أولاً : الحديث رواه الإمام أحمد وأبو يَعلَى بِلفظ نحو هذا اللفظ ، وإسناده حَسَن .
وثانيا :
عائشة رضي الله عنها قالت : " فَمِنْ سَفَهِي وَحَدَاثَةِ سِنِّي " ، فهي
جارية حديثة السِّنّ ، وهي قد اعترفت بهذا وأنْكَرَتْه ، وهي معذورة على
ذلك لِجهلها وحداثة سِنّها آنذاك .
ولو فَعَل الإنسان ما نُهِي عنه ثم تاب ، تاب الله عليه .
قال عليه الصلاة والسلام : إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا اعْتَرَفَ بِذَنْبِهِ ثُمَّ تَابَ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ . رواه البخاري ومسلم .
وثالثا : لا يَحِقّ للرافضة الاعتراض على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بسبب ذلك ؛ لأن الرافضة إلى اليوم وإلى غد ! أهْل لَطْم وُجوه وضَرْب صدور وشقّ جيوب ، وغير ذلك مِن الطوامّ التي يفعلونها في ذِكْريات المآتِم أيًّا كانت !
وعَجيب
أن تتكلّم الرافضة عن الندب وضَرْب الوجه ، وأن عائشة خالفَتْ أمر رسول
الله صلى الله عليه وسلم ، وهم يُخالفونه في كلّ حين !!
ولا تَزَال الرافضة تُخالِف أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله ، وتعصيه ليلا ونهارا ، وتُخالِف أوامِره .
ألَم يَقُل النبي صلى
الله عليه وسلم : لا تسبوا أصحابي . لا تسبوا أصحابي ، فو الذي نفسي بيده
لو أن أحدكم أنفق مثل أحدٍ ذهبا ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه . رواه
البخاري ومسلم .
ألَم يَقُل عليه الصلاة والسلام : عليكم بِسُنَّتي ، وسُنّة الخلفاء الراشدين المهديين ، عضوا عليها بالنواجذ . رواه الإمام أحمد .
ألَم يَقُل عليه الصلاة
والسلام : إذا ذُكر أصحابي فأمْسِكُوا ، وإذا ذُكرت النجوم فأمسكوا ، وإذا
ذُكر القَدَر فأمسكوا . رواه الطبراني في الكبير واللالكائي في الاعتقاد .
وصححه الألباني .
هذا في حقّ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم و رضي الله عنهم .
ومثله في حقّ أمهات
المؤمنين ؛ فإن الذي يسبّ زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وهُنّ أمهات
المؤمنين قد تعرّض للنبي صلى الله عليه وسلم بالسبّ والانتقاص .
وهُنّ أمهات المؤمنين بِنَصّ القرآن .
قال تعالى : (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) .
والرافضة لا تطعن في
أمهات المؤمنين وفي الصحابة إلاّ لِغِلّ في صدورهم على الإسلام ، وذلك لأن
الطعن في عِرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي صحابته طَعْن في رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
لِماذا يطعن الرافضة في الصحابة ؟
يُجيبك إمام دار الهجرة - الإمام مالك بن أنس - قبل أكثر من ألف سنة بِقوله عن الرافضة :
قومٌ أرادوا الطعن في
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يُمكنهم ذلك ، فطعنوا في الصحابة ، ليقول
القائل : رَجُل سُوء كان له أصحاب سُوء ، ولو كان رجلا صالحا لكان أصحابه
صَالِحِين .
ويُجيبك أبو زرعة الرازي قبل أكثر من ألف سنة بِقَوله :
إذا رأيت الرجل ينتقص
أحدًا مِن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعْلم أنه زِنديق ، وذلك أن
الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق والقرآن حق ، وإنما أدّى إلينا هذا
القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يريدون أن
يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى وهم زنادقة . اهـ .
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية عن الصحابة رضي الله عنهم
: فإن القَدْح في خير القرون الذين صحِبُوا الرسول صلى الله عليه وسلم
قَدْحٌ في الرسول عليه الصلاة والسلام ... فهؤلاء الذين نَقَلُوا القرآن
والإسلام وشرائع النبي صلى الله عليه وسلم .
والله تعالى أعلم .