{فَأَمّا الْـمُبْهَمُ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ ، أَوْ من سُمِّيَ وَلَمْ تُعْرَفْ عَيْنُهُ فهذا ممن لا يَقْبَلُ رِوَايَتَهُ أَحَدٌ عَلِمْنَاهُ}.(5)
العِلّة الثالثة: نُصَيْر ابن زياد الطَّائِي منكر الحديث.
قال الإمام الذهبي:
نُصَيْر بن زياد الطَّائيّ الكُوفيّ
قال الأزْديُّ: مُنْكَرُ الحديث.(6)
وعليه فالسند ساقط ضعيف لا يصح الاحتجاج به.
العِلّة الرابعة: شيخ أبي عبيد مجهول.
فأبو عبيد يقول: وَحُدِّثْتُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ هِشَامٍ !
فمن الذي حَدَّثَ أبا عبيدٍ بهذه الرواية ؟ لا ندري
ورواية المجهول مردودة كما بَيَّـنَّا منذ قليل.
ثانياً: كتب أخرى تذكر الرواية:
لا يفوتني أن أنبِّه أن كل الكتب التي وقفت عليها تذكر هذه الرواية بنفس هذا الإسناد بل منها كتب ترويها عن راو آخر ضعيف وهو يحيى ابن يزيد الحِمَّاني فلقد ذكرها:
1- ابن أبي شيبة في مسنده.(7)
2- أبو عمر الدوري في كتابه قراءات النبي صلى الله عليه وسلم.(
3- البخاري في كتابه التاريخ الكبير.(9)
4- أبو بكر ابن أبي داود السجستاني في كتابه المصاحف.(10)
5- عبد الرحمن ابن أبي حاتم في كتابه تفسير القرآن العظيم.(11)
6- أبو نعيم الأصبهاني في كتابه معرفة الصحابة .(12)
7- أبو بكر البزّار في مسنده.(13)
ثالثاً: الرواية تخالف الصحيح المتفق عليه:
هذه الرواية مخالفة لما اتفقت عليه الأمة الإسلامية
روى الإمام البخاري في صحيحه: عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ قَالَ:
وأقول أننا لا نُثْبِتُ قراءةً من قراءاتِ القرآن الكريم إلا إذا توافر فيها شروط ثلاثة:
1- اتصال السند.
2- موافقة الرسم العثماني ولو احتمالاً.
3- موافقة وجه من أوجه النحو.
فهذه القراءة {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ صِدِّيقِينَ وَرُهْبَاناً} ليست صحيحة السند وكذلك ليست موافقة للرسم العثماني . إذاً فهي قراءة شاذة لا تثبت.
رابعاً: من فمك أُدينك:
ألم ينظر هؤلاء إلى ما في كتبهم ؟ ألم يروا حجم التحريفات والتخريفات التي في كتابهم ؟
وهل من كان بيته من زجاج يستطيع أن يقذف الناس بالحجارة ؟
يقول المؤرخ الكبير وِل ديورانت:
{وترجع أقدم النسخ التي لدينا من الأناجيل الأربعة إلى القرن الثالث. أما النسخ الأصلية فيبدو أنها كُتبت بين عامي 60، 120م ، ثم تعرضت بعد كتابتها مدى قرنين من الزمان لأخطاء في النقل ، ولعلها تعرضت أيضاً لتحريف مقصود يُراد به التوفيق بينها وبين الطائفة التي ينتمي إليها الناسخ أو أغراضها}.(16)
ويقول:
{وملاك القول أنّ ثمة تناقضاً كثيراً بين بعض الأناجيل والبعض الآخر ، وأن فيها نقاطاً تاريخيةً مشكوكاً في صحتها ، وكثيراً من القصص الباعثة على الريبة والشبيهة بما يروى عن آلهة الوثنيين. وكثيراً من الحوادث التي يبدو أنها وضعت عن قصد لإثبات وقوع النبوءات الواردة في العهد القديم ، وفقرات كثيرة ربما كان المقصود منها تقدير أساس تاريخي لعقيدة متأخرة من عقائد الكنيسة أو طقس من طقوسها} .(17)
مراجع البحث:
(1) فضائل القرآن للإمام أبي عبيد القاسم ابن سلّام ص298 ، ط دار ابن كثير – بيروت .
(2) علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح ص11 ، ط دار الفكر المعاصر – لبنان ، دار الفكر – سوريا ، ت: نور الدين عنتر .
(3) لسان الميزان للإمام ابن حجر العسقلاني ج1 ص208 ط مكتب المطبوعات الإسلامية – بيروت ، ت: سلمان عبد الفتاح أبو غدة.
(4) علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح ص111 ، ط دار الفكر المعاصر – لبنان ودار الفكر – سوريا ، ت: نور الدين عنتر .
(5) الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث للإمام ابن كثير ص92 ، تأليف أحمد شاكر ، ط دار الكتب العلمية – بيروت .
(6) تاريخ الإسلام للإمام الذهبي ج12 ص423 ط دار الكتاب العربي – بيروت ، ت: د/عمر عبد السلام تدمري.
(7) مسند ابن أبي شيبة للإمام أبي بكر ابن أبي شيبة ج1 ص309 ط دار الوطن – الرياض ت: عادل الغزاوي ، أحمد المزيدي.
( قراءات النبي صلى الله عليه وسلم للإمام أبي عمر الدوري ص90 ح40 ط مكتبة الدار بالمدينة المنورة ، ت: د/حكمت بشير ياسين.
(9) التاريخ الكبير للإمام محمد ابن إسماعيل البخاري ج8 ص116ط دائرة المعارف العثمانية ، حيدر آباد – الدكن.
(10) المصاحف للإمام أبي بكر ابن أبي داود السجستانيج1 ص476 ط دار البشائر – بيروت ، ت: د/محب الدين عبد السبحان واعظ.
(11) تفسير القرآن العظيم للإمام ابن أبي حاتم ج4 ص1183ط مكتبة مصطفى نزار الباز – الرياض ، ت: أسعد محمد الطيّب.
(12) معرفة الصحابة للإمام أبي نعيم الأصبهاني ج3 ص1330 ط دار الوطن – الرياض ، ت: عادل العزازي.
(13) البحر الزخَّار مسند البزّار للإمام أبي بكر البزار ج6 ص499 ط مكتبة العلوم والحكم – المدينة المنورة ، ت: د/محفوظ الرحمن زين الله.
(14) صحيح البخاري للإمام محمد ابن إسماعيل البخاري ص1282 ح5019 ، ط دار بن كثير – بيروت .
(15) فـتح الباري شرح صحيح البخاري للإمام بن حجر العسقلاني ج11 ص251 ، ط دار طيبة – القاهرة ، ت: نظر محمد الفَاريابي .
(16) موسوعة قصة الحضارة للمؤرخ وِل ديورانتج11 ص207 ، ط دار الجيل – بيروت ، ترجمة ذكي نجيب محمود.
(17) موسوعة قصة الحضارة للمؤرخ وِل ديورانت ج11 ص210 ، ط دار الجيل – بيروت ، ترجمة ذكي نجيب محمود.