوفة وبها من أئمة التابعين عدد : كشريح ، وعلقمة ومسروق وأمثالهم " .
[ " منهاج السنة " (4/138-139) ، " مختصره " ( ص 496-497 ) ] .

ثم رأيت ابن جرير الطبري قد أخرج الحديث في " التهذيب " (1/90-91/181-182) من
طريق عبد السلام وإبراهيم بن موسى الرازي وقال : " والرازي هذا ليس بالفراء ،
( وقال ) : لا أعرفه ولا سمعت منه غير هذا الحديث .

قلت : قال ابن عدي : " له حديث منكر عن أبي معاوية " . وكأنه يعني هذا .

قلت : وقد خفي على الشيخ الغماري كثير من هذه الحقائق ، فذهب إلى تصحيح
الحديث في رسالة له سماها " فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي "
والرد عليه يتطلب تأليف رسالة ، والمرض والعمر أضيق من ذلك ، لكن بالمقابلة
تتبين الحقيقة لمن رأها .ا.هـ.

إضـافـة :
هذا الحديث من الأحاديث التي أجاب
عنها الحافظ ابن حجر – رحمه الله - في كتاب " المصابيح " ، وانتقد الحافظَ
ابنَ حجر – رحمه الله – عمرو عبد المنعم في كتاب " النّقدُ الصَّريحُ لأجوبة
الحافظ ابن حجر عن أحاديث المصابيح " ( ص 101-120) ، وقد أطال الشيخ عمر عبد
المنعم في تخريج الحديث ، لولا خشية الإطالة لنقلته بنصه ، ولكن تكفي الإحالة
لمن أراد الاستزادة .




30 /
4899 - أنا المنذر ، وعلي الهادي ، بك يا علي ! يهتدي المهتدون [ بعدي ] .

مـوضـوع .

قال العلامة الألباني - رحمه الله - :
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://minhaj.ahlamontada.com
 
التَّخْرِيجَاتُ الْأَلْبَانِيَّةُ لِكتابِ " الْمُرَاجَعَات "
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منهاج السنة للرد على الشيعة :: ۞ الْمَكْتَبَةُ السُّنِّيَّةُ الشِّيعِيَّةُ ۞-
انتقل الى: