(مقدمة)
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسئيات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلى يوم الدين.
وبعد: فأضع بين يدي القارئ الكريم بعضاً من المسائل التي تتعلق بالمعتقد الشيعي (الرافضي)، حاولت فيها أن أُجلي الصورة عن خفايا هذا المعتقد، أو أصحح بعض الأفكار تجاه هذا المعتقد الذي جرّ على الأمة ويلات ومحن ! .
ولقد دعاني إلى كتابة تلك المسائل هو جهل كثير من أهل السنة بحقيقة المعتقد، بل وحتى كثير من عوام الشيعة يجهلون حقيقة مذهبهم ! . ويتردد على ألسنة كثير من الناس أن أولئك القوم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، ويصلون معنا، ويصومون .. إلخ .. من تلكم العبارات . ولكن كثير من أهل السنة لا يعلمون بحقيقة عقيدة التقية التي يحتمي بها أولئك القوم ويتقربون بها إلى مولاهم ، ولا يعلمون بالعقائد التي يخفونها ويتدينون بها .
وسوف نأتي في هذه الرسالة على بعض عقائد الشيعة الإمامية الذي هو غالب ما يعتقده الشيعة اليوم في معظم أجزاء المعمورة .
بقي أن أشير إلى أن مادة هذه الرسالة مستقاة من كتاب السنة النبوية لشيخ الإسلام بن تيمية-رحمه الله- وكتاب أصول مذهب الشيعة الاثنا عشرية للشيخ ناصر القفاري -حفظه الله- وهذا من باب رد الحق إلى أهله فجزاهما الله خيرا .
فأسأل مولانا الجليل أن يعيننا على إكمال مابدأناه، إنه ولي ذلك والقادر عليه، فبه المستعان وعليه التكلان، وبالله التوفيق .
1- مؤسس المذهب، وإنقسام الشيعة إلى ثلاثة طوائف في مرحلة النشأة .
تظافرت الروايات التي لا تدع مجالاً للشك، بأن واضع بذرة التشيع الأولى هو عبد الله بن سبأ اليهودي الديانة . قدم من اليمن بغرض إفساد دين المسلمين، كما أفسد اليهود دين النصارى عندما دخل (بولص) في النصرانية وتسنم المناصب العالية التي مكنته من إدخال الضلالات إلى دين النصارى . وعبد الله بن سبأ (ابن السوداء) هاله ما رأى من علو الإسلام والمسلمين، فأعلن إسلامه وأظهر الديانة، ولكنه استبطن النفاق والكفر وأضمر الشر والكيد للإسلام .
فجاء إلى المدينة زمن عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وكان هو محرك الناس على إمامهم إذ ذاك عثمان بن عفان -رضي الله عنه- والذي على إثرها قُتل شهيداً -رضي الله عنه - وجمعنا بنبينا صلى الله عليه وسلم وبصحابته الكرام .
ولما تولى علي-رضي الله عنه- إمامة المسلمين، وجد ابن السوداء أن هناك جماعة من الناس تتشيع لعلي-رضي الله عنه - وأهل بيته، وكانت تلك تُعظم علياً وتحبه لقربه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم تكن تفضله على الشيخين أبي بكر وعمر-رضي الله عنهما-، إلا من ألحد وغلى (انظر منهاج السنة لابن تيمية 7/391). فاستفاد ابن السوداء من هذه المحبة، فعمل على تأجيجها في النفوس، ووضعت الأحايث في فضائل علي -رضي الله عنه- ، التي أوجدت نوعاً من التعظيم غير اللائق بمقام البشرية والصحبة، وكانت تلك مهيئة للنفوس لما بعدها . ثم لما تمكن التعظيم الغالي من قلوب فريق من الشيعة، أظهر ابن السوداء عبدالله ابن سباً القول بإلهية علي -رضي الله عنه-، الأمر الذي أفقد أمير المؤمنين -علي رضي الله عنه- صوابه ! كيف يعبد من دون الله ؟ ! . فأمر بالإخاديد وخدت، وبالنار فأضرمت وأنشد :
لما رأيت الأمر أمراً منكراً أججت ناري ودعوت قنبراً
فكان كل من لا يرجع عن مقولته النكراء تلك يرمي في النار . وقيل إنه كان يقتلهم ثم يرميهم في النار . ولكن الثابت أن ابن عباس أنكر عليه طريقة قتله لا أصل القتل، فهم مرتدون يجب قتلهم . قال ابن عباس : لو كنت أنا لقتلتهم لقول صلى الله عليه وسلم : ( من بدل دينه فاقتلوه ) . والعجب يأخذك إذا علمت أنه وبعد أن أمر علي رضي الله عنه بإضرام النار -وعقوبة كل من لم يرجع عن مقالته تلك - قال أولئك المفتونون : لا يعذب بالنار إلا رب النار !!، فتلاعب بهم الشيطان وأرداهم .
وفائدة القول :
أن طوائف الشيعة في زمن علي رضي الله عنه ثلاث طوائف :
الطائفة الأولى : هم الذين زعموا أن علياً إلههم . وهؤلاء لما علم بهم أحرق من لم يرجع عن قوله ويتوب .
الطائفة الثانية : هم الذين كانوا يسبون أبا بكر وعمر (رضي الله عنهما) وهذا يتمثل في ابن السوداء، وهذا لما طلبه علي بن أبي طالب هرب وترك المدينة .
الطائفة الثالثة : هم الذين يفضلونه على أبي بكر وعمر : وهؤلاء رد عليهم مراراً، وقال على منبر الكوفة : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر . وكان يقول: لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري . (انظر فتاوى ابن تيمية 13/32-34)
2- تفريق السلف في التعامل بين الشيعة والخوارج .
كان ظهور فرقتا الشيعة والخوارج متزامنا بعض الشيء، إلا أن السلف فرقوا في التعامل بين الفرقتين، والناظر في كتب التاريخ والحديث يرى أن وطأة السلف على الخوارج أشد، وذلك لأن السلف قاتلوا الخوارج ولم يقاتلوا الشيعة، ثم إنك تجد أن المحدثين يجوزون النقل عن الخوارج ولا يجوزونه عن الروافض ! . وقد يذهب العقل كل مذهب ويحتار في موقف السلف من الفرقتين .ولكن يزول عجبك وحيرتك إذا علمت أن السلف فرقوا في علاج كلتا الفرقتين لاعتبارات وفروق بينهما :
الفرق الأول: أن الخوارج أهل زهد وعبادة مريدون للحق، لكن أخطأوا وضلوا السبيل، ولم يكن لهم قدوة في العلم والإيمان يأخذون عنهم دينهم، فأولوا القرآن وضلوا في ذلك ضلالاً مبيناً، فكان ذلك وبالاً عليهم ، فكان من سوء تأويلهم أنهم حكموا بالكفر على كثير من المسلمين بموجب تأويلهم الفاسد، فكانوا يقتلون أولاد المسلمين لما حكموا بكفر آبائهم ويرددون قول الله تعالى: { وقال نوحٌ رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً . إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفار } [نوح:26-27] ، وقتلوا خبيب بن عدي رضي الله عنه وبقروا بطن جاريته ولم يروا بذلك بأساً، وكانوا يتحرجون الأكل من مزارع أهل الكتاب ! .
وأما الرافضة: فأصل دينهم زندقة وخروج عن ملة الإسلام، وواضع دينهم يبتغي الكيد للإسلام والنيل منه، ولذا تجد في عقائدهم كثير من الخرافات المستمدة من الفرس والمجوس والنصارى واليهود ، فهي عقائد مركبة -وسوف يأتي الكلام على ذلك إن شاء الله -. ولذلك حكم كثير من علماء أهل الإسلام بإسلام الخوارج، كقول علي رضي الله عنه فيهم لما سألوه : أكفار هم ؟ . فقال رضي الله عنه : من الكفر فروا . وأما الروافض، فالغلاة منهم لا شك في كفرهم ، وأما من دونهم فمن جاء بناقض من نواقض الإسلام حُكم بكفره ، ومن لم يأتي بناقض فهو على البراءة وهذا عزيزٌ الآن فيهم .
