بَابُ الاشَارَةِ وَالنَّصِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (عَلَيْهما السَّلام)
1ـ عَلِيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ عُمَرَ الْيَمَانِيِّ وَعُمَرَ بْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ
سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ شَهِدْتُ وَصِيَّةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
(عَلَيْهِ السَّلام) حِينَ أَوْصَى إِلَى ابْنِهِ الْحَسَنِ (عَلَيْهِ
السَّلام) وَأَشْهَدَ عَلَى وَصِيَّتِهِ الْحُسَيْنَ (عَلَيْهِ السَّلام)
وَمُحَمَّداً وَجَمِيعَ وُلْدِهِ وَرُؤَسَاءَ شِيعَتِهِ وَأَهْلَ بَيْتِهِ
ثُمَّ دَفَعَ إِلَيْهِ الْكِتَابَ وَالسِّلاحَ وَقَالَ لابْنِهِ الْحَسَنِ
(عَلَيْهِ السَّلام) يَا بُنَيَّ أَمَرَنِي رَسُولُ الله (صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَآلِه) أَنْ أُوصِيَ إِلَيْكَ وَأَنْ أَدْفَعَ إِلَيْكَ كُتُبِي
وَسِلاحِي كَمَا أَوْصَى إِلَيَّ رَسُولُ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَآلِه) وَدَفَعَ إِلَيَّ كُتُبَهُ وَسِلاحَهُ وَأَمَرَنِي أَنْ آمُرَكَ
إِذَا حَضَرَكَ الْمَوْتُ أَنْ تَدْفَعَهَا إِلَى أَخِيكَ الْحُسَيْنِ
(عَلَيْهِ السَّلام) ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِهِ الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ
السَّلام) فَقَالَ وَأَمَرَكَ رَسُولُ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه)
أَنْ تَدْفَعَهَا إِلَى ابْنِكَ هَذَا ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بن
الحسين (عَلَيْهما السَّلام) ثُمَّ قَالَ لِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ
وَأَمَرَكَ رَسُولُ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) أَنْ تَدْفَعَهَا
إِلَى ابْنِكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَأَقْرِئْهُ مِنْ رَسُولِ الله
(صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَمِنِّي السَّلامَ.
يقول آية الله البرقعي رحمه الله:
{روى في هذا الباب سبعة أحاديث ؛ خمسة منها ضعيفة ، أو مرسلة ، ومجهولة ، ومرفوعة على حد قول المجلسي ، مع أن المجلسي يسعى ويعمل على إصلاح وتصحيح روايات الكافي في السند والمتن مهما أدى ذلك إلى تأويلات بعيدة .
على
سبيل المثال ما جاء في هذا الباب : فأبان ، وسليم بن قيس ، رجلان مجهولان ،
وكتاب سليم بن قيس فيه الكثير من الكذب ، والموضوعات المخالفة للعقل
والتاريخ ، ولكن المجلسي عد الكتاب معتمداً بما أن الكليني اعتمده . وما من
أحد يسأل المجلسي ما قوله بهذه الأكذوبة الطريفة .
ولقد بينا قليلاً من كذبه
في باب اختلاف الحديث ، ولقد عد المجلسي حديث سليم هذا حسناً مع أنه ضعيف
جداً . وهناك كثير من الرواة الذين هم أسوأ من سليم في هذا الباب ، كأبي
الجارود حيث كان أعمى الظاهر والباطن مع أنه ليس في هذا الباب شيء يذكر إلا
أنه يريد أن يثبت أن الإمام عليا رضي الله عنه أوصى لابنه الحسن رضي الله
عنه وليس في هذا منكر ؛ لأنه كان الابن الأكبر ، ولذلك أصبح وصي أبيه حيث
يمكن للابن الأكبر أن يصبح وصياً لأبيه كما قال ابن النديم في كتابه (
الفهرست ) ولقد كان لدى أولاد الإمام الحسن مصحف مكتوب بخط علي، فأخذه
أولاد الإمام الحسن إلى أبيهم للتجليد، مع أن هذا المصحف لم يكن موجوداً
لدى أبناء الحسين، وهذا أمر واضح ولكن الكليني شاء أن يصنع من روايات
الوصية هذه نصاً إلهياً ، مع أنها ليست بذات فائدة أبداً .
وبناءً
على ما جاء في كتب التاريخ كمروج الذهب ، وكتاب الحكومة في الإسلام والكتب
الكثيرة الأخرى ، عندما ضرب سيدنا الأمير اجتمع الناس حوله وقالوا : من
نبايع بعدك . فقال لكم الخيار... الذي ترونه صالحاً.
