منهاج السنة للرد على الشيعة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الجمعة مايو 17, 2024 10:34 am
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 عذرا فضيلة الشيخ (البخاري بعيد عن التعطيل جدا)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
منهاج السنة
لا اله الا الله محمد رسول الله
لا اله الا الله محمد رسول الله
منهاج السنة


عذرا فضيلة الشيخ (البخاري بعيد عن التعطيل جدا)  Vitiligo-ae30eb86b8عذرا فضيلة الشيخ (البخاري بعيد عن التعطيل جدا)  Iraqiaabc6667cb59
عدد المساهمات : 897
تاريخ التسجيل : 27/10/2012

عذرا فضيلة الشيخ (البخاري بعيد عن التعطيل جدا)  Empty
مُساهمةموضوع: عذرا فضيلة الشيخ (البخاري بعيد عن التعطيل جدا)    عذرا فضيلة الشيخ (البخاري بعيد عن التعطيل جدا)  Icon_minitimeالإثنين نوفمبر 12, 2012 5:24 am

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, و الصلاة و السلام على خاتم النبيين صلى الله عليه و سلم, و بعد:
فقد قرأت اليوم شيئا من شرح فضيلة الشيخ ###–حفظه الله تعالى- على كتاب الإبانة الصغرى لابن بطة العكبري –رحمه الله-.
و قد كان مما قال في شرحه:
" أنا لا أريد أن أفاجئك بأن أقول لك: من هو الإمام البخاري ؟
جبل من جبال الحفظ في الدنيا, و إمامٌ من أئمة أهل السنة الذين يُقتدى بهم.
الإمام البخاري وافق المبتدعة في مسألة مثلاً، أنت ماذا ستقول ؟
لا تقرأ في صحيح البخاري !!
افتح مثلاً كتاب تفسير صحيح البخاري, في تفسير سورة الرحمن –كذا-، قوله
تعالى: "كل شيءٍ هالكٌ إلا وجهه"، ماذا قال البخاري: إلا وجهه: أي إلا ما
ملكه، إلا ذاته ! فأوّل الوجه بالذات.
طبعاً اهل السنة والجماعة من الصحابة والتابعين يقولون: نثبت صفة الوجه لله عز وجل، لا نؤلها لا بالذات و بالملك ولا بغيرها.
أوّلها الإمام البخاري -رحمه الله-, و بالرغم من هذا لا يُتَابع على ذلك،
لكنه يظل إمام أهل السنة, و لا ينزل هذا من قدره، حتى تفهم كيف سار السلف
الصالح، ويُستغفر له وكل شيء – الإمام البخاري- ويُدعى له .

و هذا الذي ذكره الشيخ –حفظه الله- في حق البخاري الإمام, كلام خطير جدا.
إذ يرمي فيه البخاري
–رحمه الله- بالتحريف المذموم الذي ذمه السلف و حذروا من الوقوع فيه, و
البخاري من أئمة السلف في الاعتقاد, أخذ الاعتقاد عن أكثر من مئة شيخ من
مشايخ أهل السنة والجماعة, و قد رد في كتابه الصحيح على الجهمية النفاة
الذين يحرفون الكلم, و ينفون صفات الرب سبحانه.

و البخاري –رحمه
الله-يثبت الوجه لله –عز و جل-, كما سيأتي إن شاء الله, و ما ذكره من
الكلام الذي نقله فضيلة الشيخ هو كلام سديد تكلم به غيره من أعلام السنة و
أئمة الدين.

و الكلام إذا وضع في موضعه الصحيح فهم, و تبينت دلالته على مقصود قائله.
و إليك البيان....

أولا: إثبات البخاري لصفة الكلام على الوجه اللائق به سبحانه:
قال البخاري –رحمه الله- في كتاب التوحيد:
باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى ( كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) .
حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍحَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَمْرٍو عَنْ جَابِرِ
بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ لَمَّانَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ( قُلْ هُوَ
الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ )
قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « أَعُوذُ بِوَجْهِكَ » . فَقَالَ
( أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ) فَقَالَ النَّبِىُّ -صلى الله عليه
وسلم - « أَعُوذُ بِوَجْهِكَ » .