الفرق الثاني : أن الكذب في الرافضة كثير وهو مشهور عنهم ولذلك يقال: أكذب من رافضي . وأما الخوارج فغالبهم أهل زهد وعبادة ويتحرجون من الكذب لأنه كبيرة من كبائر الذنوب ، ومرتكب الكبيرة على أصل الخوارج مخلد في النار ! . ولذلك هم يتقون الكذب ويتحرزون من الوقوع فيه، ولذلك تجد بعض المحدثين يجوز النقل عن الخوارج، كما أخرج البخاري لعمر بن عبيد وهو من رؤوس الخوارج . ولم يخرج المحدثون من كان غالياً في التشيع، ولكنهم كانوا يروون عمن فيه تشيع خفيف، وكانوا يدققون النظر في الروايات التي تقوي مذهبهم أو تدعو إليه-وأنظر هذا مبسوطاً في كتب الجرح والتعديل - .
الفرق الثالث: أن من أصول الخوارج، الخروج على الأئمة بالسيف، وهم يرون هذا تديناً يدينون الله به، وأما الروافض فهم أجبن من ذلك، ويعللون ذلك بأنهم لا يخرجون إلا بعد عودة إمامهم فيصرونه ويقتلون (العامة) أي أهل السنة والجماعة وينكلون بهم .
ولذلك قاتل السلف الخوارج وقتلوهم، وذلك لأنهم حملوا السيف على المسلمين، وعليٌ رضي الله عنهم لما اعتزلوه، لم يمنعهم من الصلاة ومخالطة إخوانهم المسلمين، حتى استباحوا الدم المعصوم وقتلوا خبيباً ، ولما طالبهم بمن قتله، أبوا وقالوا: كلنا قتله ! . فعندئذ قاتلهم علي رضي الله عنه . وله في هذا أصل وسلف :
أما الأصل : فهو إخبار المعصوم صلى الله عليه وسلم عنهم وبخروجهم ، وتوعدهم صلى الله عليه وسلم بالقتل، وذكر أجر قاتهلم .
وأما السلف : فإن عمر رضي الله عنه لما قُتل في اليمن رجل، وكان القاتلة عدد من الرجال ، قتلهم عمر وقال : لو تمالأ عليه أهل صنعاء أو اليمن -[الشك مني ]- لقتلتهم به . أضف إلى ذلك أن علياً رضي الله عنه، خليفة راشد وله سنة متبعة .
تلكم بعض الفروق بين الخوارج والرافضة ، والتي تبين كيف تعامل السلف مع كلا الفرقتين .
3- أكثر عقائد وعبادات الشيعة ملفقة من عقائد الأمم الكافرة.
أصل دين الشيعة وواضع بذورها هو عبد الله بن سبأ اليهودي الأصل، تظاهر بالإسلام لإفساده، كما أفسد بولص دين النصرانية . قال الشيخ ناصر القفاري-حفظه الله- ولهذا أشار القمي، والنوبختي، والكشي، وهم من شيوخ الشيعة القدامى .. وذلك حين استعرضوا آراء ابن سبأ والتي أصبحت فيما بعد من أصول الشيعة قالوا: (فمن هنا قال من خالف الشيعة: إن أصل الروافض كان مأخوذا من اليهودية ) [(انظر: أصول مذهب الإمامية (1/82) وفي الحاشية ذكر المصادر: القمي: المقالات والفرق ص20 ، والبوبختي : فرق الشيعة ص22، رجال الكشي ص108 )] .
وعلى هذا فلا تعجب أخي إن رأيت كثيراً مما عليه الرافضة في معتقداتهم وعباداتهم، قد جلبوه من أمم كافرة حرفت كتبها، وأشركت بربها، وضلت عن الصراط المستقيم، أو من فرق خالفت نهج محمد صلى الله عليه وسلم وابتدعت في دين الله ما لم يأذن به . وسوف نتعرض لمشابهة الشيعة للأمم السابقة لترى كيف ركبوا دينهم من أديان مختلفة . يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في المنهاج (7/210) : فالرافضة فيهم شبه من اليهود من وجه، وشبه من النصارى من وجه. ففيهم شرك وغلو وتصديق بالباطل كالنصارى، وفيهم جبن وكِبر وحسد وتكذيب بالحق كاليهود .
فالنصارى أدعوا بأن عيسى إلها فعبدوه من دون الله ، وكذا الشيعة ادعوا في علي بن أبي طالب رضي الله عنه الإلهية . وهم الآن وإن كانوا لا يصرحون بذلك، إلا أنهم خلعوا عليه من الصفات والأفعال، ما لايقدر عليها إلا الله، كجلب النفع، ودفع الضر، وإغاثة المستغيث، وإجابة الداعي ... إلخ .