قالوا : نبايع ابنك الحسن،
قال الخيار لكم، وسيدنا الأمير نفسه عندما أراد مبايعته قال: لا يتولى أحد
هذا الأمر إلا باختياركم له . وقال في الرسالة السادسة من نهج البلاغة :
( من اختاره المهاجرون والأنصار للإمامة والقيادة فهو إمام ولله رضى )
، ولقد قال ذلك لتأييد خلافته وخلافة الخلفاء ، وكتب سيدنا الحسين رضي
الله عنه لأهل الكوفة : إذا بايع أهل العقل والكبار منكم مسلم بن عقيل
وطلبتموني سآتي إليكم.
إذن
فالإمامة والقيادة تكون باختيار العقلاء ، وأصحاب الحل والعقد ، ولكن
الكليني ورواته يريدون أن يخرجوا الإمامة والزعامة من أخبار الوصاية ،
والحال أن الوصاية لا تتعلق بالإمامة بشيء .
وليت الكليني ورواته قبلوا
روايات هذا الباب ؛ لأن سيدنا الأمير رضي الله عنه يقول في الحديث السادس
في هذا الباب ما يلي : كم اطردت الأيام أبحثها عن مكنون هذا الأمر فأبى
الله عزوجل إلا إخفاءه .. هيهات ... علم مكنون ) كما قال هذا البيان في نهج
البلاغة في خطبة رقم 941 ولكن الكليني يقول في باب ( أنهم يعلمون متى
يموتون ) ما يخالف قول علي ، فالأئمة عنده يعلمون وقت موتهم ، وحتى الإ
وَزّ يعرف ذلك فيرجى الرجوع إلى ذلك .
يقول
الإمام في هذا الحديث السادس بأني ذاهب من بينكم ( مفارقكم ) ولكن شيعته
تقول : كلا إنه حي ومطلع على أخبــار الناس وحاضر وناظر في كل مكان ؛ ولكنه
يقول : ( وإن أفن فالفناء ميعادي ) يعني موعدي هو الفناء وقد كنت فيكم
أياماً ثم يكون جسدي بلا روح وبلا حركة.} انتهى كلام الشيخ البرقعي رحمه الله...
لماذا يكره الشيعة الإمامية الحسن وذريته ويقدمون عليه الحسين؟
عند أصحاب الحق، الحسن
والحسين رضي الله عنهما سيدا شباب أهل الجنة، والحسن أفضل من الحسين لكبره
ولحكمته ودهائه وترجيح مصلحة الإسلام والمسلمين، فمناقبه أكثر من مناقب
الحسين، ورغم أنه الإمام الثاني المعصوم!! عند الشيعة، فما بالهم يتجاهلونه
بل يصل بهم الأمر إلى كرهه والقول بورطة تنصيبه إماما ثانيا والسلام عليه
بالقول: وعليك السلام يا مذل المؤمنين!؟ ثم قطع الإمامة عن عقبه وولده
وتسليمها للحسين وأبنائه من الفارسية؟!!
السبب:
-الحسن
رضي الله عنه أسقط أكبر أصول الدين عند الشيعة وهي الإمامة، فجاحدها أو
رافضها يعتبر كافرا مرتدا، فكيف يرفضها الحسن وهو منصّبٌ من الله ويتنازل
لمعاوية الكافر -في معتقد الشيعة-، ثم يبايع الكافر نفسه؟
أي مصيبة ونقض للدين عمله الحسن؟ بل أي كفر أتى به الحسن يترك فرضا فرضه الله عليه ومنصبا واجبا لا يجوز له أن يتركه لا سيما أنه:
.............كان في مكان قوة!!
..............كانت لديه الولاية التكوينية وباستطاعته القضاء على معاوية ومن معه!!
..............وكان يعلم الغيب!!
..............وكان معصوما لا يمكن أن يفعل الخطأ!!
فكيف نقض العصمة وصار غير معصوم؟
وكيف نسي من الولاية التكوينية ولم يستفد منها؟
وكيف أحرج الشيعة ووضعهم في موقف ضعيف هزيل؟
أليس هذا سببا لكره الشيعة لإمامهم المعصوم الثاني وتفضيل الحسين عليه ثم عزل نسله عن الإمامة وتسليمها لنسل الحسين من الفارسية؟
يا شيعة يا عقلاء!!