قَالَ ( أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا )فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « هَذَا أَيْسَرُ » .
فقصد من هذا التبويب –رحمه الله- إثبات هذه الصفة لله –جل و علا- على الوجه اللائق به, كما أثبت باقي الصفات.
و أورد تحت الترجمة الحديث الذي يدل على الصفة, و الحديث واضح في دلالته على إثباتها.
قال الغنيمان في شرحه على كتاب التوحد منالصحيح:
أراد البخاري بهذا الباب, إثبات صفة الوجه لله -تعالى- وهو ثابت لله -تعالى- في آيات وأحاديث كثيرة .
فالذي نخلصه به من هذا: أن البخاري –رحمه الله- كغيره من أئمة الاعتقاد يثبتون لله –جل و علا- صفة الوجه على الوجه اللائق به سبحانه.

ثانيا: معنى كلامه –رحمه الله- الذي نقله الشيخ من الصحيح:
قال البخاري –رحمه الله- في كتاب التفسير:
سورة الْقَصَصِ
( كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ )إِلاَّ مُلْكَهُ ، وَيُقَالُ إِلاَّ مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ .
الذي يظهر –والله
أعلم- أن البخاري إنما قصد بكلامه هذا الرد على المبتدعة في قولهم بفناء
الجنة و النار, و كذا الرد على مقالة بعض المبتدعة الذين قالوا إن الله
يدركه الهلاك و لا يبقى منه إلا الوجه.

نعوذ بالله من الخذلان
و كذا أوضح رأيه بأوجز عبارة فيما اختلف الناس فيه في تأويل هذه الأية, فالآية فيها خلاف معروف, سيأتي بيانه إن شاء الله.
* و تأمل حفظك الله
كيف تكلم هذا الحبر عن هذه الأية في كتاب التوحيد, و كيف تكلم عنها في كتاب
التفسير, ففي التوحيد أثبتها كما أثبت باقي الصفات و في التفسير تكلم عن
معناها و بين المراد منها.

رحم الله البخاري رحمة واسعة و جزاه عن المسلمين خيرا
و هذه النصوص التي أنقلها لك تبين لك هذا الذي ذكرت:
* قال الإمامأحمد:
وقد خلقت الجنة وما فيها والنار وما فيها,خلقهما الله عز و جل, وخلق الخلق
لهما, و لا يفنيان ولا يفني ما فيهما أبدا, فإن احتج مبتدع أو زنديق بقول
الله -عز و جل-: "كل شيء هالك إلا وجهه" ونحو هذا من متشابه القرآن, قيل
له: كل شيء مما كتب الله عليه الفناء والهلاك هالك, والجنة والنار خلقتا
للبقاء لا للفناء ولا للهلاك وهما من الآخرة لا من الدنيا, والحور العين لا
يمتن عند قيام الساعة ولا عند النفخة ولا أبدا, لأن الله عز و جل خلقهن
للبقاء لا للفناء ولم يكتب عليهن الموت فمن قال خلاف هذا, فهو مبتدع وقد ضل
عن سواء السبيل.
قلت: هذا شبيه بقول البخاري: إلا ملكه,فيدخل في ملكه هذا الذي ذكره أحمد –رحمه الله-.