وقالت اليهود : إن إلياس عليه السلام، وفنحاس بن عازار بن هارون عليه السلام، أحياء إلى اليوم . (انظر : أصول مذهب الشيعة للقفاري (1/83) والفصل لابن حزم : 5/37) ، والمجوسية تدعي أن لهم منتظراً حياً باقياً مهدياً من ولد بشتاف ابن بهراسف يقال له : أبشاوثن، وأنه في حصن عظيم من خراسان والصين (أصول مذهب الإمامية:2/833). وكذلك الشيعة؛ فإن عبد الله بن سبأ لما جاءه خبر موت علي بن أبي طالب كذبه وقال : لو أتيتمونا بدماغه في سبعين صرة ما صدقنا موته، ولا يموت حتى يملأ الأرض عدلاً كما ملئت جوراً . وكذا قولهم في محمد بن الحسن العسكري بأنه حي لم يمت، وسوف يخرج آخر الزمان من سرداب سامراء ، يملأ الأرض عدلاًً كما ملئت جوراً.. ! . (وللفائدة انظر: أصول مذهب الشيعة الإمامية: (2/824)].
وقالت اليهود -أيضاً- بالبداء، وهذا موجود في التوراة التي حرفها اليهود، ونقلها ابن سبأ إلى الشيعة، والسبأية تقول بذلك . وعقيدة البداء من أصول عقيدة الشيعة، وهم يعظمونها تعظيماً شديداً، فقالوا: ( ما عبد الله بشيء مثل البداء ) ، ( ولو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه ) ( أصول الكافي لابن بابويه : 1/146، 148) انظر أصول مذهب الإمامية 2/937) . والبداء معناه : الظهور بعد الخفاء، أو نشاة الرأي الجديد . ولإيضاح ذلك يقال: إن أئمة الروافض لما كان عندهم أن أئمتهم معصومون من الكذب، أو الإخبار بخلاف الواقع، وكانوا يخبرون بالمغيبات . فإذا وقع الأمر خلاف قولهم لجأوا إلى عقيدة البداء ، وقالوا : قد بدا لربكم كذا وكذا، أي أن الله ظهر له أمر آخر جعله يغير حكمه أو خبره . وهذا القول منهم ضلال وكفر، لأنه ينسب الجهل إلى الله -تعالى عما يقولون علواً كبيرا ً - .
والفرس تدين بالملك ووراثة الحكم في البيت المالك، ولا تقيم للشورى وانتخاب الخليفة وزناً، وكذلك الشيعة فإنهم يعدون أبا بكر وعمر قد اغتصبا حق علي في الخلافة، فهو من بيت النبوة (من آل البيت)، وهم دون ذلك . يقول محمد أبو زهرة : ( إنا نعتقد أن الشيعة قد تأثروا بالأفكار الفارسية حول الملك والوراثة والتشابه بين مذهبهم ونظام الملك الفارسي واضح، ويزكي هذا أن أكثر أهل فارس من الشيعة، وأن الشيعة الأولين كانوا من فارس ) [تاريخ المذاهب الإسلامية : (1/38) نقلاً من أصول مذهب الإمامية للقفاري (1/85) ].
والبوذية القديمة : تقول بتناسخ الأرواح : وكذا قالت الكيسانية بتناسخ الأرواح. قال ابن حزم : ( وبهذا كان يقول السيد الحميري الشاعر لعنه الله، ويبلغ الأمر بمن ذهب إلى هذا أن يأخذ أحدهم البغل والحمار فيعذبه، ويضربه، ويعطشه، ويجيعه، على أن روح أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فيه . [أي : حلت فيه ] !! (انظر: الفصل : 3/115-116) ] ، وقال أحمد أمين : (وتحت التشيع ظهر القول بتناسخ الأرواح، وتجسيم الله، والحلول، ونحو ذلك من الأقوال التي كانت معروفة عند البراهمة والفلاسفة والمجوس قبل الإسلام) (انظر: فجر الإسلام : 277) . وبعد فإن الكلام حول هذا يطول ولكن نختم بكلام المحدث : عامر الشعبي-رحمه الله - فيهم، وهو قبل كان رأساً من رؤوسهم، ولكنه آثر الحق على الهوى، فهُدي إلى السنة . قال يخاطب مالك ابن مغول : ( ... يا مالك إن محنتهم محنة اليهود . قالت اليهود: لا يصلح الملك إلا في آل داود، وكذلك قالت الرافضة : لا تصلح الإمامة الإ في ولد علي . وقالت اليهود: لا جهاد في سبيل الله حتى يبعث الله المسيح الدجال وينزل سيف من السماء، وكذلك قال الرافضة قالوا: لا جهاد في سبيل الله حتى يخرج الرضا من آل محمد وينادي مناد من السماء: اتبعوه ..... واليهود عادوا جبريل فقالوا: هو عدونا ، وكذلك الرافضة قالوا: أخطأ جبريل بالوحي . واليهود يستحلون أموال الناس... وكذلك الرافضة يستحلون مال كل مسلم . ..إلخ ) (انظر منهاج السنة لا بن تيمية 1/29-33 بتصرف ) .
