(( حديث من سرّه ان يحيا حياتي:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من سره أن يحيا حياتي، ويموت مماتي،
ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي، فليوال علياً من بعدي وليوال وليه، وليقتد بأهل
بيتي من بعدي، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، ورزقوا فهمي وعلمي، فويل
للمكذبين بفضلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي
))(26)، أقول: هذا الحديث موضوع فإسناده مظلم رواته مجهولون عدا بن أبي
رواد فـ(( كل من دون ابن أبي رواد مجهولون، لم اجد من ذكرهم، غير أنه يترجح
عندي أن أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم إنما هو ابن مسلم الانصاري
الاطرابلسي، المعروف بابن أبي الحناجر، قال ابن أبي حاتم ( كتبنا عنه صدوق )
وله ترجمة في ( تاريخ ابن عساكر )، وأما سائرهم فلم أعرفهم فأحدهم هو الذي
اختلق هذا الحديث الظاهر البطلان والتركيب، وفضل علي رضي الله عنه أشهر من
أن يستدل عليه بمثل هذه الموضوعات، التي يتشبث الشيعة بها، ويسودون كتبهم
بالعشرات من أمثالها، مجادلين بها في اثبات حقيقة لم يبق اليوم أحد يجحدها،
وهي فضيلة على رضي الله عنه ))
والغريب هنا أن التيجاني أشار
بالهامش إلى مصادر هذا الحديث، منها الحلية لأبي نعيم وتاريخ ابن عساكر،
ولكنه أخفى تضعيف هذان للحديث ليدلل على أمانته المكذوبة وإنصافه المعروف،
فأبو نعيم قال عنه (( غريب ))(28)، إشارة إلى تضعيفه، وابن عساكر أخرجه في
تاريخه وقال عنه (( هذا حديث منكر، وفيه غير واحد من المجهولين ))