* قال ابن ابي حاتم:
قَوْلُهُ تَعَالَى: " كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ"
17967- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا عَمَّارُ بْنُ مُحَمَّدٍ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِ اللَّهِ: "
كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ" ، قَالَ:"إِلا مَا أُرِيدَ بِهِ
وَجْهُهُ".
17968-حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا الْوَلِيدُ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِمُسْلِمٍ الْحَلَبِيِّ، عَنْسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، فِي
قَوْلِ اللَّهِ: " كُلُّ شَيْءٍ هَالِكً إِلا وَجْهَهُ " ، قَالَ:"كُلُّ
شَيْءٍ هَالِكٌ، إِلا مَا ابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ مِنَ الأَعْمَالِ
الصَّالِحَةِ".
قلت: فهذا الذي ذكره البخاري, منقول عن مجاهد و سفيان.
17970- حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ عُثْمَانَالْمَرْوَزِيُّ، ثنا سَلَمَةُ
بْنُ سُلَيْمَانَ، أَنْبَأَ مَنْصُورُ بْنُ عَبْدِالْحَمِيدِ، عَنْ
مُقَاتِلٍ، فِيتَفْسِيرِ هَذِهِ الآيَةِ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ: " كُلُّ
شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاوَجْهَهُ " ، يَعْنِي:"الْحَيَوَانَ خَاصَّةً مِنْ
أَهْلِالسَّمَاوَاتِ، وَالْمَلائِكَةَ وَمَنْ فِي الأَرْضِ وَجَمِيعَ
الْحَيَوَانِ،ثُمَّ تَهْلِكُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بَعْدَ ذَلِكَ، لا
تَهْلِكُ الْجَنَّةُوَالنَّارُ وَمَا فِيهَا، وَلا الْعَرْشُ، وَلا
الْكُرْسِيُّ".
قلت: هذا نفس المعنى الذي ذكره أحمد, و عناه البخاري بقوله: إلا ملكه.
* قال الطبري:
واختلف في معنى قولهSad إِلا وَجْهَهُ ) فقال بعضهم: معناه: كلّ شيء هالك إلا هو.
وقال آخرون: معنى ذلك: إلا ما أريد به وجهه، واستشهدوا لتأويلهم ذلك كذلك بقول الشاعر:
أَسْتَغْفِرُاللهَ ذَنْبًا لَسْتُ مُحْصِيهُ... رَبُّ العِبادِ إلَيْهِ الوَجْهُ والعَمَلُ
قلت: فهذاالذي ذكر البخاري نقله إمام المفسرين, فليت شعري أكل هؤلاء الأئمة يؤولون التأويل المذموم ؟!!

* قال البغوي:
{ وَلاتَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ
هَالِكٌ إِلاوَجْهَهُ } أي: إلا هو، وقيل:إلا ملكه، قال أبو العالية: إلا
ما أريد به وجهه.
قلت: هذا عين ما قال البخاري.

* قال ابن أبي زمنين:
كل شيء هالك إلا وجهه يعني إلا هو.

* قال شيخ الاسلام:
وقال سبحانه : { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ } [ القصص : 88 ] قال طائفة من السلف : كل عمل باطل إلا ما أريد به وجهه.
و هو ماذكر البخاري رحمه الله.

* قال ابن القيم:
وأما احتجاجكم بقوله تعالى: "كل شيء هالك إلا وجهه" فإنما أتيتم من عدم
فهمكم معنى الآية, واحتجاجكم بها على عدم وجود الجنة والنار الآن, نظيرا
احتجاج إخوانكم بها على فنائهما وخرابهما وموت أهلهما, فلا انتم وفقتم لفهم
معناها ولا إخوانكم, وإنما وفق لفهم معناها السلف وأئمة الإسلام, ونحن
نذكر بعض كلامهم في الآية: قال البخاري في صحيحه: يقال كل شيء هالك إلا
وجهه: إلا ملكه, ويقال: إلا ما أريد به وجهه. وقال الأمام أحمد -في رواية
ابنه عبد الله-: فأما السماء والأرض فقد زالتا لأن أهلهما صاروا إلى الجنة
وإلى النار, وأما العرش فلا يبيد ولا يذهب لأنه سقف الجنة والله سبحانه
وتعالى عليه فلا يهلك ولا يبيد, وأما قوله تعالى: "كل شيء هالك إلا وجهه"
فذلك أن الله سبحانه وتعالى أنزل كل من عليها فان فقالت الملائكة هلك أهل
الأرض وطمعوا في البقاء فأخبر الله تعالى عن أهل السموات وأهل الأرض أنهم
يموتون فقال كل شيء هالك يعني ميت إلا وجهه لأنه حي لا يموت فأيقنت
الملائكة عند ذلك بالموت" انتهى كلامه.
هذا معنى كلام أحمد