فِعْل
الحسن رضي الله عنه بإسقاط الإمامة يدل على أن الإمامة لا نص فيها، ولو
كان الحسن منصوصا عليه بالإمامة لم يتنازل عنها لأن الإمامة عند الشيعة
أعلى أو مساوية للنبوة!! فهل سمعتم نبيا تنازل عن النبوة؟!! للا يوجد،
وبفعل الحسن رضي الله فقد شهد بنفسه على سقوط الإمامة ومعها سقوط العصمة!!
ولمن يعاند نقول له:
إذا
كان الحسن إماما معصوما منصبا من الله قد نقض أهم أركان وأصول المذهب
الشيعي، فكيف يعملون بهذا الأصل الأصيل الذي نقضه وأسقطه الإمام الثاني
الحسن بن علي، ومعه سقطت العصمة للأبد لأن الحسن إذا كان منصبا ثم تنازل
فقد اخطأ، والإمام إذا كان معصوما لا يصدر منه الخطأ!!
وإن
ورط الشيعة مع الحسن!! وورطوا في هذا التناقض الواضح، فلجوء الشيعة إلى
التقية مهزلة وسخفٌ لا مبرر له لأن الأمر متعلق بشيء في ذات الإمام الحسن،
فلا يُحمل الموضوع على التقية أبدا، لأن التقية مسموحة لعامة الشيعة (حسب
زعمهم)، عيب ونقض للعصمة في أئمتهم لأنهم:
معصومون ، وبأيديهم تنصيب إلهي إلزامي على الإمامة، ثم بيدهم قوة التمكين وهي الولاية التكوينية!!
فكيف يتنازل الحسن عن الإمامة لكافر ثم يبايع الكافر بنفسه؟ فهل من عاقل يقرأ فيفكر فيتعظ؟
-----------------
في بحار الانوار :42 ص : 77
( لما قتل الحسين بن علي ع
أرسل محمد بن حنفية إلى علي بن الحسين ع فخلا به ثم قال يا ابن أخي قد
علمت أن رسول الله ص كانت الوصية منه و الإمامة من بعده إلى علي بن أبي
طالب ثم إلى الحسن بن علي ثم إلى الحسين ع و قد قتل أبوك و لم يوص و أنا
عمك و صنو أبيك و ولادتي من علي ع في سني و قدمتي و أنا أحق بها منك في
حداثتك لا تنازعني في الوصية و الإمامة و لا تجانبني فقال له علي بن الحسين
ع يا عم اتق الله و لا تدع ما ليس لك بحق إني أعظك أن تكون من الجاهلين إن
أبي ع يا عم أوصى إلي في ذلك قبل أن يتوجه إلى العراق و عهد إلي في ذلك
قبل أن يستشهد بساعة و هذا سلاح رسول الله ص عندي فلا تتعرض لهذا فإني أخاف
عليك نقص العمر و تشتت الحال إن الله تبارك و تعالى لما صنع الحسن مع معاوية أبى أن يجعل الوصية و الإمامة إلا في عقب الحسين ع ))
وهذا
طعن في الله سبحانه وتعالى وخيبة أمل في الحسن، فكيف الله ينصب الحسن
إماما ثم يخيب الحسن الأمل ويتمرد على أمر الله؟ هل كان الله يعلم ذلك؟
فإذا كان يعلم فِلمَ نصبه؟ أليس في هذا اتهام لله؟
وإذا كان بدا لله أن يلغي الإمامة من نسل الحسن ويضعها في نسل الحسين، أليس في هذا أيضا اتهام لله بالجهل؟
---------------------------------
( قال
أبو جعفر قال لي الصادق ع إن الله جل و عز عير أقواما في القرآن بالإذاعة
فقلت له جعلت فداك أين قال قال قوله (وَ إِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ
الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ) ثم قال المذيع علينا سرنا كالشاهر
بسيفه علينا رحم الله عبدا سمع بمكنون علمنا فدفنه تحت قدميه و الله إني
لأعلم بشراركم من البيطار بالدواب شراركم الذين لا يقرءون القرآن إلا هجرا و
لا يأتون الصلاة إلا دبرا و لا يحفظون ألسنتهم، اعلم أن الحسن بن علي ع
لما طعن و اختلف الناس عليه سلم الأمر لمعاوية فسلمت عليه الشيعة عليك السلام يا مذل المؤمنين فقال
ع ما أنا بمذل المؤمنين و لكني معز المؤمنين إني لما رأيتكم ليس بكم عليهم
قوة سلمت الأمر لأبقى أنا و أنتم بين أظهرهم كما عاب العالم السفينة لتبقى
لأصحابها و كذلك نفسي و أنتم لنبقى بينهم يا ابن النعمان ))
عقول لا تفكر!! فهل هناك بقية عقل؟