4- الشيعة كانوا سباقين إلى كل شر ! .
انتهينا قريبا من تقرير أن عقيدة الشيعة جُمعت من ديانات شتى، فاجتمع فيها كل شر..، وسوف نعرض الآن لسبقهم غيرهم في إحداث البدع والشركيات .
فأول من قال بإن الله جسم هو هشام بن الحكم الرافضي، ونقل ابن تيمية عن الجاحظ قوله: ليس على ظهرها رافضي إلا ويزعم أن ربه مثله ! . (انظر منهاج السنة النبوية : 1/72-73) . ومن المعلوم من دين المسلمين، وعليه أهل السنة والجماعة أن الله ليس كمثله شيء .
وأول من فتح باب تحريفات الملاحدة الباطنية في كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم هم الجهمية والشيعة . قالوا في قوله تعالى : (والشجرة الملعونة في القرآن ) هم بنو أمية . وقالوا إن البقرة المأمور بذبحها : هي عائشة رضي الله عنها . وقالوا المراد باللؤلؤ والمرجان : هما الحسن والحسين . (انظر فتاوى ابن تيمية : 5/550) .
أول من أظهر دعوى النبوة من المنتسبين إلى الإسلام المختار بن عبيد وكان من الشيعة وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (سيكون في ثقيف كذاب ومبير ) فأما الكذاب فهو المختار، وأما المبير فهو الحجاج . قاله ابن تيمية في المنهاج: ( 3/459) .
وأول من أحدث المشاهد هم القرامطة العبيدية القداحية ، وذلك عندما ضعفت خلافة بني العباس، وتسلطت على الحكم في مصر، فنشرت بدع الشيعة من إقامة المشاهد، وإقامة شعار الرفض في يوم عاشوراء وغير ذلك . (انظر فتاوى ابن تيمية : 27/466) والدرسات التاريخية لآثار القبور أثبتت رجوع أوائل تلك المشاهد إلى هذه الفترة . ( انظر كتاب: دمعة على التوحيد حقيقة القبورية وآثارها في واقع الأمة ص 17 ومابعدها ) .
وأول من أحدث النوح والحزن والصراخ واللطم في يوم عاشوراء هم الشيعة . قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وصار الشيطان بسبب قتل الحسين رضي الله عنه يُحدث للناس بدعتين : بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء، من اللطم والصراخ والبكاء والعطش وإنشاد المراثي، وما يُفضي إليه ذلك من سب السلف ولعنهم، وإدخال من لا ذنب له مع ذووي الذنوب، حتى يُسب السابقون الأولون، وتُقرأ أخبار مصرعه التي كثير منها كذب، وكان قصد من سنّ ذلك فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة؛ فإن هذا ليس واجبا ولا مستحبا باتفاق المسلمين، بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرمه الله ورسوله .. ( منهاج السنة النبوية : 4/554) .
5- دين الشيعة مبني على الضلالات والجهل ، لا على العلم الصحيح المؤصل ! .
الشيعة ليس لهم طريق علمي صحيح يقيمون به دينهم، بل هي ضلالات، وجهالات، وأكاذيب يروجون بها على عوامهم، لشدهم وربطهم بدينهم .
وسوف نستعرض بعض الأمور والتي بها يتبين لنا فساد دينهم وخراب عقائدهم .
1- بطلان أدلتهم : وهي لا تخلو من نقل كاذب وهذا كثير في أخبارهم وكتبهم ، أو نقل صحيح ولكنه دلالة مجملة مشبهة لا تقاوم الأدلة المحكمة، أو قياس فاسد لعدم تحقق شروط القياس أو لمخالفته النصوص الصحيحة الصريحة . (انظر منهاج السنة : 7/419) .
2-جهلهم الشديد بدين الإسلام : ومن تأمل كتبهم، تبين له خفة عقولهم وسماجتها . وإليك أمثلة : منها : نتف النعجة يريدون بذلك النيل من عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، ومنها: شق جوف الكبش كأنهم يشقون جوف عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومنها : كراهيتهم للفظ العشرة، وتفضيلهم للفظ التسعة . مع أن القرآن ذكر لفظ العشرة في مواضع كقوله تعالى : {والفجر وليال عشر } وقوله تعالى : {وأتممناها بعشر } . وأما لفظ التسعة فجاءت في معرض الذم كقوله تعالى : {وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون} . (انظر المنهاج 7/416-417) ،ومنها : ضربهم لصدورهم وجباههم في يوم عاشوراء تكفيراً عن تركهم لنصرة الحسين حتى قُتل ! . ولو تأملوا قليلاً وفكروا لبان لهم جهلهم وضلالهم من ناحيتين، الأولى: أن الحسين رضي الله عنه قتل شهيداً، والنبي صلى الله عليه وسلم أخبر أنه من أهل الجنة، فما الداعي الآن إلى ضرب الصدور وشق الجيوب وإسالة الدماء مع أنه رضي الله عنه يتنعم الآن . و الثانية : أن القوم الذين يعذبون أنفسهم الآن، لم يتخاذلوا عن نصرة الحسين، فلم يؤخذون بجريرة غيرهم، والله سبحانه يقول: {ولا تزر وازرة وزر أخرى }، فكان الأولى بهذا [ليس هذا من باب الإقرار ولكن من باب بيان الأولوية ] أولئك القوم الذين تخلوا عن نصرة الحسين وتقاعسوا عن القتال معه .
3-أحاديثهم التي يروونها أكثرها كذب وليس لها إسناد : وإن وجدت فهي إما منقطعة تنتهي إلى أئمتهم، أو رواتها مجاهيل لا يعرفون وهذا الغالب عليها . والكذب ظاهر في رواتهم ولذا منع كثير من المحدثين الرواية عنهم لما عهدوا منهم الكذب وعدم توقيه، وفي مقابل ذلك قبلوا من بعض الخوارج روايتهم لما رأوا فيهم الصدق وتحريه . ويكفي في بيان وهن رواياتهم وجهالة رجالها أن تعلم أن أول كتاب ظهر للشيعة هو كتاب سليم بن قيس الهلالي رواه عن ابان بن عياش (انظر الفهرست لابن النديم 321-322) ، قال الشيخ القفاري -حفظه الله- : (وقد أكثر الشيعة من مدحه وتوثيقه والثناء على كتابه، رغم أنني لم أجد لمؤلفه ذكراً فيما رجعت إليه من مصادر، ولو صدق بعض ما تذكره الشيعة فيه لكان شيئاً مذكوراً، ولكنه لم يذكر إلا في كتب الشعية وحدها، بل إن من متقدمي الشيعة من قال : (( إن سليماً لا يعرف ولا ذكر في خبره )) . وإن كان هذا ليس بمرضي عند متأخري الشيعة . ورغم أن الكتاب يحمل أخطر آراء السبئية وهو تأليه علي ووصفه بأوصاف لا يوصف بها إلا رب العالمين. [أصول مذهب الشيعة الإمامية: 1/221-222]. وقد حمل بعض الشيعة على هذا الكتاب وبينوا أنه موضوع، لا لأنه يحمل تلك الآراء؛ بل لأجل أنه يقرر أن الأئمة ثلاثة عشر ! . فلأجل ذا حملوا عليه، وكما قال الشيخ القفاري: ولقد كفونا مؤنة ذلك ) . وإذا تبين أن هذا الكتاب موضوع ومصنوع، فإن كتاب (بصائر الدرجات في علوم آل محمد وما خصهم الله به ) لمؤلفه أبو جعفر القمي محمد بن الحسن بن فروخ الصفار القمي (ت290) قد يكون أول كتبهم حيث حوى مجموعة من أحاديثهم (انظر أصول مذهب الشيعة الإمامية 1/352)، وبالنظر إلى تاريخ وفاة القمي هذا يتبين الفاصل الزمني بينه وبين عصر الرسالة الذي يوحي لنا استحالة اتصال أسانيدهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4-والشيعة تعمد إلى الأمور المتواترة فتنكرها، وإلى الأمور المعدومة فتثبتها : وذلك أن هناك من الأحداث التي علمها القاصي والداني، والتي يستحيل أن يتواطأ العدد الكثير من الناس على الكذب، كحادثة الجمل وصفين، وظهور مسيلمة الكذاب، والأسود العنسي، وغيرها من الأمور المعلومة والتي تواتر النقل بها جيلاً عن جيل، وامتلأت بها كتب التاريخ والسير .. إلخ .