* ابن كثير:
وقوله: { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاوَجْهَهُ } : إخبار بأنه الدائم الباقي
الحي القيوم، الذي تموت الخلائق ولا يموت،كما قال تعالى: { كُلُّ مَنْ
عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُوالْجَلالِ وَالإكْرَامِ } [
الرحمن : 26 ، 27 ]، فعبر بالوجه عن الذات، وهكذا قوله ها هنا: { كُلُّ
شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ } أي: إلا إياه.
وقد ثبت في الصحيح، من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أصدق كلمة قالها شاعر[كلمة] لبيد:
ألا كلُّ شَيْء مَا خَلا اللهَ بَاطِلُ
وقال مجاهد والثوري في قوله: { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ } أي: إلا ما أريد به وجهه، وحكاه البخاري في صحيحه كالمقرر له.
قال ابن جرير: ويستشهد من قال ذلك بقولالشاعر:
أسْتَغْفِرُ اللهَ ذنبًا لَسْتُ مُحْصِيَهُ... رَبّ العبَاد، إلَيه الوَجْهُ والعَمَلُ ...
وهذا القول لا ينافي القول الأول، فإن هذاإخبار عن كل الأعمال بأنها باطلة
إلا ما أريد بها وجه الله عز وجل من الأعمال الصالحة المطابقة للشريعة.
والقول الأول مقتضاه أن كل الذوات فانية وهالكة وزائلة إلا ذاته تعالى،
فإنه الأول الآخر الذي هو قبل كل شيء وبعد كل شيء.
قال أبو بكر عبد الله
بن محمد بن أبي الدنيا في كتاب "التفكر والاعتبار": حدثنا أحمد بن محمد بن
أبي بكر، حدثنا مسلمبن إبراهيم، حدثنا عمر بن سليم الباهلي، حدثنا أبو
الوليد قال: كان ابن عمر إذا أراد أن يتعاهد قلبه، يأتي الخربة فيقف على
بابها، فينادي بصوت حزين فيقول: أين أهلك؟ ثم يرجع إلى نفسه فيقول : {
كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ } .


* شارح الطحاوية:
وَأَمَّا احْتِجَاجُكُمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ
إِلَّا وَجْهَهُ}، فأثبتم سُوءِ فَهْمِكُمْ مَعْنَى الْآيَةِ،
وَاحْتِجَاجُكُمْ بِهَا عَلَى عَدَمِ وُجُودِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ الْآنَ
- نَظِيرُ احْتِجَاجِ إخوانكم بها عَلَى فَنَائِهِمَا وَخَرَابِهِمَا
وَمَوْتِ أَهْلِهِمَا!! فَلَمْ تُوَفَّقُوا أَنْتُمْ وَلَا إِخْوَانُكُمْ
لِفَهْمِ مَعْنَى الْآيَةِ، وَإِنَّمَاوُفِّقَ لِذَلِكَ أَئِمَّةُ
الْإِسْلَامِ.
فَمِنْ كَلَامِهِمْ: أَنَّ الْمُرَادَ"كُلُّ شَيْءٍ"مِمَّا كَتَبَ اللَّهُ
عَلَيْهِ الْفَنَاءَ وَالْهَلَاكَ"هَالِكٌ"، وَالْجَنَّةُ وَالنَّارُ
خُلِقَتَا لِلْبَقَاءِلَا لِلْفَنَاءِ، وَكَذَلِكَ الْعَرْشُ، فَإِنَّهُ
سَقْفُ الْجَنَّةِ. وَقِيلَ:الْمُرَادُ إِلَّا مُلْكَهُ. وَقِيلَ: إِلَّا
مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهُهُ. وَقِيلَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أنزل: {كُلُّ
مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}، فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ: هَلَكَ أَهْلُ
الْأَرْضِ، وَطَمِعُوا فِي الْبَقَاءِ، فَأَخْبَرَ تَعَالَى عَنْ أَهْلِ
السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَنَّهُمْ يَمُوتُونَ، فَقَالَ: {كُلُّ شَيْءٍ
هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ}، لِأَنَّهُ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، فَأَيْقَنَتِ
الْمَلَائِكَةُ عِنْدَ ذَلِكَ بِالْمَوْتِ. وَإِنَّمَا قَالُوا ذَلِكَ
تَوْفِيقًا بَيْنَهَا وَبَيْنَ النُّصُوصِ الْمُحْكَمَةِ، الدَّالَّةِ
عَلَى بَقَاءِ الْجَنَّةِ، وَعَلَى بَقَاءِ النَّارِ أَيْضًا، عَلَى مَا
يُذْكَرُ عَنْ قَرِيبٍ، إِنْ شَاءَاللَّهُ تَعَالَى.

*الشوكاني:
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس : { كُلُّ شَيْء هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } قال : إلاّ ما أريد به وجهه .
قلت: فلو ثبت هذا, أيكون ابن عباس وافق المبتدعة, و وقع في التحريف, و عطل صفات الرب؟؟

* السعدي:
{ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ } وإذا كان كل شيء هالكا مضمحلا سواه
فعبادة الهالك الباطل باطلة ببطلان غايتها، وفساد نهايتها.

* القاسمي:
{ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ } أي :إياه
والوجه يعبر به عن الذات كما قال : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى
وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ والإكرام } [ الرحمن : 26 - 27 ] ، وفي قوله
تعالى : { هَالِكٌ } وجوه : حمله على المستقبل ، أو هو عرضة للهلاك والعدم
، أو هالك في حد ذاته ، لأن وجوده ليس ذاتياً بل لاستناده إلى واجب الوجود
، فهو بالقوة وبالذات معدوم حالاً . والمراد بالمعدوم ما ليس له وجود ذاتي
. لأن وجود غيره كلا وجود . إذ هو في كل آن قابل للعدم . وعن مجاهد
والثوريّ : إلا وجهه أي : ما أريد به وجهه .حكاه البخاري في " صحيحه " .
قال ابن جرير : ويستشهد من قال ذلك بقول الشاعر :
~أستغفرُ الله ذنباً ، لست مُحْصِيَهُ رَبُّ العبادِ ، إِلَيْهِ الْوَجْهُ وَالْعَمَلُ
قال ابن كثير : وهذا
القول لا ينافي القول الأول . فإن هذا إخبار عن كل الأعمال ، بأنها باطلة ،
إلا ما أريد به وجه الله تعالى من الأعمال الصالحة المطابقة للشريعة .
انتهى .

وفيه بُعد و تكلف
يذهب رونق النظم ، وماء الفصاحة . لا سيما وآي التنزيل يفسر بعضها بعضاً
.والآية الثانية التي ذكرناها بمعنى هذه . وتلك لا تحتمل ذاك المعنى ، فكذا
هذه : {لَهُ الْحُكْمُ } أي : القضاء النافذ في الخلق : { وَإِلَيْهِ
تُرْجَعُونَ } أي :يوم معادكم فيجزيكم بأعمالكم ، إن خيراً فخير وإن شرّاً
فشر .


* قال الجزائري–شيخ شيخنا المردود عليه-:
وقوله {كل شيء هالك إلا وجهه } يخبر تعالى أن كل عمل لا يراد به وجه الله
فهو باطل ذاهب بلا مثوبة عليه . كما أن كل شيء سوى الله عز وجلفإن ولم يبق
إلا الله سبحانه وتعالى كقوله { كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذوالجلال
والإِكرام }
قلت: وكلام عين ما قال البخاري.