ولكن الشيعة لشدة كذبهم وتعنتهم ينكرون بعض هذه الأمور التي تواتر النقل بها وأصبحت معلومة لدى الصغير والكبير، ثم إنهم لم يكتفوا بذلك، بل أثبتوا أموراً يعلم بطلانها وكذبها . فمن ذلك : أن الشيعة تنكر أن مسيلمة الكذاب ادعى النبوة وأن المسلمين قاتلوه على ذلك . وأنكر بعضهم أن يكون أبو بكر وعمر قد دفنا بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومنها: أنهم يدعون أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ارتدوا عن الإسلام ... إلخ (انظر: مناج السنة4/492).
5- الشيعة تجعل الإمامة أهم مطالب الدين وأشرف مسائل المسلمين : قال شيخ الإسلام ابن تيمية : وهذا كذب بإجماع المسلمين سنيهم وشيعيهم؛ بل هذا كفر . (المنهاج: 1/75). ويكفي في بطلانه أن أركان الإسلام خمسة ، وأصول الإيمان أو أركانه ستة، وليس من بينها ذكر الإمامة ! . وهم إنما ذكروا ذلك لتعظيم بدعتهم التي انتحلوها في الأئمة .
6- إدعاء الشيعة للعلم المكتوم : وأن ذلك مما خُص به أهل البيت، ولهذا انتسبت إليهم الباطنية والقرامطة . فهم يدعون أن عندهم من الحقائق والأسرار الإلهية ما ليس عندهم، وهم يدعون أنهم أخذوها من أهل البيت، وهم كاذبون فيما ادعوه . وقد كان هذا يحدث في زمن علي رضي الله عنه، فقد كان يدعي ناس من الشيعة بأن علياً اختصهم بعلم، فإذا سأل أصحاب علي؛ علياً عن ذلك نفى ذلك وبينه للناس . فعن أبي جحيفة قال: ( سألت علياً : هل عندكم شيء ليس في القرآن؟ فقال: لا ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما عندنا إلا ما في القرآن ، إلا فهما يعطيه الله الرجل في كتابه ... الحديث ) والحديث مخرج في البخاري . وسؤال أبي ححيفة لعلي إنما كان بعد أن أشيع أن آل البيت اختصوا بعلم لا يعلمه غيرهم، فأراد معرفة حقيقة ذلك، فنفى علي رضي الله عنه ذلك الأمر .
6- تعمد المخالفة من عقيدة الشيعة ! .
دين الشيعة قائم على المخالفة؛ مخالفة إجماع المسلمين، بل ومخالفة أهل البيت الذي يعظمونه ! ، وما ذاك إلا غلاتهم وأئمتهم أوغلوا في الحقد والكبر والعناد، وإمعانا في الإضلال جعلوا مخالفة جماعة المسلمين من دينهم ومن عقيدتهم .
والاجتماع ولزوم الجماعة أمرٌ مطلوب من المشرع وهو الله جل في علاه، قال تعالى : {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً } . وسبيل المؤمنين: هو ما أجمعوا عليه واتفقوا عليه . وقال صلى الله عليه وسلم : (لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهو ظاهرون على الناس ) [رواه مسلم ] . وفي الحديث المشهور إن هذه الأمة: ( لا تجتمع على ضلالة ) .
ولكن أبى الشيعة إلا مخالفة الحق والركون إلى الباطل حسداً وبغياً وعدواناً وإمعاناً في الضلال .
ففي أصول الكافي سؤال لأحد أئمتهم يقول: إذا ( ... وجدنا أحد الخبرين موافقاً للعامة (يعني أهل السنة) والآخر مخالفاً لهم بأي الخبرين يؤخذ ؟ . فقال: ما خالف العامة ففيه الرشاد، فقلت (القائل هو الراوي ) : جعلت فداك ، فإن وافقهما الخبران جميعاً ؟ قال : ينظر إلى ما هم إليه أميل حكامهم وقضاتهم فيترك ويؤخذ بالآخر ! ، فقلت: فإن وافق حكامهم الخبران جميعاً ؟ قال: إذا كان ذلك فارجئه حتى تلقى إمامك، فإن الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات ! ) [ الكليني / أصول الكافي : 1/67-68، ابن بابويه القمي/ من لا يحضره الفقيه : 3/5 (نقلاً من عقيدة الشيعية الإمامية 1/413) ] .
وذكر ثقتهم الكليني أن من وجوه التمييز عند اختلاف رواياتهم قول إمامهم: ( دعوا ما وافق القوم [أي أهل السنة والجماعة] فإن الرشد في خلافهم ) ، وقال أبو عبد الله -كما يفترون- ( إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف القوم ) [عقيدة الشيعية الإمامية للشيخ القفاري 1/414) ] .
وهم أي الشيعة ينطلقون في المخالفة من نصوص وآثار وضعت لهم من قبل زنادقة -كما مر معنا-همها أن تعيش هذه الطائفة في الضلال المبين، وعمق تلك الهوة علماء السوء والضلال .
فيروون عن علي بن أسباط قال : قلت للرضا -رضي الله عنه- : ( يحدث الأمر لا أجد بداً من معرفته، وليس في البلد الذي أنا فيه أحد استفتيه من مواليك، قال: ائت فقيه البلد، فاستفته عن أمرك، فإذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه، فإن الحق فيه ! ) .
وعلق الحر العاملي على ذلك في الإيقاظ من الهجعة ص 70 فقال: ( ومن جملة نعماء الله على هذه الطائفة المحقة أنه خلى بين الشيطان وبين علماء العامة [أي علماء أهل السنة والجماعة]، فأضلهم في جميع المسائل النظرية حتى يكون الأخذ بخلافهم ضابطة لنا، ونظيره ما ورد في حق النساء شاوروهن وخالفوهن ) [عقيدة الشيعية الإمامية للشيخ القفاري 1/415)] .
ولذلك لم تنفرد الشيعة عن أهل السنة بصواب قط، فكل مخالفة لأهل السنة والجماعة فهم مخطئون فيه قطعاً، لأن الله عصم هذه الأمة أن تجتمع على ضلالة (انظر منهاج السنة النبوية 3/98 ، 3/409).
والشيعة خالفت أهل البيت في عامة الأصول : يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : ( ولكن الإمامية تخالف أهل البيت في عامة أصولهم، فليس في أئمة أهل البيت مثل علي بن الحسين، وأبي جعفر الباقر، وابنه جعفر بن محمد الصادق، من كان ينكر الرؤية، أو يقول بخلق القرآن، أو ينكر القدر، أو يقول بالنص على علي، أو بعصمة الأئمة الاثني عشر ، أو يسب أبا بكر وعمر . والمنقولات الثابتة المتواترة عن هؤلاء معروفة موجودة، وكانت مما يعتمد عليه أهل السنة ) [منهاج السنة النبوية : 2/368-369] .
ومن مخالفة الشيعة : أنهم أعظم الناس مخالفة لولاة أمور المسلمين، والخروج عن طاعتهم، ولا يدخلون في الطاعة إلا كرهاً . [انظر المنهاج 1/111].
7- الشيعة عطلت المساجد وعظمت المشاهد .
حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تعظيم القبور وإتخاذها مصلى وعيداً، فقال : (اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) رواه مالك في موطأه . وقال صلى الله عليه وسلم : (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ) يحذر ما فعلوا . وقال : (إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك ) رواه مسلم . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .
ولكن الشيعة أبت إلا أن تعظم المشاهد، وتعطل المساجد . فهم يعكفون على القبور ويطوفون بها، ويدعون أصحابها من دون الله ، ويلتمسون منهم البركة وجلب النفع ودفع الضر .. ألخ . وفي المقابل لا يقيمون الجماعة ولا الجمعة في مساجدهم، وإن صلوا صلوا فرادى . (انظر منهاج السنة النبوية : 1/474) .