*صالح آل الشيخ:
فيكون عموم قوله ? ?كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ? على ظاهره في أنه سَيَهْلِكُ كل شيء إلا الرب

* البراك:
س: فضيلةالشيخ ما معنى قوله تعالى: { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ } ؟ .
ج: كل شيء هالك إلا وجهه يعني: من أهل العلم من قال: إن المراد هلاك
المخلوقات وفناء المخلوقات بالموت ، وتغير هذه العوالم السماوات والأرض
كالملائكة والجن والإنس كلهم سيموتون ، ويبقى الرب تعالى هو الحيا لذي لا
يموت ، يعني من الناس من قال: إن المراد هلاك كل حي ، { كُلُّ نَفْسٍ
ذَائِقَةُ الْمَوْتِ } فكل حي يموت إلا الحي القيوم ، الحي الذي لا يموت {
وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ }.
ومنهم من استدل بها
أيضا على أن كل عمل باطل إلا ما أريد به وجه الله ، وهذا معنى أيضا تتضمنه
الآية ، معنى صحيح ، فكل من المعينين يعني حق، فكل حي يموت إلا الحي
القيوم الذي لا يموت ، وكل عمل فإنه باطلإلا ما أريد به وجهه ، { كُلُّ
شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ } وفي الآية إثبات الوجه له سبحانه وتعالى،
نعم .


* الغنيمان:
وقوله: { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّاوَجْهَهُ } [القصص:88]، ليس المراد أن
الوجه هو المستثنى فقط؛ ولكن من المعلوم في لغة العرب أنه إذا ذكر أشرف
الشيء فإن البقية تبع له.
إذاً:ا لمعنى : كل شيء هالك إلَّا الله، وفي هذا إثبات الوجه لله جلَّ وعلا، صفةً حقيقة له على ما أراده الله جلَّ وعلا وبينه

هذا وغيره كثير من
نصوص علماء الأمة ممن أثبت هذه الصفة لله سبحانه على الوجه اللائق به, و هم
مع هذا تكلموا في الآية بنفس كلام البخاري –رحمه الله- و بينوا مراد
الله–عز و جل- منها.

* و فرق عظيم بين قول
أهل السنة: يفنى كل شيء إلا ذاته, مع إقرارهم بثبوت صفه الوجه, و بين كلام
المعطلة ممن يقولون: ذاته لينفوا بذلك اتصافه بصفة الوجه.

فتنبه لهذا فهو عزيز.

و أخيرا: فقول الشيخ –حفظه الله-: قال البخاري: إلاوجهه: أي إلا ما ملكه، إلا ذاته ! فأوّل الوجه بالذات.
هذا غير ثابت عن البخاري –رحمه الله- مع صحته و ثبوته عن غيره من أهل العلم.
فالبخاري لم يذكر في الصحيح: إلا ذاته.
بل قال: (كُلُّ شَىْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) إِلاَّ مُلْكَهُ ، وَيُقَالُ إِلاَّ مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهُ اللَّهِ .
هذا كلامه بالحرف –رحمه الله-.
و من أهم سمات أهل السنة التثبت في النقل, فكان حري بالشيخ أن يراجع كلامه قبل نقله.
و مع هذا فما استنكره
الشيخ هو كلام عامة أهل السنة من المفسرين و غيرهم, و إنما أرادوا بقولهم
هذا تفسير الآية, و ليس نفي الصفة و لا التأويل كما يقول الشيخ –غفر الله
له-

و لو راجعت النقولات التي نقلتها لك لتبين لك بهذا بجلاء, و الله المستعان.
و سؤال أخير لشيخنا الحبيب: من من أهل العلم سلفا و خلفا سبق لهذا الذي قلت رحمك الله؟
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا, و أن يردنا على دينه مردا جميلا.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=292808
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://minhaj.ahlamontada.com
 
عذرا فضيلة الشيخ (البخاري بعيد عن التعطيل جدا)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حِوار بين فضيلة الشيخ عبد الرحمن السحيم ورافضي
» ضعيف البخاري ومسلم
» دفاع عن صحيحي البخاري ومسلم
» قراءة صوتية لصحيح الإمام البخاري رحمه الله تعالى
» رسالة من أحمد الكاتب إلى الشيخ حسن الصفار حول المهدي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منهاج السنة للرد على الشيعة :: ۞ الْقِـــسَمُ الْعَـــــامُّ ۞-
انتقل الى: